عادي

مسيرة حافلة وأزمات فنية.. تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة حلمي بكر

22:11 مساء
قراءة 4 دقائق

غيّب الموت الموسيقار الكبير حلمي بكر، الجمعة، عن عمر ناهز 86 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً خلفه تاريخاً فنياً حافلاً بالإنجازات والأعمال، بسبب تلحينه لعدد من كبار الفنانين، مثل.. أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وليلى مراد ووردة ونجاة الصغيرة، ما أكسبه شهرة واسعة ونجومية عالية في الوسط الفني المصري والعربي، وتاركاً خلفه أيضاً أزمات عائلية وشخصية سيطرت على المشاهد الأخيرة من حياته.

النشأة والبدايات

حلمى بكر من مواليد 6 ديسمبر عام 1937 بالقاهرة، كانت بدايته الفنية خلال فترة انضمامه للقوات المسلحة المصرية، عندما صادف المطربة وردة الجزائرية التي كانت تشارك في إحدى حفلات القوات المسلحة، ويومها أسمعها حلمي بكر بعضاً من ألحانه، فأعجبت بموهبته وأصرت على تقديمه إلى الموسيقار محمد الشجاعي مدير الإذاعة المصرية آنذاك، ومن هنا كانت بداية انطلاقته الفنية.

قدم بكر خلال مسيرته ما لا يقل عن 1500 أغنية، فقد لحن لكبار المطربين المصريين والعرب ومنهم: ليلى مراد، وردة الجزائرية، سميرة سعيد، نجاة الصغيرة، علي الحجار، أصالة، مدحت صالح، محمد الحلو، محمد رشدي، عليا التونسية، وأيضاً عزيزة جلال.

كما قدم نحو 48 مسرحية غنائية أشهرها: «سيدتي الجميلة»، و«حواديت»، و«موسيقى في الحي الشرقي»، واكتشف العديد من المواهب الصوتية المصرية، ولحّن الكثير من الأغاني الناجحة، من أشهرها «الحلم العربي».

أزمات ومواقف فنية

عُرف حلمي بكر بنقده اللاذع وصراحته اللافتة، ما عرضه لمشكلات وطرائف متنوعة مع عدد من المشاهير، منها ما حدث مع كوكب الشرق أم كلثوم، إذ أغلق سماعة التليفون في وجهها عندما تدخل أحد المعارف المشتركة بينهما ليعرفه عليها؛ فظنّه يمزح، ولم يصدق أن كوكب الشرق على الهاتف فأغلق الخط، وبعدها تحدثت معه أم كلثوم، ولحَّن لها أغنية (معندكش فكرة)، التي لم يمهلها العمر لتغنيها، وغنتها المطربة الجزائرية وردة.

ودخل الموسيقار المصري في أزمة مع المطرب اللبناني فارس كرم، بعد تصريحات الأخير ضد أم كلثوم، التي قال فيها «إنّ كوكب الشرق قدمت أغاني تحمل إيحاءات خارجة»، فثار بكر وهاجم المطرب اللبناني، وقال «على فارس كرم أن يذهب إلى مستشفى الأمراض العقليَّة حتى لا يتطاول على رموز الطرب الأصيل»، ليتطور الأمر لحرب تصريحات واتهامات متبادلة بينهما.

أيضاً هاجم بكر الفنان عمرو دياب، ووصفه بأنه ليس مطرباً إنما (مغنواتي)، ومدح صوت تامر حسني، وقال إن «صوته طربي»، ما أزعج جمهور عمرو دياب بقوة، بينما لم يرد دياب على هذا الهجوم.

كما هاجم حلمي بكر الفنانة الكبيرة فيروزعندما طرحت ألبومها الأخير في عام 2017، وقال عنه «ألبومها الجديد لم يضف أي جديد إلى تاريخها الفني الكبير، لأن تاريخها الماضي كفيلٌ بأن يتحدث عنها، والجيل الجديد لن يستمع إلى أغاني وألبوم فيروز الجديد، لأنه ينتظر فناً معيناً».

