عادي
ضغوط هائلة على الأراضي والموارد الشحيحة

علماء يحذرون من نمو غير مسبوق لمدن العالم

15:13 مساء
قراءة 3 دقائق
علماء يحذرون من نمو غير مسبوق لمدن العالم
إعداد: مصطفى الزعبي
يدعو كبار الخبراء في مجال العلوم بشكل عاجل، إلى إحداث تحول كبير في الحوكمة العالمية «وهي التعاون السياسي بين ممثلي المؤسسات حول العالم، ونقاش حلول القضايا التي تؤثر في أكثر من دولة أو منطقة»، لحماية مستقبل المدن في جميع أنحاء العالم والكوكب ككل، حيث تنمو المدن بمعدل غير مسبوق، ما يفرض ضغوطاً هائلة على الأراضي المستغلة، والموارد الشحيحة، والنظم البيئية الهشة.
واقترحوا من خلال بحث جديد أجراه خبراء في جامعات بريستول، وأكسفورد البريطانيتين، وييل الأمريكية، نظاماً استشارياً عالمياً جديداً لمعالجة التأثيرات المزعجة للتوسع الحضري، من شأنه أن يؤدي وظيفة مماثلة لتلك التي تؤديها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
قالت المؤلفة الرئيسية د.جيسيكا إسبي، المتخصصة في الحوكمة العالمية للتنمية المستدامة في جامعة بريستول: إن «تغير المناخ يحظى باهتمام عالمي كبير، ولكن هناك نقطة عمياء كبيرة عندما يتعلق الأمر بالنظر في التأثير المدمر الذي أحدثه النمو الحضري الهائل على الكوكب، وإن زيادة التعاون الدولي أمر بالغ الأهمية للمساعدة على إدارة النمو المستدام لمدننا بشكل أفضل وحماية أنظمة الأرض الحيوية، بما في ذلك الماء والهواء والأرض، التي نعتمد عليها جميعاً».
ويعيش 55% من سكان العالم في المدن، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى ما يقرب من الثلثين بحلول عام 2050، وفقاً لتقرير المدن العالمية.
وأقرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن المناطق الحضرية مجتمعة تمثل نحو ثلاثة أرباع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب تفاقم مشاكل تغير المناخ وجودة الهواء، تعمل المدن على إعادة تشكيل الأنظمة الأربعة الرئيسية للأرض بشكل كبير: الغلاف المائي، والجوي، والأرضي والمحيط الحيوي.
التكاليف البيئية
قالت البروفيسور كارين سيتو، المؤلفة المشاركة، وأستاذة الجغرافيا وعلوم التحضر في كلية ييل للبيئة ومؤلفة الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ: «يعد توسع الأراضي الحضرية في جميع أنحاء العالم أحد أكبر محركات فقدان الموائل والتنوع البيولوجي، ويحدث ذلك ليس فقط بسبب استصلاح الأراضي، ولكن أيضاً بسبب التفتت الأعمق للأراضي غير المستغلة المتبقية، وهذا يعطل الحياة البرية والمناطق البيئية، إضافة إلى زيادة المخاطر الناجمة عن الحرائق والآفات والأمراض التي قد تنتشر بسهولة أكبر».
وإن التخلص من النفايات، والانبعاثات الضارة الناجمة عن الصناعة والنقل، وتطوير الأراضي، كلها عوامل تسهم في التدهور الحاد في التنوع البيولوجي، وحتى ما يسمى بالبدائل الخضراء، مثل التقنيات الموفرة للطاقة مثل إضاءة «إل إي دي»، ويمكن أن يكون لها تأثيرات ضارة، مثل قمع إنتاج الميلاتونين، الهرمون الذي ينظم أنماط النوم لدى البشر والكائنات الحية الأخرى.
سياسة متكاملة
قال البروفيسور مايكل كيث، مدير برنامج بيك للأبحاث الحضرية في جامعة أكسفورد: «حان الوقت لكي يجلس زعماء العالم ويدركون أن معالجة تغير المناخ غير ممكنة إذا لم ننظر إلى كيفية تصميم وبناء وتمويل وإدارة مدن العالم».
ويدعو المؤلف المشارك تيم شوانين، أستاذ جغرافيا النقل في جامعة أكسفورد، إلى سياسات أقوى لتسخير إمكانات المدن لدفع الابتكار التكنولوجي والاجتماعي للحد من الآثار السلبية للتوسع الحضري.
وقال البروفيسور شوانين: إن «تطوير المدن حول وسائل النقل العام وركوب الدراجات والمشي، يمكن أن يحسن الصحة العامة والتكامل الاجتماعي مع تقليل الانبعاثات واستهلاك الأراضي والموارد الطبيعية».
وعلى الرغم من العواقب الهائلة والبعيدة المدى المترتبة على التوسع الحضري، فإن أغلب منتديات صنع السياسات العالمية نادراً ما تناقش هذه القضية ولا تتشاور بشكل منهجي بما فيه الكفاية مع العلماء المعنيين الذين يمكنهم تقديم رؤى مهمة أو حلول مبتكرة.
وقال د.إسبي، المدير السابق لشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة: «أنشأ الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً لجنة استشارية علمية مستقلة جديدة، إلا أنه لا يوجد حالياً تمثيل للعلوم الحضرية، ويجب أن يتغير هذا إذا أردنا معالجة بعض التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً بشكل جماعي وفعال».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yc833hd2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"