عادي
6 شهادات لثلاثة أشقاء

بيت يسكن «غينيس»

23:58 مساء
قراءة 4 دقائق
6 أرقام قياسية للأشقاء الثلاثة

العين: منى البدوي

منذ أن رزقهما الله بأول طفلة، سخر راشد المهيري، وزوجته موزة الدرمكي، جهودهما لتربيتها، وفقاً للعادات والتقاليد والمواريث المحلية، وغرس القيم والمبادئ والأخلاقيات والولاء والإنتماء التي تسهم في تنشئتها، بحيث تكون نموذجاً إماراتياً قادراً على مواكبة العصر وتحقيق الإنجازات التي تواكب تطلعات الدولة وآمالها في أبناء الوطن.

مرتكزات تربوية أخلاقية اجتماعية حددتها الأسرة منذ ولادة الطفلة الأولى، اعتمدت على وضع حجر أساس قوي، بحيث تسهل فيما بعد آلية بناء الفكر الواسع والشخصية الواثقة والمسؤولة والنفسية المستقرة السليمة، جميعها تتلخص في غرس أهمية القراءة وتحويلها عادةً يوميةً وتبادل الحوار الأسري والنقاش الواعي مهما بلغ عمر الطفل وتنظيم الوقت والمشاركة الأبوية الفاعلة بمختلف الاهتمامات والأفكار، ليشكلوا بذلك أصغر خريطة طريق نحو التميز.

تواصلت مسيرتهما بخطى ثابتة ومنهج مدروس في التربية والتنشئة مع جميع الأبناء، البالغ عددهم 4، جميعهم، باستثناء الصغير الذي لا يتجاوز العامين، حاصلين على 6 شهادات من موسوعة «غينيس» العالمية، لتمكّنهم من كسر أرقام قياسية في تأليف ونشر ورسم القصص بالرغم من صغر سنهم.

الصورة

إلى جانب ذلك يحقق أطفال المهيري، جملة من الإنجازات في الميدان التربوي والأدبي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها، وهو ما جاء انعكاساً للجهود التي بذلتها الأسرة في وضع خطط واضحة ومدروسة تتناسب مع ميول أبنائها وتوفير الرعاية الاجتماعية والأسرية والنفسية اللازمة لهم، وتقديم الدعم الشامل وتمهيد الطريق أمامهم.

ذكر والدهم راشد المهيري، أن الأبناء نعمة من الله ويجب أن نحافظ على ما وهبنا الله بمختلف الطرائق، وهم أبناء لدولة تحرص قيادتها الرشيدة، حفظها الله، على تقديم الدعم المادي والمعنوي في سبيل تنشئة أجيال قادرة على تحمل المسؤولية، وهو ما يتطلب منا نحن الأسرة أن نواكب هذه التطلعات بالتربية الصحيحة التي تسهم في خلق جيل قادر على مواكبة التطور والمحافظة على أن تبقى راية الدولة عالية خفاقة على مر الزمن.

وأضاف أن الطفل، غرس يرعاه الوالدان، وهو ما فعلناه، منذ لادتهم، بتوفير الوقت والجهد اللازمين، وعدم الانشغال عنهم مهما كانت الأوضاع، وهو ما يمكن تحقيقه بتكامل الأدوار بين الأبوين ويسهم في تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم، ومنحهم القوة والعزيمة النفسية والفكرية والبدنية، لمواصلة النهج التربوي والتعليمي والفكري نفسه.

وقالت موزة الدرمكي، والدة الأطفال، إن للأسرة دوراً أساسياً ورئيساً في تنشئة أطفال موهوبين ومميزين في مختلف المجالات، حيث إن وجود الموهبة وحدها عند الطفل أمر غير كافٍ، كما أن الطفل لا يمكن أن يصبح موهوباً بمحض المصادفة، وإنما نتاج لوجوده في بيئة اجتماعية تعزز الموهبة بطريقة صحيحة، تتناسب مع إمكاناته وقدراته ومهاراته.

