النرجسية المهنية على طريقة «نارسيس»

22:58 مساء
قراءة 5 دقائق

د. راسل قاسم*

نارسيس شاب إغريقي اشتهر بجماله، وقد كان فخوراً ومغروراً بنفسه حيث كان يعرض عن كل من يحبه. تقول الأسطورة إن نارسيس اتجه إلى بحيرة رائقة المياه، وعندما نظر إلى الماء رأى انعكاس صورة وجه، فوقع في حب نفسه ولم يستطع مغادرة مكانه إلى أن مات، فنبتت مكانه زهرة نرجس.

اتخذ عالم النفس سيغموند فرويد قصة نارسيس أساساً لإحدى نظرياته المشهورة، وهي النظرية النرجسية، وقد جاءت التسمية نسبة إلى نارسيس أو زهرة النرجس. تشير النرجسية اليوم إلى الشخص المتكبر والمتعالي، الذي يحاول الكسب على حساب الآخرين.

لو نظر فرويد إلى بيئات العمل اليوم، للمعت عيناه وارتسمت على محياه ابتسامة رضا، ولازداد قناعة أن نظريته ما زالت حيّة ترزق، وأنها قد فُصّلت على قياس بعض المهنيين الذين يتجمّلون بزهرة النرجس على صدورهم. سنزور في مقالنا اليوم هؤلاء النرجسيين، ونحاول أن نستشف قناعاتهم وردود أفعالهم، عسى أن يساعدهم ذلك على التحسين من ذواتهم، ويساعد الآخرين على الفهم والتدبر.

للموظف النرجسي رغبة ملحة في سماع الإطراء والمديح، من لا يحب ذلك؟ جميعنا نرغب في الحصول على الإعجاب والإطراء من قبل الآخرين، ولكن النرجسي يتميز برغبته الشديدة في ذلك، ولهاثه وراءه بشكل مستمر ومحموم. لذلك تراه مصادقاً محترفي المديح، والمتملقين أصحاب العبارات الطنانة.

كذلك يتوقع الموظف النرجسي أن يحصل على تقدير الآخرين بغض النظر عن إنجازاته، وتظهر المشاكل نتيجة الفجوة بين ما يتوقعه هذا الموظف، وما يراه الآخرون الذين عادةً ما ينظرون إلى الإنجازات والمخرجات.

في نقطة متصلة يلجأ الموظف النرجسي إلى تضخيم ما يقوم به من أعمال بشكل مبالغ فيه، وكذلك قدراته وإمكانياته، ويمكن أن يجد المبررات من أبواب مختلفة، مثل أن التسويق مهم مثله مثل الإنجاز، أو أن أعماله لا تأخذ ما تستحق من اهتمام.

يقسّم الموظف النرجسي الآخرين في بيئة العمل إلى قسمين، قسم يمكن أن يستفيد منه مثل المديرين والزملاء أو مرؤوسيه الذين يساعدونه في العمل، فيتقرب منهم ويكسب ودهم ويعاملهم بدماثة ولطف ظاهر، وقسم ثانٍ غير مهم بالنسبة له يتناوله بتعال وانتقاد وإهمال.

ما يميّز النرجسي أيضاً الحسد المهني، فهو يحسد الموظفين الآخرين على نجاحاتهم وإنجازاتهم، ويعتقد أن الآخرين يبادلونه ذات الشعور، وأنهم يحسدونه على ما يحققه من إنجاز.

كما يصر النرجسي على الحصول على أفضل الموارد المتاحة، فيسعى بشراسة وراء أفضل مكتب، وأقرب موقف، وما شابه. ويمتاز بعدم قدرته على التعامل مع النقد باتزان، فنراه يغضب، ويحاول التقليل من شأن الآخرين، ويتجنب المواقف التي تتطلب المواجهة.

أما وقد شخّصنا الموظف النرجسي، كيف لنا أن نتعامل مع هذا النموذج في حياتنا المهنية؟

من المهم بدايةً تحديد الشخصية النرجسية، وفهم ما تحب وما تكره وسماتها كما أوضحنا أعلاه، سيساعدنا ذلك على التعامل معها بشكل مناسب.

قم بوضع حدود صارمة وواضحة مع الموظف النرجسي. اشرح له ما هو مقبول وما هو غير مقبول في بيئة العمل.

استخدم التواصل الواضح والمباشر عند التعامل مع الموظف النرجسي. تجنب الغموض أو الرسائل المبطنة التي قد تؤدي إلى سوء فهم.

تجنب الدخول في صراع مع الشخص النرجسي لأنه قد يبحث عن الصراع للشعور بالأهمية. امتنع عن الدخول في جدالات لا تؤدي إلى نتائج إيجابية.

حاول التنويه بإنجازاته بطريقة موضوعية، يمكن أن يشعره ذلك بأهميته ويساعد في تحفيزه.

عند الحاجة إلى تقديم تعليقات سلبية، استخدم النقد البناء وركز على سلوكيات محددة بدلاً من تناول شخصية النرجسي.

النرجسي شخصية عابرة للوظائف والمناصب، قد تجده مديراً أو موظفاً عادياً، في شركة صغيرة أو مؤسسة كبيرة، وفي جميع الحالات عليك أن تقوم بتشخيصه بشكل صحيح لتنجح في التعامل معه، وتحييد قدرته على الهدم.

