وجوه من الإمارات ... أحمد الشامسي: عائلتي حافظت على العادات القديمة

نشأ في منطقة السوق القديم، وكان يطمح لدراسة الهندسة المعمارية، لكنه وجد نفسه في مجال الاقتصاد، وحقق العديد من النجاحات، وشغل عدة مناصب مهمة إنه أحمد محمد عبيد الشامسي رئيس مجلس إدارة مواصلات الشارقة، الذي التقيناه في هذا الحوار: في البداية حدثنا عن مكان الميلاد والنشأة وذكريات الطفولة؟ ولدت في الشارقة، وتحديداً في منطقة السوق القديم، وهي منطقة تراثية، تميزت بأنها كانت منطقة صغيرة ومتقاربة وذكرياتنا فيها قوية، بقرب الناس من بعضهم البعض وكان كل شخص يعرف كل كبيرة وصغيرة عن جاره، وكيف يعمل ويتحرك فالحياة كانت بسيطة وكنا قريبين من الأهل والأصدقاء، وربما نفتقد هذا التواصل في وقتنا الحاضر، ولكن نحن كعائلة حافظنا على بعض هذه العادات القديمة، فما زلت أنا وإخوتي نسكن معا، وما يعلق في ذهني ذهابنا للمدرسة مشيا على الاقدام. حدثنا عن مشوارك العلمي، وكيف تداخل مع الحياة العملية؟ الحياة العلمية كانت بسيطة بداية من المرحلة الابتدائية ثم الاعدادية وبعدها الثانوية، ولكن المرحلة الجامعية لم تكن بسيطة، وتعتبر مرحلة ثانية من مراحل حياتي، إذ انه بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية لم نكن نعرف أين نكمل تعليمنا، لأن في ذاك الوقت لم تتوفر الجامعات في الدولة، وأغلب الشباب كانوا يكملون تعليمهم في الكويت او القاهرة، ولكن كنا مجموعة من الشباب قدمنا الى جامعة أجنبية، وكانت تجربة جيدة، حيث اكتسبنا العديد من الخبرات، وكنت أطمح لدراسة الهندسة المعمارية لعشقي للرسم ومهارتي في التخطيط، وتم قبولنا، ودرست في مجال الهندسة لمدة سنة وبعدها غيرت التخصص ودرست الاقتصاد، واحببت المادة، وأثرت دراستي في مجال الاقتصاد في حياتي المهنية بشكل كبير حيث شغلت مناصب في المصارف في بداية حياتي المهنية. ما المناصب التي شغلتها قبل وصولك لموقع رئيس مجلس ادارة مواصلات الشارقة؟ وصولي لهذا المنصب سبقته عدة مراحل، وشغلت عدة مناصب، حيث عملت في أحد المصارف لعدة سنوات، وترقيت في عدة وظائف والعمل في أحد المصارف مدرسة يتعلم منها الانسان، وبعدها التحقت بالعمل في أحد البنوك الاسلامية في وظائف إدارية، وآخر عشر سنوات كانت لدي أعمالي الخاصة وعضوية مجالس الادارات، فكنت عضو مجلس ادارة غرفة التجارة لفترة، وعضو مجلس ادارة مصرف الشارقة الاسلامي، والآن عضو مجلس ادارة مواصلات الشارقة وكانت تجربة جديدة علي، ويعتبر خدمة للمجتمع أكثر من مجرد وظيفة. هل مازلت متواصلاً مع أصدقاء الدراسة؟ يوجد تواصل قائم وعلاقات ولكن أقل من المفروض، وحاولت وعدد من زملائي أكثر من مرة أن نجمع الأصدقاء الذين درسوا معنا في الجامعة، وعقدنا عدة لقاءات. ما الأسلوب الذي كان يتبعه والدك في تربيتك؟ الوالد كان يتمتع بشخصية قوية، وكان رحمة الله عليه معروفا بالدولة، وكان كثير السفر ولم نكن نراه كثيراً عندما كنا صغارا بسبب مشاغله، ولكن كان له دوره الكبير في حياتنا، بالإضافة الى أنه كان يعطينا الحرية المطلقة في كيفية ادارة حياتنا واختيارنا لتخصصاتنا والسفر للدراسة، ولم يتدخل في قراراتنا. هل تتبع الأسلوب نفسه مع أولادك؟ طبقت جزءاً من طريقة والدي في التعاطي معنا، فلم اتدخل في اختيار تخصصات أولادي، ولكن ربما اختلفت عن والدي في عدم رغبتي في سفرهم للخارج من أجل إكمال تعليمهم، لأنه في يومنا هذا أصبحت الامارات معلما علميا وتوجد فيها الكثير من الجامعات الجيدة. ماذا عن دور زوجتك في حياتك؟ الحمد لله وفقت بزوجة صالحة وذكية، ولها دورها البارز في حياتي وكثيرا ما أشاورها في بعض الامور. كيف تنجح في التوفيق بين التزاماتك العملية وواجبك تجاه أسرتك؟ في مجال عملي لدي موظفون على درجة كبيرة من الكفاءة ما يخفف الضغط علي. من الشخصية التي تأثرت بها، وساهمت بشكل فاعل في مسيرة حياتك؟ لا توجد شخصية معينة تأثرت بها، ولكن ربما تأثرت بمجموعة من الاشخاص سواء في محيط العائلة أو العمل. ما أفضل مكان ترتاح إليه؟ وأين تقضي أوقات فراغك؟ البيت أفضل مكان اقضي فيه وقت فراغي مع الزوجة والأبناء، وعادة ما انسق وقتي ما بين العمل والزيارات والبيت. وماذا عن الرياضة؟ أحب الرياضة بشكل كبير، ولكن كل سن له نوع معين من الرياضة، ففي الصغر كنت أمارس كرة القدم، وبعدها اتجهت للعب التنس ، والآن الجيم والمشي، وكنت اشارك بالانشطة الرياضية في المدرسة. وما السمات التي تعتبرها من أهم مميزاتك؟ الصبر والقناعة والرضا اعتبرها نقاط قوة، والطيبة أكثر من اللازم اعتبرها نقطة ضعف، رغم أن الإنسان في الاصل المفروض أن يكون طيبا في تعاملاته مع الآخرين. ما الصفات التي يجب أن تكون في الشخصية القيادية برأيك؟ لابد أن يؤمن القيادي بروح الفريق وان يكون حكيماً في قرارته، واضحاً في أفكاره، حازماً ومن دون الحزم تفقد القيادة ثأثيرها وفعاليتها، وعليه أن يقيم علاقاته الانسانية على شعارات يستمدها من الحياة، ويجب أن تكون لديه رؤية ثاقبة لتوجيه العمل والمؤسسة الى الأمام. وما أكثر صفة سلبية في الشخصية القيادية؟ الاصرار على رأيه وعدم الاستماع إلى رأي الآخرين، فذلك يتسبب في العديد من المشاكل. ما أصعب موقف عايشته؟ حياتي لم تكن فيها مفاجآت، الموقف الذي اعتبره غريبا كان عدم قبولي في تخصص الهندسة المعمارية. اذا فكرت في السفر أي بلد تفضل؟ أنا أحب السفر، وقد سافرت كثيرا. في السابق كنت كثير السفر الى امريكا بحكم اننا قضينا وقتا طويلا فيها بسبب الدراسة، ولكن اكتشفت وجود أماكن رائعة في أوروبا وأصبحت اتردد عليها. هل أنت راضٍ عما حققته من نجاحات؟ النجاح نسبي، ولكن لحمد الله أشعر بالرضا عما حققته، والإنسان عادة ما يطمح إلى الأحسن، واعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة لا بد أن نعطي ونخدم. ما أمنيتك التي لم تتحقق؟ الانسان يتغير ويتأقلم مع ظروفه، فلابد من المرونة فإذا رغب الوصول إلى مكان ولم يصل لابد أن يكون لديه الرضا والقناعة.