أمَّا الفنانة أصالة فبدأت حرب تصريحات بينها وبين حلمي بكر بعد طلاقه من زوجته السورية ابنة خالتها، وقالت إن بكر هاجمها دون داعٍ بعد أدائها أغنية (ع اللي جرى) مع صابر الرباعي، واستمرت الحرب مشتعلة والتصريحات تتراشق بين الطرفين حتى تم الصلح بينهما، وظهر بكر مع أصالة في برنامج صولا، الذي كانت تقوم بتقديمه.

زيجات حلمي بكر

تزوّج الموسيقار حلمي بكر من الفنانة سهير رمزي في بداية حياته الفنية، وطلقت بسبب تمسُّكها بالتمثيل ورفضها الاعتزال، وبعد سهير تعددت زيجاته، وكان من أشهرها الزوجة الثانية، وهي شاهيناز شقيقة الفنانة شويكار، وهي أم ابنه الوحيد هشام، الذي يبلغ من العمر حالياً 47 عاماً.

وكانت زوجته السادسة سورية، وهي ابنة خالة المطربة أصالة، وتدعى راندا، وجاء انفصالهما بسبب خلافات بكر مع أصالة، التي أخذت فيها الزوجة صف ابنة خالتها.

وكان زواجه الثامن من المطربة الراحلة عليا التونسية، وكان سرياً، وأُعلِن عنه بعد الانفصال.

وآخر زيجاته كانت من فتيات يصغرنه بأكثر من 30 سنة، ومنهن صحفية شابة تزوّجها 10 أشهر فقط، وزيجته الأخيرة من سماح القرشي، التي أثمرت الطفلة ريهام في عام 2016، لتكون ثاني أبناء الموسيقار حلمي بكر رغم زيجاته المتعددة.

ماذا حدث في الساعات الأخيرة؟

جاء خبر وفاة حلمي بكر بعد ساعات من إعلان رجل الأعمال هشام بكر، نجل الموسيقار المصري حلمي بكر، عن توكيل المستشار مرتضى منصور لمقاضاة زوجة أبيه سماح القرشي، متهماً إياها بخطف والده وتعذيبه في إحدى القرى.

وكان نجل حلمي بكر قد اتهم زوجة والده باختطافه، وهروبها به إلى أحد قرى الريف المصري، فضلاً عن منع أسرته وزملائه الموسيقيين من التواصل معه، بالإضافة إلى رفضها طلب عائلة «حلمي» عودته معهم إلى مقر إقامته في المهندسين، خلال زيارتهم له في غضون الأيام الماضية.

وأشار هشام في تصريحات تلفزيونية إلى أنه يعيش في أمريكا وتلقى اتصالًا هاتفياً من عمه يخبره بأن والده يعيش حالة صعبة بسبب زوجته، حيث نقلته من منزله بالمهندسين إلى منزل عائلتها بأرياف محافظة الشرقية؛ «ما لا يليق بموسيقار كبير مثل حلمي بكر»، على حد تعبيره، لافتاً إلى أنه لا يستطيع التواصل مع والده بسبب سيطرة زوجته على هاتفه المحمول، والتحدث من خلاله بلسان زوجها.

من جانبها، ردَّت سماح القرشي زوجة حلمي بكر على اتهامات نجله، مؤكدة أن زوجها هو من رفض الذهاب للمستشفى لمدة وصلت إلى شهر وهو في القاهرة، فقرروا الذهاب به إلى لشرقية واعتبارها «فترة نقاهة».

وأوضحت أن زوجها يوجد برفقتها هي وابنته في المنزل، وإخوته حضروا لزيارته الأسبوع الماضي في محافظة الشرقية، وحاولوا العودة به إلى القاهرة لكنه رفض بشدة، كما رفض أثناء وجوده في القاهرة الذهاب إلى المستشفى.

وفي المداخلة التلفزيونية ذاتها، اتهمت زوجة حلمي بكر، نجله هشام؛ بعدم الاهتمام بوالده، قائلةً: «أمتلك تسجيلات صوتية تؤكد أنه كان يوجد في القاهرة الأسبوع الماضي، وطلب منه والده القدوم لزيارته، لكنه رفض بحجة صعوبة الحضور من منطقة التجمع إلى منطقة المهندسين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4n2rxrn4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"