من أولويات الدول تطوير مناهجها التعليمية رغم اختلاف إمكانياتها، وفي هذه السطور سنستبعد الدول الفقيرة التي ليس لها إمكانية تطوير تعليمها، وسنتناول جهود الدول الطامحة لأن تكون مناهجها التعليمية أفضل المناهج ولا تبخل لبلوغ ذلك، وهذه الدول تنقسم في إجراءاتها وخطواتها في تطوير التعليم بين دول تبادر بتطوير مناهجها وفق بيئتها وتطلعها للمستقبل، ودول أخرى ليس لها جرأة المبادرة في تغيير مناهجها، وقد يكون ذلك ناتج عن عدم الثقة الكافية في قدراتها الذاتية، أو لا تريد أن تغير ثقافة استيراد الأفكار التعليمية، رغم قدرتها على أن تكون مصدّرة للأفكار التعليمية لا سيما تلك الدول التي بهرت العالم بإنجازاتها.
قد يكون أسهل ما يفعله البعض أن يمسك قلمه ويُنَظّر لما يشاء دون أن تكون له دراية في العوائق والتحديات التي يعانيها بعض من يريد تطوير التعليم، ولكن سنكون عمليين وبسطاء في طرحنا دون استخدام بهرجة الحديث.
على سبيل المثال لا الحصر، فدراسة القانون في بعض الدول أصبحت دراسة غير مجدية ولا تواكب الواقع العملي، حتى إن بعض الكليات فكرت في تقليص عدد المقبولين في كليات القانون نظراً لقلة فرص العمل في المجال القانوني، ولم تفكر في إشعال شمعة لتتمكن من رؤية مناهجها البعيدة عن مواكبة نمط الحياة والتطورات التقنية.
وما جاءنا به من مثال على المناهج القانونية ينطبق على مناهج أخرى، دون أن ننكر بأن بعض الكليات نجحت في تأهيل طلبة الطب والزراعة وبعض التخصصات الهندسية والفلك وغيرها.
كما أن تقييم الطالب في المرحلة الجامعية مازال يعتمد على الطرق القديمة التقليدية، فرغم أن بعض الدول تضع الخطط المستقبلية بأن تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كل شيء، إلا أن بعض لجان الامتحانات الجامعية ما زالت تراقب الطالب وتمنعه من إدخال جهازه الإلكتروني لقاعات الامتحانات وتختبره ورقياً، رغم أنه من المفترض أن تبين هذه الاختبارات مدى تمكن الطالب من تفاعله مع التقنيات الحديثة.
ولا يمكن أن نتكلم عن تطوير التعليم الجامعي دون أن نقف عند عمليات البحوث التي تفرض على الطلبة بشكلها الحالي، والتي يعلم الكثير من الكوادر التعليمية بأنها لم تعد مقياساً يعتمد عليه لمعرفة الجهد الذي بذله الطالب لإعداد البحث ومدى فهمه للمادة.
ومن الواجب أن نسجل احترامنا وتقديرنا للأستاذ الجامعي والكوادر العاملة في الجامعات، وإن لم يكونوا جزءاً من هذه المقالة، وأيضاً في ختام هذه السطور نعلم بأن هناك مؤيدين وقلة من المنتقدين لما كُتب هنا، ولكن الغلبة ستكون لمن يبدأ بالتغيير ويكون مستعداً لمواكبة التغيرات.
مقالات أخرى للكاتب



قد يعجبك ايضا







