عادي

في ظل اشتعال جبهات القتال بغزة.. هدنة تلوح في الأفق وإسرائيل تتكبد خسارة فادحة

12:56 مساء
قراءة 4 دقائق
في ظل اشتعال جبهات القتال بغزة.. هدنة تلوح في الأفق وإسرائيل تتكبد خسارة فادحة
في ظل اشتعال جبهات القتال بغزة.. هدنة تلوح في الأفق وإسرائيل تتكبد خسارة فادحة

«الخليج» - وكالات
فيما تتواصل المعارك الضارية في غزة، الثلاثاء، تعرّض الجيش الإسرائيلي لخسائر فادحة وغير مسبوقة خلال توغل قواته في خان يونس بجنوب غزة، في الوقت الذي تجري مشاورات لإعلان «هدنة» لعدة أسابيع وسط غياب آفاق التوصل إلى حل على المدى الطويل.
وأعلنت إسرائيل أن 24 جندياً إسرائيلياً «احتياطياً» قتلوا، الاثنين، في قطاع غزة، في أعلى حصيلة من الجانب الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري على القطاع في 27 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي وقت مبكر، الثلاثاء، أشار شهود فلسطينيون إلى سماع نيران مدفعية إسرائيلية قرب مستشفى ناصر في خان يونس، أبرز مدينة في جنوب القطاع، حيث تقول إسرائيل إن قادة محليين من حماس يختبئون.
اتهم الهلال الأحمر الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي للطابق الرابع من مقره في خان يونس، فيما فتحت مسيرات النار ما أدى إلى إصابة أشخاص لجؤوا إلى هذا الحرم الطبي، بجروح.
بحسب مكتب تنسيق المساعدة الإنسانية لدى الأمم المتحدة، فإن «الأعمال الحربية تتكثف» في هذه المدينة، حيث أعلن الجيش السيطرة على مراكز قيادة تابعة لحماس.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية «بالتيل» على منصة إكس: «انقطاع خدمات الاتصالات مع قطاع غزة للمرة العاشرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بسبب استمرار العدوان وتصاعده».

  • وضع إنساني متأزم

ويبقى الوضع الإنساني والصحي حرجاً، بحسب الأمم المتحدة، في القطاع المحاصر الذي نزح داخله ما لا يقل عن 1,7 مليون شخص يمثّلون أكثر من 80% من السكان هرباً من القصف والمعارك.
واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس هجوماً غير مسبوق على غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أسفر عن مقتل 1140 شخصاً، حسب أرقام رسميّة إسرائيلية.
وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً نُقلوا إلى قطاع غزّة حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية، ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وهي تنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مركز أتبعت بعمليات برية منذ 27 تشرين الأول/ أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25295 قتلى، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
وفي حصيلة جديدة للجنود الإسرائيليين، قال الجنرال دانيال هاغاري في تصريح صحفي متلفز، إن 24 جندياً احتياطياً قتلوا، الاثنين، في غزة وأغلبهم في انفجار صاروخ «آر بي جي» استهدف دبابة ومبنى فخخه الجيش تمهيداً لهدمه في جنوب قطاع غزة.

  • هدنة لشهرين

وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، مساء الاثنين، بأن إسرائيل اقترحت على حماس، عبر الوسيطين القطري والمصري، هدنة لشهرين في الحرب الدائرة بين الطرفين، وذلك مقابل إطلاق الحركة سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة.
ولا يعني هذا الاقتراح نهاية الحرب في القطاع، بل هدنة ثانية بعد تلك التي استمرّت أسبوعاً، وأتاحت إطلاق سراح نحو مئة من الرهائن الذين اختطفتهم حماس من جنوب إسرائيل خلال هجومها غير المسبوق على غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وينصّ الاقتراح الإسرائيلي، وفقاً لأكسيوس، على الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة على مراحل، تشمل أولاها النساء المدنيات، والرجال الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً.
أما في المراحل اللاحقة، فيتمّ الإفراج عن النساء العسكريات، ثم عن الرجال المدنيّين الذين تقلّ أعمارهم عن 60 عاماً، ثم عن العسكريين الرجال، وأخيراً عن جثامين الرهائن.
وفي إطار الخطة، يتعيّن على إسرائيل وحماس الاتّفاق مسبقاً على عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم مقابل كلّ رهينة يتمّ إطلاق سراحها، وذلك وفقاً للفئة التي تنتمي إليها هذه الرهينة، ومن ثم الاتفاق على أسماء السجناء الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم، بحسب أكسيوس.
وخلال لقاء الاثنين، مع أفراد من عائلات الرهائن، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «مبادرة» إسرائيلية، مؤكداًَ في الوقت نفسه أنه غير قادر على «إعطاء تفاصيل عنها» بحسب الصحافة المحلية.

  • حل الدولتين سبيل وحيد

إذا كانت حكومة نتنياهو تبحث في هدنة، فإنها ترفض التفكير، على المدى الطويل، في المقترحات العالمية بـ«بحل الدولتين»، أي إقامة دولة فلسطينية تعيش إلى جانب إسرائيل، وهو ما حضها عليه، الاثنين، وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال لقاءات في بروكسل.
واجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس قبل الاجتماع لاحقاً، وبشكل منفصل، مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي.
وأجرى وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية بدورهم محادثات مع الوزراء الأوروبيين.
وتساءل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين: «ما هي الحلول الأخرى؟ إجبار جميع الفلسطينيين على الرحيل؟ قتلهم؟» مضيفاً أن الإسرائيليين «يزرعون بذور الحقد للأجيال المقبلة».
وخلال لقائه، الاثنين، نظراءه الـ27 في دول الاتحاد الأوروبي، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي إلى «تفكيك» حماس وتحرير الرهائن.
في المقابل، شدد نظيره الفلسطيني رياض المالكي على ضرورة إعلان وقف لإطلاق النار، مطالباً الاتحاد الأوروبي بدرس فرض «عقوبات»، في ظل استمرار رفض إسرائيل حل الدولتين.

  • مخاوف توسع الصراع

ويفاقم النزاع التوترات بين إسرائيل وفصائل أخري في المنطقة ، خصوصاً حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن.
ليل الاثنين الثلاثاء، نفّذت الولايات المتّحدة وبريطانيا جولة ضربات ثانية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، فيما أكدتا أن الخطوة تأتي للرد على الهجمات التي يواصل الحوثيون شنّها على الملاحة في البحر الأحمر.
وقال البلدان في بيان أصدراه بالاشتراك مع دول أخرى شاركت في إسناد هذا الهجوم: إنّ قواتهما شنّت «جولة جديدة من الضربات المتكافئة والضرورية على ثمانية أهداف حوثية في اليمن ردّاً على الهجمات الحوثية المتواصلة ضدّ الملاحة والتجارة الدولية وضدّ سفن تعبر البحر الأحمر».
وأوضح البيان أنّ هذه «الضربات الدقيقة» هدفت إلى تقويض «القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة الدولية وأرواح بحارة أبرياء».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4kacv4ce

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"