نارسيس شاب إغريقي اشتهر بجماله، وقد كان فخوراً ومغروراً بنفسه حيث كان يعرض عن كل من يحبه. تقول الأسطورة إن نارسيس اتجه إلى بحيرة رائقة المياه، وعندما نظر إلى الماء رأى انعكاس صورة وجه، فوقع في حب نفسه ولم يستطع مغادرة مكانه إلى أن مات، فنبتت مكانه زهرة نرجس.

اتخذ عالم النفس سيغموند فرويد قصة نارسيس أساساً لإحدى نظرياته المشهورة، وهي النظرية النرجسية، وقد جاءت التسمية نسبة إلى نارسيس أو زهرة النرجس. تشير النرجسية اليوم إلى الشخص المتكبر والمتعالي، الذي يحاول الكسب على حساب الآخرين.

لو نظر فرويد إلى بيئات العمل اليوم، للمعت عيناه وارتسمت على محياه ابتسامة رضا، ولازداد قناعة أن نظريته ما زالت حيّة ترزق، وأنها قد فُصّلت على قياس بعض المهنيين الذين يتجمّلون بزهرة النرجس على صدورهم. سنزور في مقالنا اليوم هؤلاء النرجسيين، ونحاول أن نستشف قناعاتهم وردود أفعالهم، عسى أن يساعدهم ذلك على التحسين من ذواتهم، ويساعد الآخرين على الفهم والتدبر.

للموظف النرجسي رغبة ملحة في سماع الإطراء والمديح، من لا يحب ذلك؟ جميعنا نرغب في الحصول على الإعجاب والإطراء من قبل الآخرين، ولكن النرجسي يتميز برغبته الشديدة في ذلك، ولهاثه وراءه بشكل مستمر ومحموم. لذلك تراه مصادقاً محترفي المديح، والمتملقين أصحاب العبارات الطنانة.

كذلك يتوقع الموظف النرجسي أن يحصل على تقدير الآخرين بغض النظر عن إنجازاته، وتظهر المشاكل نتيجة الفجوة بين ما يتوقعه هذا الموظف، وما يراه الآخرون الذين عادةً ما ينظرون إلى الإنجازات والمخرجات.

في نقطة متصلة يلجأ الموظف النرجسي إلى تضخيم ما يقوم به من أعمال بشكل مبالغ فيه، وكذلك قدراته وإمكانياته، ويمكن أن يجد المبررات من أبواب مختلفة، مثل أن التسويق مهم مثله مثل الإنجاز، أو أن أعماله لا تأخذ ما تستحق من اهتمام.

يقسّم الموظف النرجسي الآخرين في بيئة العمل إلى قسمين، قسم يمكن أن يستفيد منه مثل المديرين والزملاء أو مرؤوسيه الذين يساعدونه في العمل، فيتقرب منهم ويكسب ودهم ويعاملهم بدماثة ولطف ظاهر، وقسم ثانٍ غير مهم بالنسبة له يتناوله بتعال وانتقاد وإهمال.

ما يميّز النرجسي أيضاً الحسد المهني، فهو يحسد الموظفين الآخرين على نجاحاتهم وإنجازاتهم، ويعتقد أن الآخرين يبادلونه ذات الشعور، وأنهم يحسدونه على ما يحققه من إنجاز.

كما يصر النرجسي على الحصول على أفضل الموارد المتاحة، فيسعى بشراسة وراء أفضل مكتب، وأقرب موقف، وما شابه. ويمتاز بعدم قدرته على التعامل مع النقد باتزان، فنراه يغضب، ويحاول التقليل من شأن الآخرين، ويتجنب المواقف التي تتطلب المواجهة.

أما وقد شخّصنا الموظف النرجسي، كيف لنا أن نتعامل مع هذا النموذج في حياتنا المهنية؟

من المهم بدايةً تحديد الشخصية النرجسية، وفهم ما تحب وما تكره وسماتها كما أوضحنا أعلاه، سيساعدنا ذلك على التعامل معها بشكل مناسب.

قم بوضع حدود صارمة وواضحة مع الموظف النرجسي. اشرح له ما هو مقبول وما هو غير مقبول في بيئة العمل.

استخدم التواصل الواضح والمباشر عند التعامل مع الموظف النرجسي. تجنب الغموض أو الرسائل المبطنة التي قد تؤدي إلى سوء فهم.

تجنب الدخول في صراع مع الشخص النرجسي لأنه قد يبحث عن الصراع للشعور بالأهمية. امتنع عن الدخول في جدالات لا تؤدي إلى نتائج إيجابية.

حاول التنويه بإنجازاته بطريقة موضوعية، يمكن أن يشعره ذلك بأهميته ويساعد في تحفيزه.

عند الحاجة إلى تقديم تعليقات سلبية، استخدم النقد البناء وركز على سلوكيات محددة بدلاً من تناول شخصية النرجسي.

النرجسي شخصية عابرة للوظائف والمناصب، قد تجده مديراً أو موظفاً عادياً، في شركة صغيرة أو مؤسسة كبيرة، وفي جميع الحالات عليك أن تقوم بتشخيصه بشكل صحيح لتنجح في التعامل معه، وتحييد قدرته على الهدم.

* خبير إداري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3dzf2d5u

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"