وأضافت نحن أسرة نؤمن بأهمية القراءة في تنمية الفكر والروح، وتهذيب النفس وتعزيز المبادئ والأخلاق الوطنية والاجتماعية والإنسانية، وغيرها. وحرصنا على أن يكون للقراءة حيز في يومنا وذلك منذ نعومة أظفارهما، حيث أبدأ بالقراءة للطفل وهو في عمر ستة أشهر، وكان بعضهم يستهجن هذا السلوك، بحجة أن الطفل في هذا السن لا يمكن أن يعي ما يسمع، ولكن لم ألتفت لأي تعليق، خاصة أنني كنت ألاحظ تعبيرات وجوههم التي توحي باستيعابها لنطق الحروف وهو ما شجعني على المواصلة. والقراءة المبكرة للطفل كان نتاجها نطق الحروف سريعة وتكوين جمل صحيحة والقدرة على القراءة في سن مبكرة، والقدرة على محاورة الأشخاص بوعي يفوق مستوياتهم العمرية.

وذكرت أنه بالرغم من صغر سن الأبناء فإن مكتبتهم تتضمن نحو 7 آلاف كتاب بالعربية والإنجليزية، ومجالات متنوعة، بحسب اهتمام كل طفل، حيث إننا نشاركهم في اختيار الكتب وليس قراءتها فقط، ونخلق حوارات تتعلق بكل كتاب ومناقشة المعلومات التي يتضمنها.

وأضافت: انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والمجتمعية، نحرص على أن يكون أبناؤنا قدوة لأقرانهم في المجتمع بحيث يكونون دافعين للآخرين نحو القراءة والاطلاع وتطوير أفق التفكير، ودافعين لهم نحو كل ما يمكن أن يحقق تطلعات القيادة الرشيدة، الرامية إلى تنشئة جيل أكثر تطوراً وقدرة على تحمل المسؤولية.

وأشارت إلى أن من المرتكزات الأساسية التي اعتمدتها الأسرة في التنشئة، مشاركة الأبناء في الحوارات الأسرية الهادفة التي تسهم في تطوير طريقة تفكيرهم وتدفعهم للإبداع والتفكير خارج الصندوق، والتنويع في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والتربوية التي تسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتكوين شخصية قادرة على تحمل المسؤولية والمشاركة في دفع عجلة التنمية التي تشهدها الدولة.

وقالت نحرص كذلك، على تنظيم أوقات الأبناء بحيث يكون هناك وقت للعب مع أقرانهم كغيرهم من الأطفال وممارسة الهوايات والمذاكرة وزيارة الأهل والأصدقاء والتسوق، وغيرها من الممارسات العادية للأطفال مع الأخذ في الحسبان، أن يكون الأبناء خلال ذلك محاطين بالرعاية الأسرية. كما نخصّص وقتاً محدوداً جدا لاستخدام التقنيات الحديثة، عند الحاجة إليها. ولم نعتمد في ذلك على اسلوب الأمر، وإنما بتوعيتهم ومناقشتهم بمخاطرها في حال سوء الاستخدام، وتوجيههم نحو البرامج التي يمكن استخدامها وتلبّي حاجتهم المعرفية والثقافية وتنمي مهاراتهم القرائية والعلمية، وضرورة عدم استخدامها بشكل عشوائي.

وختمت حديثها بقولها إن الوالدين هما المدرسة الأولى التي يتلقى منها الأطفال السلوكات والمعلومات والأخلاقيات وغيرها، وهو ما يتطلب الوعي والثقافة التربوية التي تمكنهما من أن يكونا نموذجاً يحتذى.

مشيرة إلى أنه بفضل الله والجهود الأسرية تمكن الأبناء من تحقيق إنجازات عالمية، حيث أصدرت الظبي كتابها الأول، وهي في سن السابعة لتدخل الموسوعة العالمية «غينس» مرتين الأولى أصغر ناشرة والثانية أصغر ناشرة لسلسلة كتب باللغتين العربية والإنجليزية، ولديها مكتبة ودار نشر مخصصة للأطفال فقط من عمر أشهر إلى 13 سنة. وتتضمن كتباً للأطفال المكفوفين وفئة التوحد. وسجل سعيد رقماً قياسياً في موسوعة «غينيس» أصغر كاتب في العالم. وحطمت «المها» ذات الثلاثة أعوام رقمين قياسيين في الموسوعة العالمية، الأول أصغر كاتبة ألفت قصتين ورسمت الأحداث المكتوبة، والثاني بيع 2000 نسخة، بمعدل ألف نسخة لكل كتاب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mv455fz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"