صرح العلم والنور

01:09 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد علي الحمادي *
تلامس قبابها سماء صروح العلم والنور، حاملةً بفخر راية العلم والمعرفة، متباهيةً بطلابها وهيئتها التعليمية والإدارية. من أول لحظة، تأسر عيون زوارها وأفرادها بجمال معمارها وتصميمها الإسلامي الحديث، فهي تجسد التراث والتطور في آن واحد.

لقد ترعرعت وتعلمت في أروقتها، جامعة الشارقة، التي غذتني بالمعرفة والتوجيه، وصقلت شخصيتي. لا تزال تفاصيل تلك الأيام محفورة في ذاكرتي بوضوح، وكأنني أعيشها اليوم.

أتذكر آخر يوم لي في الجامعة، كان ذلك في عام 2006، عندما تخرجت وحصلت على درجة البكالوريوس في القانون، والتي كانت نتيجة لجهودي وتفانيَّ في الدراسة على مدار أربع سنوات. كانت هذه لحظة فخر بالإنجاز وثقة بأن ما زرعناه خلال السنوات الدراسية سنجني ثماره بلا شك في مستقبلنا العملي، وكانت أيضاً لحظة وداع للأصدقاء والزملاء، والدكاترة الذين أثروا حياتي بتوجيهاتهم ونصائحهم الثمينة. وكنت أتساءل في داخلي هل سيجمعني بهم المستقبل؟؟ أم سيذهب كل منا في طريق مختلف؟؟

بعد ذلك، بدأت فترة الانقطاع عن جامعتي دامت 18 عاماً، أتشرف بخدمة المجتمع كوني رئيساً للجنة التشريعية والقانونية بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، إضافة إلى منصبي رئيساً للإدارة القانونية بنادي الشارقة.

مرت سنوات طويلة منذ آخر زيارة لي لأروقة جامعة الشارقة، ولكن اليوم أعود إليها بصفتي رئيساً للجنة الشؤون التشريعية والقانونية في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة. لنبحث أوجه التعاون في مجال التشريع، وذلك من خلال اللقاء مع مدير الجامعة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية.

في أرجاء الحرم الجامعي، يسود الإعجاب والفخر والاعتزاز، وذلك بفضل التطورات والابتكارات التي تتخذها جامعة الشارقة كعنصر أساسي منذ تأسيسها في عام 1997. تتبنى الجامعة شعار التطور والحداثة، وتسعى جاهدة لتحقيق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي وضع أسساً قوية لنهضتها الشاملة.

بفضل رؤية سموه الملهمة، استطاعت الجامعة أن تنمو وتتطور بشكل ملحوظ، بما في ذلك الاستثمار في الإنسان وتوفير البيئة المثالية لنموه وتطوره.

وتحت قيادة رئيسها سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، تواصل الجامعة السير بخطى ثابتة نحو تحقيق الريادة الأكاديمية والاستمرار في التطوير والتحديث.

من تجربتي الشخصية مع الجامعة، ألاحظ أن الاهتمام بالطالب يشكل المحور الأساسي لعملية التعليم في جامعة الشارقة. يسعى الكادر التدريسي إلى بناء شخصية الطالب وتطويرها في جميع المجالات، بدلاً من مجرد حشو ذهنه بالمعلومات.

وفي الختام أوجه كلمة إلى إخواني وأخواتي الطلبة، بأن يستغلوا هذه الفترة من حياتهم، أفضل استغلال، فهي الفترة التي ستصقلهم وسترسم مستقبلهم وستحدد مسارهم الوظيفي مستقبلاً.

* عضو المجلس الاستشاري في الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7zpp4s

عن الكاتب

عضو بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"