عادي
موسيقى الروح

أنواع الموشحات

22:58 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي

في الواقع، توجد نماذج قليلة في بعض أنواع الموشحات، المقتصرة على نوعية معينة تحت مسمى «الخمريات»، والتي بُنيت في الأساس على وصف الخمور وبيان أجواء مجالِسها، وهنا سأصمت قليلاً عن الحديث في أحاسيسها والحوار عن مقاييسها، أو حتى الخوض في تحليل جماليات طِباقها أو نوعيات جِناسها، ببساطة لأنني لا أريد أن أستهل في وصفها أو أن أسترسل في شرحِ أساسها، لننتقل فوراً إلى نموذج «الوصف» بصورةٍ عامة، وذلك لشرحه كاملاً في جملةٍ تامة. هناك ما جاء في وصف الطبيعة بصورة خيالية، وهناك ما بلغ الذروة في الأداء والحيوية، وإن خرج إلينا ركيكاً باللهجة العامية، مثل: (قد بُلينا وابتلينا... واش يقول الناس فينا... قم بنا يا نور عيني... نجعل الشك يقينا).

وهكذا ما لبثت الموشحة أن تنتقل شيئاً فشيئاً إلى أسلوب «المديح»، بعيداً عن مواضيع الحب أو الوله أو الغزل الصريح، فقد انتشرت انتشاراً كبيراً وواسعاً كاد أن يلمس وجه السماء، بطابعٍ مميزٍ في مدحِ مرتادي القصور وناظمي القصائد والملوك والأباطرة والأمراء، والجميل أنهم جميعاً التزموا باللغة الفصحى الصحيحة التزاماً صارماً حد الإصرار على الوفاء، وشغفوا بالإكثار من القوافي وتفننوا في فن التعقيد، حيث ابتعدوا عن أساليب البساطة وانتهوا تماماً عن التقليد، ومنها: «سراجُ عدلكَ يزهُرُ... قد عمَّ كل العباد... ونورُ وجهكَ يبهَرُ... سناهُ للخَلْقِ باد»، وأيضاً: «حينما لاحَ وهو مبتسمُ... كهلالٍ تحفّه الديمُ... خافِقاً فوق رأسه علمُ... غنّت العُرْبُ فيه والعَجمُ».

Eman_Alhashimi13@

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25teefhe

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"