عادي

باقة ضوء

23:15 مساء
قراءة دقيقتين
1

دُس على خدي

تلاسن أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وكان من خيرة الصحابة مع عبدٍ له زنجي في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاحتد أبو ذر وقال للزنجي: يا ابن السوداء، فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: «طف الصاع، طف الصاع، ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح» فما كان من أبي ذر إلا أن قام ووضع خده على الأرض وقال لعبده: دس على خدي تكفيراً لذنبي.

صورة عن أبيه

كان عمر بن عبدالعزيز قبل الخلافة يمتلك الضيعة المعروفة بالسهلة، وكانت تدر عليه غلة عظيمة يعيش منها أهل بيته، ولما ولي الخلافة قال لمولاه مزاحم: عزمت أن أرد السهلة إلى بيت مال المسلمين، فقال مزاحم: أتدري كم ولدك؟ فدمعت عينا عمر وأخذ يمسح الدموع بإصبعه الوسطى وهو يقول: أكِلُهُم إلى الله، أكِلُهُم إلى الله، فمضى مزاحم ودخل على عبدالملك وقال له: أتدري ما عزم عليه أبوك؟ إنه يريد أن يرد السهلة إلى بيت المال، قال: فما قلت له؟ قال: ذكرت ولده فجعل يمسح الدموع بإصبعه الوسطى ويقول: أكِلُهُم إلى الله، فقال عبدالملك: بئس وزير الدين أنت، ثم انطلق إلى أبيه وقال للحاجب: استأذن عليه، فقال: إنه وضع رأسه الآن للقائلة (قيلولة الظهيرة) فقال: استأذن لي عليه، فقال: أما ترحمونه؟ ليس له من الليل والنهار إلا هذه الساعة، وسمع عمر كلامهما فقال: ائذن لعبدالملك، فدخل عليه وقال له: علام عزمت؟ قال: أرد السهلة، قال: فلا تؤخر ذلك، فأخذ عمر يرفع يديه ويقول: الحمدلله الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على أمر ديني، نعم يا بني، أصلي الظهر ثم أصعد المنبر فأردها علانية على رؤوس الناس، قال: ومن لك أن تعيش إلى صلاة الظهر؟ فقام عمر وصعد المنبر، وخطب الناس، ورد السهلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvm65r8x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"