فائض الطعام

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

الموائد عامرة بالخيرات في شهر رمضان المبارك، ومن أجمل المشاهد التي نراها منتشرة في كل مكان، موائد الرحمن التي تستضيف الناس بلا دعوة وبلا حجوزات وبلا معرفة بين صاحب المائدة والذين يستضيفهم؛ مظاهر تفيض رحمة وتجسد المعنى النبيل للعطاء ولمساعدة الآخر من القلب ودون انتظار المقابل منه؛ لكن في المقابل تنتشر ظاهرة الهدر في الطعام طوال أيام السنة وربما تزيد في رمضان بسبب حرص العائلات وكل الفنادق والمتاجر على التخزين وتقديم أصناف كثيرة من الطعام والمواد الغذائية، لذلك تأتي اليوم المبادرة التي أطلقتها سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، الرئيسة الأعلى لمؤسسة بنك الإمارات للطعام، ومن خلال بنك الإمارات للطعام، لتوفير خمسة ملايين وجبة من «فائض الطعام»، تأتي كالمصباح الذي ينير درباً فتسير عليه أعداد كبيرة من الناس، والدرب يجمع بين خيرين كل منهما يفيض بفوائده على من يعطي ومن يأخذ.

المبادرة تستهدف فعل الخير ومساعدة الجائعين والمحتاجين من جهة، وتعطي درساً لتكون خير نموذج لأفضل الوسائل التي يمكن اتباعها من أجل إيجاد حلول لفائض الطعام الذي يعانيه العالم كله وليس محصوراً بدولة أو فئة دون أخرى؛ تمنحنا الفرصة لترشيد الاستهلاك واستخدام الفائض من المواد الغذائية بالشكل السليم الذي يضمن لملايين الأشخاص سد جوعهم وتأمين لقمة عيش لعائلاتهم. تقول إحصاءات الأمم المتحدة إن ١٧٪ من إنتاج الغذاء العالمي يُهدر، ١١٪ منه داخل الأسر و٥٪ في الخدمات الغذائية و٢٪ في البيع في المتاجر، وإذا كان يتم إهدار ٩٣١ مليون طن من الغذاء سنوياً، بينما يعاني عدد كبير من الناس الفقر والجوع حول العالم، فإن كل النداءات التي تطلقها الأمم المتحدة سنوياً من أجل ترشيد الاستهلاك وتوعية الناس للتوصل إلى تغيير نمط الحياة والاستهلاك الغذائي الفائض، لا تثمر فعلياً ولا تؤثر بشكل مباشر في الحد من الإهدار، بينما تستطيع المبادرات الكبرى والتي تمشي بالاتجاه المعاكس لمواجهة الأزمة بشكل عملي، المساهمة بشكل أكبر في توجيه الناس والمؤسسات إلى كيفية استغلال الفائض من الطعام من أجل مساعدة من يعانون الفقر والجوع وضيق الحال.

حسن إدارة فائض الطعام مطلب مُلح، يستفيد منه الطرفان، المفرط في استهلاك الغذاء والمعاني نقص أو ندرة وشح الغذاء، ويكفي أن نتأمل كيف سيتم توفير ٥ ملايين وجبة لمن يحتاجون اليها، وكيف سيستفيد من المبادرة نفسها نحو ٣٥٠ فندقاً ومنشأة غذائية في دبي من خلال مشاركتهم في عملية حسن توجيه فائض الطعام لمن يستحقه وعبر بنك الإمارات للطعام، ويستفيد ٥٠٠٠ متطوع من العمل في الخير ومساعدة هذه المشاريع الخيرية النبيلة في تحقيق أهدافها وإسعاد ملايين الجائعين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycxxk6nt

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"