عادي
عبر مشروع مؤسسة ربع قرن

قادة المستقبل.. براعم تتفتح بالرعاية وشحذ القدرات

23:07 مساء
قراءة 6 دقائق
من مسرح ربع قرن

تحقيق: مها عادل

في مؤسسة «ربع قرن»، تتشكل البدايات وتتحول إلى مسيرة يكللها النجاح، براءة الأطفال تمتزج بتجارب المخضرمين، يمد الأبناء الخطى، خطوة من العلم، وخطوة من الترفيه، وخطوة من الهواية، وخطوات من اللعب، والجد، والمتعة، فتزهر الطفولة بالمواهب، وتتبلور المراهقة بالخبرة، ويطرق الشباب أبواب المستقبل مدعمين بكثير من العمل والجهد، والحماس، واكتشاف آفاق رحبة للحياة التي يستحقونها، والتي يصنعونها لأنفسهم، ولوطنهم بالغد القريب. فعملية صناعة المستقبل الأفضل لأبنائنا تبدأ من زراعة الأمل بتربة الحاضرن وصياغة ملامحه المشرقة بالدعم والتحفيز وتطوير المهارات سعياً لبناء إنسان متكامل المهارات، والجهد الذي تتبناه مؤسسة ربع قرن بمؤسساتها المختلفة التي تحتضن الصغار من 6 سنوات، و حتى سن 31 عاماً نموذج يحتذى في تكوين قادة المستقبل بالإمارات.

الصورة

تقول حصة خليفة (11 عاماً) منتسبة في مراكز الطفل من البطائح تهوى الطهي: «اكتشفت موهبتي في تعلّم فنون الطهي فوجدت فيه متعة كبيرة، وفرصة للابتكار ومزج المكونات، قمت بعمل كيك القهوة، والبرياني، والكبسة، وأصبحت أساعد والدتي، وأطهو طعام الغداء في بعض الأيام لأسرتي، وأطبخ لهم ورق العنب، وحلوى الوافل، كما أتقنت أشكالاً مختلفة من الحلويات تحظى بإعجاب الأسرة.

وتتابع: من خلال فعاليات المركز تعلّمت الكثير من المهارات مثل مسرح «خيال الظل» الذي يغذي خيالي وقدراتي على الكتابة، والتأليف، الأمر الذي أهّلني للمشاركة في مسابقة «تحدّي الكتابة»، كما أستعد حالياً للمشاركة في«تحدي القراءة»، وكل هذه الفعاليات والمسابقات تدعم قدراتي، وتحفز طموحي، كما أصبحت اعتمد على ذاتي في كثير من الأمور، وأساعد والدتي في الترحيب بالضيوف، وأطمح إلى تأسيس شركة لإعداد الولائم، لأن الطهي أصبح هوايتي المفضلة، وأتمنى أن يكون مجال عملي في المستقبل.

أستمتع بالفعاليات الفنية و الثقافية

الصورة

أما شمسة محمد راشد (10 سنوات)، فتحدثنا عن صقل موهبتها في السباحة من خلال انضمامها لمراكز الطفل، وتقول: «انضمامي للمركز جعل وقتي أكثر قيمة، ومتعة، حيث تدربت على العديد من المهارات، ومارست العديد من الأنشطة، فأنا أهوى الرسم، وتعلمت أصول الرسم بالألوان المائية، وأصبحت رياضة السباحة ركناً هاماً من حياتي، ومجالاً أرتقي فيه، وأطوّر قدراتي، وحالياً أتدرب على السباحة على الظهر، وهذا النوع من التحديات يملأني بالحماس للاستمرار والتطور، أكثر وأكثر. كما أستمتع بكثير من الفعاليات الفنية والثقافية، حيث شاركت في التمثيل المسرحي، وكانت تجربة ملهمة بالنسبة إلي، كما أن وجودي في المركز مكّنني من زيارة المكتبة بانتظام، وقراءة الكتب، وأتمنى عندما أكبر أن أصبح شخصاً مفيداً للأطفال، كما استفدت أنا في طفولتي، ولذلك أريد أن أكون طبيبة أعالج أسنان الأطفال، لأن الأطفال قد يهملون أحياناً الاهتمام بأسنانهم، ويكثرون من أكل الحلوى التي تفسد الأسنان، وتجعلهم يتألمون، لذلك أتمنى أن أكون مفيدة لهم، لأساعدهم. وفي المستقبل القريب أسعى للتدريب على فنون الخياطة والتطريز، حتى أتمكن من صناعة ملابس إماراتية، وأطوّرها، فأنا أعشق الزيّ الإماراتي، لأنه مميز، ويمثل هويتنا.

