عادي
سجل تاريخي يوثق للأدب والفكر والفنون

لغويّون: المعجم التاريخي للعربية إنجاز القرن

19:42 مساء
قراءة 3 دقائق
خلال الندوة

نظّم مجمع اللغة العربية بالشارقة، بالتعاون مع مجمع اللغة العربية في دمشق، ندوة نقاشية بعنوان «المعجم التاريخي للغة العربية بين الواقع والمأمول»، تناولت أهمية «المعجم» الذي أطلقه ويرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ودوره في حماية اللغة العربية، وتأصيل جذورها التاريخية، وتوقفت عند دوره في تشكيل الهوية الثقافية العربية، وترسيخ مكانة الأمة الثقافية، والعلمية، والحضارية، على مستوى العالم، وأكد المشاركون في الندوة أن المعجم إنجاز القرن ودرّة المعاجم اللغوية العربية.

وجاءت الندوة التي استضافتها مكتبة الأسد الوطنية في دمشق، بحضور وزيرة الثقافة السورية، الدكتورة لبانة مشوح، ووزير التربية الدكتور محمد عامر مارديني، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم، والمستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، وممثلين عن مجمع اللغة العربية بالشارقة، وأعضاء من مجمع اللغة العربية بدمشق، وعدد من رؤساء الجامعات الحكومية والخاصة، وعدد من السفراء والمثقفين وذوي الاختصاص.

وثمّن الدكتور بسّام إبراهيم في كلمته خلال الندوة، جهود مجمع دمشق في ترسيخ مكانة اللغة العربية في منظومة التعليم السوري، عبر تعريب العلوم والمصطلحات العلمية، وتأليف المناهج باللغة العربية، وأشاد بدور وجهود علماء العربية الذين وصفهم بأنّهم مثال، وقدوة في الحرص على سلامة اللغة.

  • منجز حضاري

بدوره قال رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية الدكتور حسن الشافعي، في كلمة له عن بعد«إن إعداد المعجم التاريخي للغة العربية يمثل عملاً حضارياً علمياً ليس لنا نحن الناطقين بالعربية وحسب، وإنما لسائر اللغات العالمية في عالمنا الحاضر»، مبيناً أهمية تنسيق الجهود ومواصلة العمل لاستكمال المعجم التاريخي للغة العربية.

وتناول الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، الدكتور امحمد صافي المستغانمي، خطوات مسار تنفيذ مشروع «المعجم»، مشيراً إلى التعاون بين مجمع الشارقة ونظرائه في المجامع العربية، وتدريب العاملين فيها، وتشكيل لجنتين علمية وتنفيذية تضم كبار الخبراء لوضع الخطط ورسم المسار الزمني للمشروع، وأكد أن المعجم سيكون معجم المعاجم، ومرجع المراجع للأكاديميين والباحثين واللغويين.

وبيّن الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، الدكتور عبد الحميد مدكور، أن هذا المعجم سيمثل عند اكتماله درة المعاجم اللغوية قديمها وحديثها، وقال إنه «يحقق جمعاً كبيراً لم تشهد اللغة العربية له مثيلاً من قبل، وسيكون مرجعيّة كبرى في مختلف صنوف الإبداع على مستوى العالم».

من جانبه، أشار رئيس مجمع دمشق الدكتور محمود السيد، إلى أن المعجم جمع كلمات اللغة، وصيغها وتراكيبها من منابعها الحيّة في جميع العصور، وفي ميادين المعرفة كافة، متتبعاً الأصول اللغوية العربية في النقوش العربية القديمة، ولغات الممالك القديمة في بلاد الشام والعراق وغيرهما، كالأكادية، والآرامية، والسريانية، ما يجعل هذا المعجم مصدراً لدراسات في الدلالات والألفاظ والتراكيب والدراسات المهتمة بإغناء اللغة، وزيادة رصيدها، ويفسح المجال لإجراء المزيد من البحوث.

واعتبر المدير العلمي للمعجم التاريخي للغة العربية الدكتور مأمون وجيه، أن المعجم إنجاز القرن الذي انتظره اللغويون والمثقفون العرب في كل مكان، ولاسيما بعد تعثر عدة محاولات في هذا المجال، قبل أن يتبنّى المبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي رعى هذا المشروع من الألف إلى الياء، ودعمه بشتى السبل، مشيراً إلى أن أبرز ما تميّز به هذا المعجم تفردّه بالتأريخ، فهو سجل لغويّ يؤرخ قصة اللغة، ويبيّن شجرة النسب اللغويَة لكل كلمة، وكيف تفرّعت الأصول وتطورت وانجبت أجيالاً من الألفاظ والدلالات عبر العصور.

وصدر عن «المعجم التاريخي للغة العربية» حتى اليوم، 67 جزءاً تغطي 15 حرفاً من حروف اللغة العربية، وشارك في إعداده نحو 500 باحث ولغوي وأكاديمي، من 13 مجمعاً لغوياً، ويشمل آلاف البحوث والدراسات المتعلقة باللغة، والنحو، والبلاغة، والأدب، والفكر، والفنون، وشؤون الاجتماع، وجوانب الحضارة وسائر مواطن الإبداع العلمي التي شهدتها اللغة العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4sadrjmb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"