يجمع خبراء التنمية والاقتصاد، على أهمية الاهتمام بجوانب تنموية واستثمارية حديثة ومستدامة، من شأنها أن تجعل الاقتصاد في أفضل حالته، وعددوا عدة مجالات، مثل الاهتمام بتطوير وبناء وتحسين البنية التحتية، كالطرق والجسور وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وغيرها، وأيضاً الاهتمام بالابتكار ونمو التقنيات والتكنولوجيا، وتشجيع الشركات والقطاعات على ممارسات مستدامة وصديقة للبيئة، كذلك الاهتمام بالطاقة المتجددة، والاستثمار فيها، مثل الطاقة الشمسية، والرياح، ونحوها، أيضاً تعزيز وتشجيع الزراعة، وحث المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة، مثل تقنيات الري التي توفر المياه، والأسمدة العضوية، وبالتالي التركيز على استقطاب الاستثمارات والأعمال، من خلال إجراءات جاذبة، مثل الضريبة، وبنية تحتية قوية، وأنظمة مرنة ودقيقة.
ولا ننسى التعليم والمعرفة والتدريب، والتي يجب تطويرها بشكل مستمر، لتواكب التقنيات الحديثة وتطور التكنولوجيا، وحاجة سوق العمل، في اللحظة نفسها يجب تقوية ودعم وتعزيز التجارة والتبادل التجاري مع مختلف الدول، وتوقيع الاتفاقيات التي تفتح الأسواق وتسهم في نقل البضائع. وبالتالي يجب أن تكون الخدمات المالية قوية، والمصارف والمؤسسات المالية، تدير عملياتها ومهامها بالتقنيات الحديثة، وتكون أنظمتها مواكبة للتطور العالمي. وإذا أمعنا النظر في جميع هذه الجوانب الداعمة للاقتصاد الحديث، فإننا نلاحظ أنها تعتمد على الاستدامة، وموارد متجددة، مثل الاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح ونحوها، ومثل الاعتماد على التقنيات الحديثة التي تقلل من انبعاثات الكربون، وأيضاً على الزراعة التي تعتمد على طرق حديثة في الري والتسميد، وغيرها. وهذا هو وجه المستقبل القادم، ولله الحمد، فإن الإمارات، تعد من أهم دول العالم، سبقاً في هذا المضمار، حيث لدينا مدن كاملة تنتج الطاقة الشمسية، ولدينا استثمارات كبيرة في مساعدة الدول على الاعتماد على منتجات الطاقة المستدامة، وهذا التوجه نحو الاقتصاد الحديث المستدام، توجهت له الإمارات مبكراً، وتحقق اليوم منجزات متعددة في هذا المضمار، من اقتصاد قوي، ومتنوع، لتنمية راسخة وممتدة. وإذا توقفنا مع كلمات للاقتصادي والسياسي إرنستو زيديللو، مؤلف كتاب: الاقتصاد الواعي، والتي قال فيها: «الاستدامة الاقتصادية، تتطلب تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي، وحماية الموارد الطبيعية وتعزيز العدالة الاجتماعية»، فإننا نجد أنه قد تحقق بالفعل نمواً اقتصادياً كبيراً، متعمد على الاستدامة، وفي اللحظة نفسها تم حماية كثير من المواقع الطبيعية، وباتت هناك مظلة قوية من الرعاية الاجتماعية، عامة وشاملة. انتهاج الحلول المبتكرة، والتوجه نحو العمل في المستقبل، هي ممارسة إماراتية بامتياز.
