بيوت الشعر التي انطلقت منذ عشرة أعوام، نقطف منها ثمار القصيدة، عاماً فعاماً، لأنَّ المساحات للشعر شاسعة في فضاء إمارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تلك البيوت تطوف على مدنٍ هيّأت للمحبين منبرها، هي تلك البيوت القريبة منّا، وتلك البيوت البعيدة في المفرق الأردنية، في أرض شنقيط، في الأقصر، القيروان وتطوان، خرطوم، مرّاكش.
تلك البيوت أضحت منارات شعرٍ وفكرٍ ولقيا، يغرّد فوق منابرها طائر الشعر، والشعراء الذين يسيرون بحثاً عن الوصل، عن فرصة للقاء القلوب المحبّة، يلقون فيها مساحة حبّ تمكّنهم من لقاءٍ يبثّون فيه مواجدهم، وتطير على غيمة الوصل أحلامهم، تعبر الأفق، لا تكتفي بمكانٍ تحيط به، بل تسافر للناس، تبدأ بالوصل قبل الوصول، ترتّب مائدة الشعر، تعلن عنها، وتدعو لها من يحب سماع القصيدة، من ينتشي حين يسمع قولاً من الشعر، من شاء أن يتناسى رتابة أيامه، من أراد قضاء زمانٍ مع الكلمات الرقيقة، حيث القصيدة حين ترتب آلاتها، تتراقص منها الحروف، وتنسلّ منها المعاني الأنيقة، تصطاد ضوءاً من الفكر وهي تطوف على غيمةٍ لا يراها سوى شاعرٍ طار في الأفق، يبحث عن مدنٍ تحتفي بالجمال، وعن مدنٍ تدهش القادمين إليها، فما لذّة العيش إن لم يقدّم لنا دهشةً بين حينٍ وحين؟ وما لذّة الشعر إن لم يقدّم لنا برعماً لولادة غصنٍ جديد؟ وما الشعر إن لم يحرك بنا ما بنا من مواجد أو من مواجع أو من حنينْ، وما الشعر إن لم يقل عن أبٍ عاش يطعم أبناءه خبز خبرته في الحياة؟ وما الشعر إن لم يعبر عن الأمِّ وهي ترتب فوضى الصغار، وتسألهم عن هموم المعيشة؟ ما الشعر إن لم يلامس بأحرفه حزن من يبحثون عن الخبز والماء، من يبحثون لأنّاتهم عن دواءٍ، ومن يسكنون بآلامهم في العراءِ.
البيوت التي انطلقت من إمارة سلطان، صارت لذائقة الشعر ملتجأ، ولكل المواهب متّكأ، ولغيم القصيدة أرضاً تقدم للماء أشجارها الوارفة، إنّها تمنح الناس شعراً يرتّب أوضاع هذا الوجود، فتغدو السكينة سيدةً للمواقف، تغدو السعادة حاكمة الوقت، ذاك هو الشعر حين يجود على الناس بالعزف، تلك بيوتٌ أريد لها أن تعيد التوازن فينا، لننعم بالوصل والخير، فالشعر بالناس، والناسُ بالشعر يبنون هذي الحياة.
https://tinyurl.com/55zu65y4
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







