أغلبية البشر يخافون من التغيير لذلك فإن حدث أي تغيير في المؤسسات تقابله الكثير من أصوات الرفض والخوف، ولكن كما قال الفيلسوف الكبير والشاعر الروماني هوراس: «إذا أردت أن تخلق لك أعداء حاول تغيير شيء قائم».
إن التغيير يعتبر واحدة من أدوات المديرين الناجحين، لن ننجح بدون تغيير، ويا للأسف، هناك الكثير من المديرين ورؤساء الأقسام يقاومون التغيير ويتعاملون مع بيئات العمل كأنها من الزمن الماضي، أو من فترة سابقة. نحن اليوم في عصر السرعة والذكاء الاصطناعي والتطور السريع، أتذكر في طفولتي عندما بدأت أجهزة الكمبيوتر تحل محل العديد من الوظائف التي كان أصحابها يقومون بالطباعة على الآلة الكاتبة القديمة، كان هناك رفض كبير من الأغلبية، وقد فسر بسبب الخوف من فقدان وظائفهم وعدم اعتماد المؤسسة عليهم ولكن مع الوقت أصبح هناك تقبل لدى الأغلبية نظراً لحاجة المجتمع، وتماشياً مع السرعة والتطور والرغبة بالإنجاز.
ولكن لا يزال التغيير يواجه الكثير من التحديات وبعض المديرين الذين يصنفون في قائمة المديرين الرتيبين لا يرغبون بالمغامرة أو الخروج من النسق لذلك هم في حالة رفض تام لكل جديد،. يرفضون الأفكار الجديدة والمبادرات الخلاقة ولا يشجعون الموظفين المبدعين، بل يحبطون البعض منهم ويحجّمون أفكارهم قبل أن تخرج إلى النور ويسوقون بعض الأعذار منها عدم وجود ميزانية، أو أن الفكرة كبيرة على مستوى المؤسسة أو على العكس لا قيمة لها ومكررة.
لهذا يشعر الموظف بالإحباط وقد ينسحب، ولا يرجع مرة أخرى لتقديم أفكاره، بل يبدأ الانسحاب من هذه الروح المبدعة إلى شخص محبط، متألم، روتيني لا مبالٍ والسبب مديره الروتيني، لذلك يصبح المدير الروتيني مشكلة تحتاج إلى تدخل وحل من المؤسسات الحكومية والخاصة وتدخل من رؤسائه المباشرين حتى لا يقود مؤسسته إلى عالمه الرتيب الذي يقوده الخوف وعدم الثقة والقلق. يقول المفكر الفرنسي جان جاك روسو: إن لكل إنسان الحق في أن يغامر بحياته في محاولة منه لإنقاذها.
البعض يحب أن يظل في منطقة الراحة ولا يرغب بمغادرتها، ولكن إن ظل قد يقتل الإبداع والطموح فما بالك بمدير إدارة ولديه مئات من الموظفين، إنه يقتل إبداعهم وطموحهم وهمتهم جميعاً. إن تلك التصرفات تعتبر وأداً وقتلاً للأفكار الخلاقة، لذلك فإن القائد الناجح هو الذي يسعى نحو التغيير، ويتبنى الأفكار المبدعة، ويتقبل موجات التغيير على اختلافها، فهو قادر على إدارة دفة السفينة مهما كانت قوة الرياح، لذلك، النصيحة لكل مدير مقولة غاندي «كن التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم».