عادي

«المنجور».. آلة موسيقية من حوافر الماعز

22:24 مساء
قراءة دقيقتين
آلة المنجور الموسيقية

الأداة التي تصدر إيقاعاً ويمكن التحكم بها من قبل عازف معين، يمكن اعتبارها آلة موسيقية؛ إذ حوّل الإنسان القديم بعض المواد الموجودة في الطبيعة إلى أدوات لتوليد الأصوات الموسيقية، فقام بتحويل العظام إلى صافرات، بعد عمل ثقوب فيها، وقام بصنع الطبول المختلفة من بعض جذوع الأشجار، وكانت الآلات الموسيقية البدائية لإنسان العصور الحجرية تخدم أغراضاً متعددة كإحداث الأصوات الموسيقية والضجيج، كما هو حال «المنجور»، وهي آلة موسيقية شعبية تنتمي إلى عائلة الآلات الإيقاعية في الدول العربية، ولكن نشأتها الأساسية في شرق إفريقيا، وتعتبر من الآلات الموسيقية الأكثر غرابة في الشرق الأوسط، كما تحظى بشعبية كبيرة في دول الخليج العربي؛ لاستخدامها في موسيقى الزار وعروض فن الطنبورة.

وكلمة «منجور» شائعة في اللهجات الحضرية في شبه الجزيرة العربية والإمارات وسلطنة عُمان والبحرين، ولكنها توجد أيضاً في لهجات أخرى، وهناك لهجات أخرى في شبه الجزيرة العربية تسمى السانية تصنع آلة «المنجور» من حافر الماعز، وهي عبارة عن شريط عريض من القماش، يبلغ طوله 30 سنتيمتراً، ويرتبط به مجموعة من حوافر الماعز المجوفة؛ إذ تُسهم الحوافر في إصدار صوت موسيقي.

تلعب حوافر الماعز دوراً مهماً في موسيقى «المنجور»؛ إذ تخلق تركيبة إيقاعية فريدة تتمثل في أصوات «النقر» بالإضافة إلى ذلك، يرافق «المنجور» ثلاث إلى أربع براميل مغطاة بجلد الماعز من نفس الحجم، قطرها 40 سم.

يعرف لاعبو هذه الآلة باسم «سادة المنجور» أو «رعاة المنجور»، يربط العازف الآلة على خصره، ويحرك جسده بشكل إيقاعي، فيتحرك «المنجور» يميناً ويساراً، وتتصادم الحوافر مع بعضها، فتنتج تأثيرات إيقاعية، وصوتاً مشابهاً لصوت الخشخشة.

و«المنجور» إحدى الآلات الرئيسية التي تصاحب أغاني الزار، إلى جانب الآلات الإيقاعية الأخرى، مثل الصاجات، الطورة، الفلوت، الكولا والطنبورة، وأهميتها في هذا السياق تأتي من قدرتها على إبراز الزخرفة الموسيقية والإيقاعية والنغمات القوية، ودمجها مع التأثير الإيقاعي العنيف لزيادة شدة التوتر الموسيقي، مما يجعل موسيقى وأغاني «المنجور» تضفي طابعاً درامياً فريداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mr47k6x3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"