عادي

الجنيه الإسترليني يتفوق على 90% من العملات العالمية مع انتعاش الاقتصاد البريطاني

20:28 مساء
قراءة 3 دقائق
الجنيه الإسترليني يتفوق على 90% من العملات العالمية مع انتعاش الاقتصاد البريطاني

تفوق الجنيه البريطاني على أكثر من 90% من عملات العالم منذ بداية العام، وسط مؤشرات على أن اقتصاد البلاد صامد بشكل أفضل من المتوقع، مما يبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

وتفوقت 11 عملة فقط، بما في ذلك عملات كينيا وزامبيا وسريلانكا، على الجنيه الإسترليني منذ بداية 2024، وفقًا لعالم يضم أكثر من 140 سعر صرف أجنبي عالمي تتبعه بلومبيرغ.

والسبب بسيط، وفقاً للمحللين: يبدو الاقتصاد البريطاني أكثر مرونة مما كان يخشى. ومن المقرر أن يشجع ذلك المملكة المتحدة على إبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول من العديد من نظرائها الكبار، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي.

وبينما من المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة في يونيو، يتوقع المتداولون أن يبدأ بنك إنجلترا في التيسير النقدي في أغسطس فقط.

وقال أثناسيوس فامفاكيديس، رئيس استراتيجية عملة مجموعة العشرة في بنك أوف أمريكا، الذي يرى أن «المملكة المتحدة شهدت العام الماضي أسوأ مزيج من النمو والتضخم في الاقتصادات الكبرى. والآن، يبدو أن الاقتصاد يتعافى، بينما ينخفض التضخم. يرتفع الجنيه إلى 1.37 دولار بحلول نهاية العام. مزيج البيانات يتحسن، وهو ما يدعم الجنيه الإسترليني، لاسيما في ظل الإجماع الهبوطي».

وارتفع الجنيه إلى نحو 1.29 دولار الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى له في سبعة أشهر، مسجلاً أفضل أسبوع له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني مقابل الدولار. ويمكن أن تساعد البيانات في الأيام المقبلة في تعزيز تلك المكاسب وتعزيز السرد القائل بأن اقتصاد المملكة المتحدة بدأ في العودة.

  • الدخل الأسبوعي

ومن المتوقع أن يُظهر متوسط الدخل الأسبوعي أن سوق العمل في المملكة المتحدة لا يزال قوياً، مع ارتفاع الأجور بنسبة 5.7%. ومن المرجح أن تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي الشهرية أن الاقتصاد ينمو مرة أخرى في يناير بعد انكماش طفيف في ديسمبر، في حين من المقرر أن يسجل الإنتاج الصناعي تقدمًا سنويًا بنسبة 0.7%، وهي وتيرة أسرع قليلاً من الشهر السابق.

وتجنبت المملكة المتحدة الانكماش الحاد الذي توقعه الكثيرون لعام 2023، لكن الزيادات القوية في أسعار الفائدة التي أوصلت سعر الفائدة الرئيسي إلى 5.25% ما زالت تترك الاقتصاد في حالة ركود. وتعرض المستهلكون لضغوط هائلة مع ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة وأقساط الرهن العقاري، مما أدى إلى تقليص الإنفاق، وتراجعت ثقة الأعمال إلى أدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية.

لكن محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي قال الشهر الماضي: «إن هناك إشارات مشجعة على المؤشرات الرئيسية في سوق الوظائف وأسعار الخدمات، حتى مع تأكيده على أن صناع السياسات يبحثون عن أدلة تثبت إمكانية استمرار التقدم. وهناك أسباب كافية تدعو إلى ذلك».

وقالت جين فولي، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في رابوبنك: «إن تأكيد بيلي على أن الأسوأ قد انتهى بالفعل بالنسبة لاقتصاد المملكة المتحدة لقي بعض الاهتمام. وسيتم اختبار ذلك الأسبوع المقبل مع إصدار البيانات الرئيسية».

  • إعلان ميزانية المملكة المتحدة

ويأتي الارتفاع أيضًا في الوقت الذي تترك فيه السوق حالة عدم اليقين المحيطة بإعلان ميزانية المملكة المتحدة الأسبوع الماضي.

وكان بعض المستثمرين يشعرون بالقلق من أن الحكومة قد تعلن عن هبات كبيرة قبل الانتخابات في وقت لاحق من هذا العام - خاصة أن المحافظين يتخلفون في استطلاعات الرأي بفارق كبير عن حزب العمال المعارض. ودخلت الأسواق في حالة من الفوضى في عام 2022 بعد أن حاولت حكومة ليز تروس تحفيز النمو من خلال التخفيضات الضريبية غير الممولة.

وقالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في «إكس تي بي»: «إن حقيقة ارتفاع الجنيه وانخفاض عائدات السندات في أسبوع الميزانية هي علامة على مدى انتقالنا من عصر تروس المشؤوم. كما أنها علامة على الثقة في المملكة المتحدة، بعد سنوات قليلة كئيبة إلى حد ما». (بلومبيرغ)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y3cfrrw7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"