عادي
البريطانية والأمريكية والهندية تحصد نصيب الأسد

المناهج الأجنبية تتفوق على «العربية» في سباق قيد الطلبة

01:33 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

لا يختلف اثنان على التطورات المشهودة في مناهج وزارة التربية والتعليم، وطرائق واستراتيجيات التدريس، والطفرة التي تتسم بها سياسة التقييم، ولكن مازالت مناهج المدارس العربية تعاني أمام «الأجنبية» لاسيما «البريطانية والأمريكية والهندية»، من عدم قدرتها على جذب المزيد من الطلبة؛ إذ تحصد الأخيرة نصيب الأسد في استقطاب أكبر عدد من الطلبة في حلقات التعليم كافة.

في وقت كشفت بيانات حديثة لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، أن إجمالي عدد الطلبة في المدارس الخاصة بالإمارة يبلغ 365 ألفاً و572 طالباً وطالبة، وتتصدر مدارس المنهاج البريطاني قائمة الأكثر جذباً لأولياء الأمور واستقطاب الطلبة، تليها مدارس المنهاج الهندي، وفي المرتبة الثالثة تأتي مدارس المنهاج الأمريكي، تليها البكالوريا الدولية، لتكون المرتبة الخامسة من نصيب المنهاج الوزاري.

ويرى عدد من التربويين والمعلمين أن موسم تسجيل الطلبة للعام الدراسي الجديد في مختلف المدارس، يشكل أحد أهم التحديات المتجددة التي تواجه الآباء، لاختيار المنهج الدراسي المناسب لأبنائهم، لاسيما مع وجود أكثر من 17 منهاجاً دراسياً ينافسون بقوة كل عام، لاسيما مع تقارب المعايير التي يستند إليها الوالدان عند الاختيار.

في المقابل تباينت آراء أولياء الأمور؛ إذ ترى شريحة أهمية تعليم أبنائها في المدارس الأجنبية لإتقان اللغة الإنجليزية، على الرغم من رسومها المرتفعة، التي تعدّ مدخلاً للتعليم الجامعي، وسوق العمل، فيما وجدت شريحة أن مدارس منهاج اللغة العربية، تعدّ الأفضل لأبنائهم لمحافظته على اللغة الأم والهوية الوطنية، فضلاً عن رسومها التي تتناسب وقدراتهم المادية.

«الخليج» تناقش مع الميدان التربوي أسباب تفوق المناهج الأجنبية على الوزارية، ومحاولة التعرف إلى أسس الاختيار لدى أولياء الأمور، وأبرز تطلعاتهم عند التركيز على دراسة الطلبة للغات الأجنبية على الرغم من ارتفاع رسومها.

أحدث الإحصاءات

البداية كانت مع رصد «الخليج» لأحدث إحصاءات المدارس بمختلف مناهجها، حيث جاءت مدارس المنهاج البريطاني في المرتبة الأولى في استقطاب الطلبة والبالغ عددها 82 مدرسة، تحتضن 132 ألفاً و740 طالباً وطالبة، تليها مدارس المنهاج الهندي البالغ عددها 34 مدرسة وتضم 95 ألفاً و268 طالباً وطالبة.

وعلى الرغم من تفوق مدارس المنهاج الأمريكي في العدد على «الهندي»، فإنها جاءت في المرتبة الثالث في استقطاب الطلبة، الذين بلغ عددهم 53 ألفاً و286 طالباً وطالبة، واستحوذت مدارس البكالوريا الدولية على المرتبة الرابعة، وتسجل حضوراً ضمن قائمة المناهج الأكثر جذباً، بواقع 19 مدرسة بدبي يدرس فيها 25 ألفاً و992 طالباً وطالبة، وعلى الرغم من أن مدارس المنهاج الوزاري تقترب في العدد من البكالوريا الدولية (16) مدرسة، فإن إقبال الطلبة عليها الأقل، بواقع 15 ألفاً و689 طالباً وطالبة.

وتساوت في العدد مدارس المنهاج «البريطاني - البكالوريا الدولية» والفرنسية والإيرانية، بنصيب 6 مدارس لكل منهم، ليستحوذوا على المراتب السادسة والسابعة والثامنة على التوالي.