مراكز الطفل

الصورة

تلتقط المنتسبة ميرا عبد الله (9 سنوات) خيط الحديث وتقول: «استثمر وقتي من خلال انتسابي لمركز الطفل، حيث أمارس الرياضة والفنون المختلفة، مثل السباحة والرسم، واكتشفت موهبتي في التمثيل، حيث شاركت في مسرحية ليلى والذئب، وقمت بدور الجدة، وهذا ساهم في تطوير شخصيتي، وزيادة قدرتي على التعبير عن نفسي، ومخاطبة الجمهور، وسعدت كثيراً برد فعل الجمهور، والعائلات على المسرحية، والتشجيع زادني حماساً، واعتزازاً بقدراتي.

وتطلعنا مريم عبد الرحمن الحمادي (12 سنة) على تجربتها مع مركز الطفل، وتقول: انضممت إلى المركز في عمر 6 سنوات، وكنت حينها لا أعرف شيئا عن قدراتي، وهواياتي، ولكن المعلمين في المركز ساعدوني على اكتشاف هواياتي، وتوسيع مداركي، بشكل كبير. وفي البداية تأسست قدراتي في مجال الرسم، وأصبحت الآن أجيده، لأننا تدرّبنا على أساسيات الرسم والتشكيل، وبعدها التحقت برياضة السباحة، وأنهيت مراحلها الثلاث بنجاح، لأنتقل إلى التمثيل المسرحي، واشتركت في مسرحية «بينوكيو»، في العام الماضي وجسدت شخصية صانع الدمية بالعرض، واكتسبت الكثير من السمات الشخصية الجديدة، مثل الجرأة، والتعبير عن الذات من دون خجل، والعمل في فريق متعاون، وحالياً أستعد لخوض تجارب جديدة في مجال الفضاء، والذكاء الاصطناعي، و الروبوتات، وهو مجال ثري، و مبهر، وأشعر بالحماس لتعلّمه بشكل موسع، بخاصة أنني أهوى دراسة العلوم، وأتفوق فيها بالمدرسة، وقد يقودني طموحي لأكون رائدة فضاء، وأستكمل مسيرة رموزنا بالإمارات في هذا المجال.

مجالات عدة

من المنتسبات في سجايا فتيات الشارقة تحدثنا عزة سلطان (17عاماً)، عن مدى استفادتها من تجربتها بربع قرن، وتقول: انضممت لسجايا منذ 4 سنوات، وخلالها اتسعت مداركي، حيث اشتركت في مجالات عدة، مثل الفنون، والرياضة، والتكنولوجيا، وتعلمت كيفية تحويل أفكاري إلى تطبيقات مفيدة على أرض الواقع، حيث وجدت شغفي بالتكنولوجيا وبرمجة الروبوتات، وشاركت في العديد من المسابقات، كما شاركت في ابتكار مشروع المدينة المستدامة بالشارقة، وحصلت، وفريقي، على العديد من الميداليات، واتسع طموحي ليشمل خدمة بلدي ومجتمعي.

الصورة
1

شعور بالامتنان

أما عبد الله صالح 24 سنة، منتسب لمؤسسة الشارقة لتطوير القدرات، فيقول: أنا من أبناء المؤسسة لأنني التحقت بها في عمر 11 سنة، في البداية دخلت المؤسسة للعب الكرة فقط، مثل أيّ طفل يهتم باللعب والرياضة، ولكنني كنت أكتشف كل يوم أنشطة أخرى متنوعة، من بينها أنشطة ثقافية واجتماعية وفنية، فبعد عام من دخولي المؤسسة شاركت في نشاط فني غير حياتي، عبر أوبريت مسرحي، ومثلت فيه للمرة الأولى، ومن بعدها اكتشفت شغفي الحقيقي بالمسرح، فبعد ذلك شعرت بأنني أطلقت طاقاتي، كنت خجولا فأصبحت قادراً على الكلام أمام الناس، وأن أناقش، وأعرض وجهة نظري، كان هذا تطوراً كبيراً في شخصيتي، أصبحت أكثر ثقة بنفسي، ومن خلال فريق المسرح سافرت إلى أماكن عدة حول العالم، مصر والجزائر وتونس والمكسيك، ونجهز الآن للمشاركة في مهرجان قرطاج في تونس، وأعطتنا مؤسسة ربع قرن الكثير من الدعم والتدريب والعمل، وكان هذا يعطينا حافزاً للتفوق و الاستمرار. وفي مجال الرياضة شاركت في بطولات عدة، وحققنا نتائج جيدة، وهكذا وجدت نفسي أتقدم بالمجالين،وفي الرياضة أيضا كنت أشارك في بطولات بكرة القدم، وحققنا نتائج جيدة. وهكذا وجدت نفسي أتقدم في المجالين، وفي عمر 18 سنة وجدت نفسي أميل أكثر للمسرح، واختارتني فرقة مسرحية بالشارقة لأعمل فيها لأنني كنت متميزاً في الناشئة، حتى وصلت إلى أنني قمت بإخراج عمل مسرحي بعنوان «محطة انتظار»، وشاركت فيه في مهرجان مسرحي بعمان، وفزت بجائزة أحسن ممثل مسرحي دور ثان.

