شطرنج عادل خزام

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

هذا هو الفوز الثقافي الثالث أو الرابع على مستوى العالم للشاعر الإماراتي عادل خزام، فقبل أيام استحق صاحب «تحت لساني» وسام الميدالية الذهبية من حركة الشعر العظيم في الصين، وهي واحدة من أرفع الجوائز الأدبية التي تمنح لشخصيات أدبية لها تأثير نوعي وإيجابي في مجالات الآداب والفنون والجماليات الإنسانية التي تكرّس ثقافة الحياة والتسامح والإبداع الحر.
حضور عادل خزام في الشرق الأدبي والشعري بشكل خاص هو حضور شاعر يعرف مساراته وخياراته الثقافية، ويدل على جدية ومسؤولية المشروع الأدبي الذي يعمل عليه منذ الثمانينات وإلى اليوم خطوة، خطوة، ونقلة نقلة توازن بين محليته العربية الإماراتية، وبين آفاق العالمية الشعرية التي تبدأ أصلاً من المحلية المكانية.
في عام 2021 صوتت لجنة المركز الدولي للترجمة والأبحاث الشعرية في الصين بالأكثرية على منح عادل خزام جائزة أفضل شاعر دولي، وآنذاك، استحق خزام هذا التكريم على عمله الانطولوجي (شجرة شعر العالم).
واليوم يستحق خزام تكريماً أدبياً صينياً لقاء اشتغاله المتعب، لكن الجميل على إنجاز كتاب (مانسيرة) الذي جمع 86 شاعراً وشاعرة من العالم كتبوا ملحمة القرن معاً بأطياف شعرية متلاقية على فكرة واحدة متعددة الأوجه وهي فكرة شعر الحياة، وشعر الإنسانية النقية من العنف والكراهية وفكر الموت.
لا أكتب هنا عن عادل خزام كحالة فردية، أو كشخص في حد ذاته وفي حدوده الشعرية الخاصة به، بل أكتب على حالة ثقافية إماراتية يمثلها عادل خزام بعمله الفردي وبسلوكه الثقافي الدولي أو العالمي، وهو في البداية وفي النهاية شاعر إماراتي يمثل بلاده في العالم، كما يمثل جيلاً شعرياً إماراتياً تأسس في الثمانينات وفي التسعينات، وها هو هذا الجيل يكتب اسمه أو أسماءه في كراسات العالم الشعرية، ويشير بكل ثقة إلى حيوية الأدب والفن والكتابة في دولة الإمارات.
الجائزة في حد ذاتها تكريم مستحق من جهة دولية تقدر الأدب والشعر، غير أن الجائزة هنا هي ليست جائزة فرد شاعر بعينه، بل، هي تقدير أدبي رفيع لجيل شعري إماراتي بأكمله ينتمي إليه عادل خزام الذي كتب العمودي والتفعيلي والنثري في إطار هاجس واحد كان يحركه دائماً ولا يزال وهو: البحث عن الشعر والبحث عن الشعرية وجماليات النص الشعري بصرف النظر عن الشكل الذي يحمل هذه الجماليات، ثم، إن الأهم في خطوات ونقلات عادل خزام التي تشبه نقلات الشطرنج هو سيرة الإنسان، وأشواقه، وثقافة الحب، والجمال والمعنى العظيم في كلمة (الفرح).
الفرح.. الفرح الفردي الشخصي، والفرح الكوني الشمولي، والفرح العاطفي والوجودي والفكري والفلسفي.. هو الأساس الثقافي لكل شطرنج عادل خزام.
كل مبادراته العالمية مثل كتاب (مانسيرة) الذي سيترجم إلى عدد من لغات العالم، وكل خطابه الشعري والنثري الفلسفي والحكمي... محكوم إلى فكرة (الفرح) كما لو أن هذه الفكرة وحدها هي خلاص العالم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/52jea5cw

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"