الإمارات تقرأ

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

سُئل حكيم: من سيقود الجنس البشري؟
قال: الذين يعرفون كيف يقرؤون.
كانت القراءة في العصور القديمة تتم بصوت عالٍ، واستمرت كذلك لآلاف السنين وجرى تغيير هذه العادة؛ حيث أصبحت صامتة وأحدث ذلك تحولاً في الوعي الإنساني، فقد تحرر العقل من الانشغال بنطق الكلمات لينطلق للتفكير والتذكر والتأمل، فالعلم والفكر من الأعمدة الرئيسية التي قامت عليها أسس الحضارات القديمة، فالكتب هي الوعاء التاريخي للحضارات فبدونها يصمت التاريخ ويسكت الأدب ويتوقف العلم ويتجمد الفكر والتأمل.
نصت المادة (13) من مرسوم القانون الاتحادي رقم (18) لسنة (2016) على تخصيص شهر من كل عام للقراءة، وهو شهر مارس ليكون شهراً وطنياً للقراءة، بهدف ترسيخ ثقافة المطالعة في المجتمع الإماراتي من أجل تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية والمتمثلة في بناء نموذج حضاري يحتذى عالمياً والحفاظ على إنجازات الدولة الثقافية والمعرفية والفكرية والمساهمة في ابتكار مبادرات جديدة ومتميزة لإحياء الاهتمام بالقراءة، واستعادة مكانتها بين أفراد المجتمع الإماراتي وبناء وتطوير جيل من قادة المستقبل المتسلحين بالثقافة والمعرفة وضمان ثقافة استدامة جهود مؤسسات الدولة لترسيخ المطالعة، وجعل المبادرات الهادفة إلى الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي أولوية رئيسية في الأجندة السنوية للجهات الحكومية والخاصة، لتخريج جيل قارئ ونهم لحب المعرفة وتحصيل العلم.
 وحرصت قيادتنا الرشيدة على ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة واستكمال سلسلة المشروعات الثقافية والفكرية التي أطلقتها الدولة منذ نشأتها وزيادة الارتباط بالمطالعة وتكثيف المبادرات والبرامج المشجعة على القراءة، فالقيادة الرشيدة تولي اهتماماً كبيراً بنشر المعرفة وترسيخ أسس الاطلاع على ثقافة الأفراد كي تصبح جزءاً أصيلاً من شخصيتهم ومن أسلوب حياتهم.
وكما يقول الشاعر المتنبي:
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ   
وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ
فالقراءة عملية فكرية ومعرفية من شأنها أن تُحفز العقل على العمل باستمرار، وتحافظ على بقاء الدماغ نشطاً وتزيد من قدرة الفرد على التركيز والتحليل فهي سلوة الروح عندما يكون المرء وحيداً، وتحاكي وجداننا العاطفي، وكذلك وسيلة لنقل ثمرات العقل البشري للآخرين، وتزودنا بالخبرات اللازمة لحياة أفضل وتفتح الآفاق للأجيال القادمة، وتقود التفكير وتنمي الاتجاهات الإيجابية وتزرع القيم فهي معلم مبدع وخلاق ويقود الناشئة إلى التقدم والتحضر، وتزيد الحصيلة اللغوية والمفردات والتراكيب التي تمكن القراء من التأليف والكتابة وتعمل على تكوين شخصية الفرد وتمكنه من تحليل أفكار الآخرين.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22erswpa

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"