مدخل رئيسي

مدارس المناهج الأجنبية «البريطاني والهندية والأمريكية»، تتفوق على مدارس المنهاج الوزاري؛ إذ إن الإنجليزية لغة العصر التي يتعامل بها مختلف دول العالم على اختلاف لغاتها، هذا ما أكدته شريحة من أولياء الأمور، تضمّ عبد الله حمد، وشاهندا محمود، وسماح محجوب، وأحمد مراد، معتبرين أن «الإنجليزية» المدخل الرئيسي للتعليم الجامعي وسوق العمل، موضحين أن المنهاج الأمريكي يحقق لأبنائهم شمولية الدراسة، والعمق في التناول، والمرونة في الامتحانات النهائية، وتحقيق التميز.

وأوضحوا أن تعليم أبنائهم للغات الأخرى، أمر غاية في الأهمية؛ إذ يمكّنهم من أدوات العلم والعمل في المستقبل، والحرص على إتقان تلك اللغات لا يمس الهوية أو الثقافة، نظراً لعادات وتقاليد مجتمعاتنا العربية، فمهما تعددت الجنسيات واللغات، فستظل الثوابت الدينية والتراثية راسخة، مؤكدين أن الانفتاح أمر ضروري لمواكبة التطور العلمي عالمياً، والتخطيط لمستقبل الأبناء مسؤولية يسأل عنها الوالدان، فينبغي أن تكون هناك نظرة ثاقبة في وضع الأسس الصحيحة لتعليم الأبناء، في وقت اشتدت فيه التنافسية بين المناهج في مؤسسات التعليم المختلفة.

وقالوا، إن مدارس المناهج الأجنبية تتمتع بجودة التعليم، فحيز الأنشطة الصفية واللاصفية أكثر من رائع، ويجعل الطالب يبحث ويستقصي ويصنع مشروعات، ويقدّم أبحاثه على أقرانه، كما أن هناك اهتماماً بالطفل كشخص مسؤول قائم بذاته، عكس ما نراه في بعض المدارس الأخرى، ولكن يؤخذ على بعض المدارس الأجنبية عدم فصلها البنين عن البنات بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية، وعلى الرغم من أن للطالبات فصولهن الخاصة، فإن المبنى واحد، ووقت الفسحة أيضاً مماثل.

خطوات جادة

في لقاء مع عدد من مديري المدارس التي تتبع المناهج الأجنبية، أكدت كل من رحاب حجازي، سمر عبد الله، ندى الجزايرلي، أن تلك المدارس نجحت في فهم متطلبات وزارة التربية والتعليم، فيما يخص مواد اللغة العربية والإسلامية والتربية الوطنية؛ إذ تتخذ في سياستها خطوات جادة تلبي احتياجات المتعلمين، من حيث نصاب الوقت المخصص لتدريس هذه المواد، ويعدّ هذا الجانب سمة في المدارس الخاصة المتميزة التي سعت إلى ضمان حصول طلبتها الناطقين بالعربية على فرصتهم الكاملة في هذا الجانب، فضلاً عن الأنشطة اللاصفية التي تطبقها بكثافة كبيرة على الطلبة، الأمر الذي يُسهم في تنمية مهاراتهم العلمية في مختلف الاتجاهات.

وفي المقابل، أكد كل من فاتنة مراد، والدكتور فارس الجبور، ووليد لافي، مديرو مدارس تتبع المنهاج الوزاري، أن مناهج وزارة التربية والتعليم شهدت، نقلة نوعية للتطوير في جميع مراحل التعليم، لمواكبة المتغيرات الحديثة، والوفاء باحتياجات المستقبل، من خلال مخرجات تعي كيفية مجابهة التحديات، موضحين أن الوزارة ركزت على رفد المناهج بلغات متنوعة ومختلفة، منها العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والصينية، فضلاً عن أن التعليم في المنهاج الوزاري وضع سمات للمخرجات، تحاكي المخرجات العالمية في مختلف النظم التعليمية، وإقبال الطلبة من عدمه أمر يعود إلى طموحات الوالدين.

مفاهيم مغايرة

سجل أولياء الأمور أم سمر، علياء محي، ومحمد طه، وإيهاب حمدان، رفضهم التام لإلحاق أبنائهم بالمدارس الأجنبية، على الرغم من توفر الإمكانات المادية، نظراً لمخاوفهم من إهمال أبنائهم اللغة العربية والتربية الإسلامية، فضلاً عن المفاهيم المغايرة التي من الممكن أن تزرع في أذهان الأطفال الصغار، موضحين أن التعليم في مدارس أجنبية يحمل معه عادات وتقاليد وأخلاقيات دخيلة على مجتمعنا العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc6r5maz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"