عادي
مسيرة متميزة في أكثر من مجال

بصمة فاطمة

23:49 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: راندا جرجس

حين يعرف الإنسان شغفه الحقيقي تتحول حياته إلى عالم من المتعة والسعادة، وأثبتت الدراسات أن الذين يمتلكون شغفاً وميولاً نحو شيء ما، أو موهبة يتقنونها، يكونون ناجحين في مختلف المجالات، تكتمل هذه الكلمات بالتحدي الذي اتخذته فاطمة عبيد السويدي، ذات الخمسة عشر ربيعاً، مساراً ونهجاً، ليكونا لها بصمة خاصة وسيرة ذاتية متميزة في الحياة، والتي ظهرت مواهبها منذ أن وضعت والدتها حجر الأساس لتنمية مواهبها، التي ظهرت منذ الصغر مع إتمامها لعامها الرابع، وتطوير الجانب الإبداعي في الموسيقى والمجالات القيادية ودعم الثقة بالنفس وتعزيز الخيال، كما سجلتها في مراكز أطفال الشارقة.

تقول فاطمة السويدي: «زرع أبي وأمي في شخصيتي أنه لا يوجد مستحيل في قاموس عائلتنا، وأن تطوير المواهب من أهم أساسيات شخصية الإنسان، ويساعد على دعم المهارات والتحصيل العلمي، والتشجيع على القراءة التي ساعدتني على اكتساب ثروة هائلة من المفردات والكلمات أستخدمها في التعبير أثناء الكتابة، كما حرصا على حضور المسابقات والمتابعة مع إدارة المؤسسات والتواصل مع المشرفين والمدربين، وأطمح لدراسة البحث الجنائي وطب الطوارئ».

ميول ومواهب

لا يقف إبداع فاطمة السويدي عند القراءة والإلقاء، وكتابة القصص والرسم، وتقديم الورش في مراكز أطفال الشارقة، ولكنها تمتلك ميولاً وإبداعات في مجالات أخرى، منها تجربتها الموسيقية والعزف على آلة الجيتار في مؤسسة ربع قرن، وانتقالها لمركز فتيات سجايا الشارقة التي مارست فيها أنشطة الفنون ورياضة الرماية، وحققت فيها إنجازاً كبيراً على الصعيد المحلي، من خلال مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، كما حصلت على شهادة الدبلوم المهني من البرلمان العربي للطفل، وعضوة في شورى شباب الشارقة.

وانضمت فاطمة إلى معسكرات داخلية وخارجية، وحصلت على نقاط جيدة أثناء مشاركتها في بطولة صربيا وسلوفاكيا، وتأهلت للنهائيات في البطولة العربية للسيدات، وعلى الرغم من أنها كانت أصغر المتنافسات، إلا أنها حصلت على المركز السادس على مستوى الدول العربية، وهي في عمر الرابعة عشرة، فضلاً عن تفوقها الأكاديمي وحصولها على العديد من شهادات التقدير والنجاح في جميع مجالات الحياة الدراسية والعملية، والتميز في تحصيلها العلمي.

جوائز وأوسمة

جاءت المشاركة الأولى لفاطمة السويدي في كتابة القصص وترجمتها للغة الإنجليزية، في مسابقة الترشيد والاستهلاك لهيئة مياه وكهرباء الشارقة، لتحصد أول جائزة بالمركز الثاني على مستوى مراكز أطفال الشارقة، ونالت لقب سفيرة الترشيد والاستهلاك، واستمرت في التحدي والموازنة ما بين تدريبات رماية البندقية والتحصيل العلمي، ثم حصدت العديد من الجوائز والتكريمات الدولية والمحلية، وشاركت في مجموعة من الفعاليات والورش والبرامج، ونالت المركز الثالث في بطولة رماية البندقية، والمركز الثاني لفئة الناشئين، والمركز السادس في البطولة العربية للسيدات هذا العام، وفي عام 2023 حصلت على المركز الثالث في مسابقتين في نادي الذيد الثقافي على الصعيد المحلي لإمارة الشارقة، والمركز الأول بالعزف الفردي على آلة البيانو على مستوى مراكز أطفال الشارقة عام 2020، والمركز الثالث ببرنامج عبقري الرياضيات على مستوى الشرق الأوسط في كمبوديا لعام 2019، كما نالت لقب سفيرة الترشيد والاستهلاك لهيئة كهرباء مياه الشارقة، إضافة إلى الجانب القيادي، كونها عضوة سابقة في شورى أطفال الشارقة للدورة ال16، وعضوة سابقة لبرلمان الطفل الإماراتي من 2019 إلى 2023.

الدعم العائلي

يقول عبيد خلفان السويدي، والد فاطمة: «يجب استثمار طاقة الأطفال في الجوانب الإبداعية، وتنميتها يجب أن تكون من الصغر في المجالات التي يميل إليها الصغار، وعلى الأهل الانتباه إلى هذه المهارات ودعمها كما أوصانا الدين الإسلامي، وتماشياً مع الاهتمام الكامل الذي توليه دولة الإمارات لممارسة الرياضة».

وأشار إلى أن هذا النهج يُطبق أيضاً على إخوة وأخوات فاطمة المتفوقين أيضاً في مجالات متعددة، فيركز سيف ومحمد (16 سنة) على التفوق في مجال الرياضة والعلوم والتكنولوجيا والموسيقى، أما علياء (6 سنوات)، ف تميل إلى الفنون بجانب ممارسة الرياضات المختلفة.

وتقول الأم عائشة سالم المناعي: «دعم وتشجيع وتنمية مواهب أبنائنا وتطوير مهاراتهم أهم أولوياتنا، وعلى الرغم من ظروف عمل الوالد وعدم تواجده الدائم، إلا أنه حريص على توفير الوقت لحضور التدريبات، والتواصل الدائم معهم وإعطاء الملاحظات والرسائل الإيجابية التي تعزز روح النجاح والتفوق، ليصلوا إلى المستوى الأفضل في المستقبل، لأن بيئة الأسرة الداعم الأساسي لبناء أجيال مثمرة ومتميزة في المجتمع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2t28mtdk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"