ويتابع:حصيلة تجربتي بالمؤسسة أفادتني في حياتي كثيراً، حيث تعلّمت فيها أن أعطي الأولوية لإشباع طاقة الإبداع بداخلي، لا أقيّم الأعمال التي أقوم بها بالمكاسب المادية، وإنما بالتقدير الفني، وبالنجاح في تمثيل بلدي، ومؤخراً منحتني المؤسسة فرصة دراسة الدبلوم في مؤسسة الشارقة للفنون الأدائية، وتكفلت بالتكاليف، وأشارك باسم الشارقة لتطوير القدرات، وعلى المستوى المهني أعمل حالياً في القيادة العامة للحرس الأميري بالشارقة.

مشاركات وإنجازات

يقول سيف عبيد السويدي، 16 عاماً: علاقتي بمؤسسة ربع قرن بدأت من مراكز الأطفال من عمر 8 سنوات، وانتقلت إلى ناشئة واسط عندما أصبح عمري 12، ومسيرتي في المراكز كانت تتنقل بين مجالات الرياضة، والفن، والعلوم، والتكنولوجيا، وحققت العديد من الإنجازات وشاركت ببطولات محلية ووطنية ودولية، كان تركيزي منصباً على العلوم والتكنولوجيا والبرمجة والتصميم والذكاء الاصطناعي، بدأت مشواري في هذا المجال منذ الطفولة، وأشعر بالفخر لأن الإمارات من أوائل الدول التي تصل بأطفالها إلى هذا المستوى الذي يمكّننا من المنافسة بالبطولات الدولية، في مجال الذكاء الاصطناعي، وسافرنا إلى هنغاريا، وحصلنا على المركز السابع في البطولة، ولكننا لم نصعد لنصف النهائيات، وتعلّمنا الإصرار على النجاح، وفي المشاركة التالية وصلنا للنهائيات وحصلنا على المركز الثاني للبطولة في أبوظبي، رغم صعوبة المنافسة حينها، وقمنا بتصميم روبوت يلعب كرة القدم على أرضية مخصصة لذلك.

فرص تطوعية

يحدثنا سالم راشد السويدي 17 عاماً، منتسب في ناشئة الشارقة، ونائب رئيس مجلس شورى شباب الشارقة، ويقول: انتميت إلى الناشئة منذ كان عمري 12 سنة، و لى مدار السنوات الخمس الماضية، تطورت شخصيتي على جميع الصعد، فعلى المستوى الإنساني شاركنا في العديد من الفرص التطوعية، سواء بالشراكة مع مركز الشارقة للتطوع، أو مع العديد من الجهات الخدمية، وحالياً أجمع ساعات التطوع لأشارك في جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب، هذه الجائزة فيها 3 فئات، برونزية وفضية وذهبية، وفي العام الماضي شاركت في الفئة البرونزية، وهذا العام سأشارك في الفئة الفضية، ولهذه الجائزة متطلبات تعتمد على عدد الساعات التطوعية التي نقوم بها في الخدمات الإنسانية، وكل فئة تتحدد بناء على عدد أكبر من ساعات التطوع، وتحسنت قدراتي كثيراً عبر السنوات. في البداية كنت شخصاً انطوائياً قبل التحاقي بمراكز الشارقة، وتغيرت نظرتي للحياة، ولأهمية دوري في المجتمع بعد التحاقي بالمؤسسة، وأصبحت إنساناً اجتماعياً، أقبِل على العمل الجماعي،وتحولت شخصيتي ومهاراتي للأفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2u66a5w8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"