أبلغ الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، أن استمرار الدعم الأمريكي للحرب في غزة يعتمد على الإجراءات الإسرائيلية لحماية المدنيين، وحثّه على التوصل إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، فيما كشف مسؤول أمريكي أن واشنطن وافقت على نقل آلاف القنابل إلى إسرائيل، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة ترى أن دولة فلسطينية يجب أن تبصر النور في مفاوضات مباشرة وليس في إطار الأمم المتحدة، في حين تحدثت الأنباء عن أن مفاوضات الهدنة في القاهرة تراوح مكانها.
وللمرة الأولى خلال ستة أشهر من الحرب، دعا الرئيس الأمريكي بوضوح، في مكالمة هاتفية مع نتنياهو، إلى وقف إطلاق النار فوراً. وقال موقع «أكسيوس» إن بيان البيت الأبيض لم يربط بشكل كامل وقف إطلاق النار باتفاق الرهائن، كما كان بايدن حريصاً على القيام بذلك في الماضي، لكنه شدد على أن الرئيس حث نتنياهو على تمكين مفاوضيه من إبرام صفقة دون تأخير لإعادة الرهائن إلى منازلهم.
ودعا بايدن إلى «إعلان وتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة»، وفق بيان للبيت الأبيض. وأضاف أن بايدن «أوضح أن سياسة الولايات المتحدة في ما يتعلق بغزة سيحددها تقييمنا للإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل بشأن هذه الخطوات». وقال الرئيس الأمريكي لنتنياهو إن الغارات على العاملين في المجال الإغاثي وكذلك الوضع الإنساني في غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من المجاعة، «غير مقبولة». وقال مسؤول في البيت الأبيض إن المكالمة بين الجانبين استمرت أقل من 30 دقيقة.
من جانب آخر، قال مسؤول في إدارة الرئيس بايدن، أمس الخميس، إن واشنطن وافقت هذا الأسبوع على نقل آلاف القنابل الجديدة إلى إسرائيل، إلا أنها لن تُسلم قبل العام المقبل على الأقل. وذكر المسؤول أن عملية النقل التي تمت الموافقة عليها تشمل ألف قنبلة من طراز (إم.كيه 82) زنة 500 رطل وأكثر من ألف قنبلة ذات قطر صغير وفتائل لقنابل من طراز (إم.كيه 80). وقال المسؤول إن الذخائر جرى الحصول عليها من تفويضات لإرسال أسلحة إلى إسرائيل تمت الموافقة عليها منذ فترة طويلة ولن تُسلم قبل عام 2025.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين «هذا أمر يجب أن يتم من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وهذا ما نعمل من أجله في الوقت الراهن، وليس في الأمم المتحدة»، من غير أن يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم استخدام حق النقض (فيتو) ضد اقتراح كهذا. وأدلى ميلر بتصريحاته رداً على أسئلة عن تجديد الفلسطينيين الثلاثاء طلبهم لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهي عملية غير مؤكدة النتائج، غير أنهم يعتبرونها ضرورية في مواجهة الهجوم الإسرائيلي على غزة. وشدد ميلر على أن واشنطن «ملتزمة بشكل نشط» رغم الحرب في قطاع غزة، من أجل قيام دولة فلسطينية يترافق إنشاؤها مع «ضمانات أمنية» لإسرائيل. وبموجب تشريع أصدره الكونغرس الأمريكي قبل فترة طويلة، يتعين على الولايات المتحدة قطع التمويل عن وكالات الأمم المتحدة التي تمنح العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية. وفي هذا الصدد، قال نائب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة روبرت وود إن اعتراف المنظمة الدولية ككل بالدولة الفلسطينية سيعني «قطع التمويل عن نظام الأمم المتحدة، نحن ملتزمون بالقانون الأمريكي». وأضاف وود عن الطلب الفلسطيني «أملنا هو ألا يواصلوا ذلك، لكن الأمر متروك لهم».
في غضون ذلك، أكد أسامة حمدان القيادي في حركة «حماس» أنه لا يوجد تقدم في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة رغم المرونة التي تبديها الحركة. وذكر حمدان أن نتنياهو «يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق»، مضيفاً أن نتنياهو «غير معني بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين». وقال في مؤتمر صحفي عقده في بيروت «لا تقدم في المفاوضات حتى الآن، بل هي تراوح مكانها... رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات». (وكالات)