د. إبراهيم شبّوح..!

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

تجربة إنسانية عزيزة على قلبي، جاءني اتصال من مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وترشيحي لإدارة الجلسة الرمضانية الأولى لمجلس «محمد بن زايد»، كان السؤال الأول من هو الضيف؟ كنت أقرأ عنه وبدأت بسببه أقرأ عن العواصم الثقافية والإرث المعماري الذي ترتكز عليه هذه المدن، حتى كانت رحلتي «لمراكش» فعزز في داخلي هذا الوله والشوق للإبداع الذي مهما أطلت النظر في تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة فإنك لن تمل أبداً.

كان الضيف الكريم مفاجأة لي، في عمره، في علمه، في رحلته، في ما قدم وترك، في ما غيّر ووثق، في صبره وحبه للأثر المعماري الإسلامي، لجمعه تخصصات مختلفة.. الدكتور إبراهيم شبّوح، شعرت بالرهبة، رهبة العلم الذي سأقابله وكيف سأتكلم معه.

د. إبراهيم شبوح شخصية مبهرة جمع بين عدد من التخصصات؛ لإيمانه بأن التوازن لن يكتمل إلا بها، فقد برع في التاريخ وما يتصل بالكتابة والخط والنقوش وتاريخ العلوم والفنون، وهو ذو صلة عميقة بالأدب العربي.

قابلته في أبوظبي، في المجلس أثناء التحضير للجلسة، في لحظة دخوله القاعة وقفت إجلالاً لشخصة الكريم، رغم كبر سنه إلا أن العلم الذي جعله في المكان الذي هو فيه، ضيفاً كريماً على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في مجلسه الذي شهده الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، جعلني أقول: الحمد لله على هذه النعمة، أن تتحدث مع عالم ومؤرخ في مجال تحبه، وفي عالم أسرك منذ الطفولة، منذ حبي الأول في عمر ال3 للخط العربي، هذه نعمة كبيرة. الدكتور شخصية متواضعة، جميل في حضوره، حين تجلس معه لساعات وتستمع له.

في اليوم التالي كانت التحضيرات الأخيرة، كنت أقلب معه الشرائح، وأرى حبه الكبير لكل صورة، وأن الاختصار صعب، فكل صورة حكاية، وكل حكاية تاريخ، وأصل الأشياء في تفاصيلها، بدأنا الجلسة بقصته التاريخية مع الوالد المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين زار القيروان في عام 1974، أي قبل 50 عاماً، وكيف أنه في مرافقته لسموه وعرضه للآثار استشفّ ذكاءه ودقته في فهم تفاصيل العمارة.

الشخصية التي جلست معها لا يزال أثرها فيّ كبيراً، ولا أزال يقيناً أدرك أنه من المهم تأريخ وتوثيق هذه الشخصيات وتجربتها وعلمها بشكل علمي مبتكر، لدينا ندرة في المؤرخين العرب، ومثل هذه القدوات وسيرتها ستعزز من اختفاء التحديات، وكلي ثقة بأننا في الطريق الصحيح لأن نحتفظ بهم وبعلمهم ونحسن إكرامهم، شكراً مجلس محمد بن زايد وفريق العمل، وكل الجنود المجهولين في هذا المجلس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2b2kwj

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"