«كان غيرك أشطر»

02:21 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** في كل مشكلة وظاهرة وأزمة نصادفها لو بحثت عن أصلها وفصلها ستجد لها ارتباط بالثقافة التي تحكمنا، فالثقافة ليست معارف وعلوم وقوانين بقدر ما هي عادات وتقاليد وأعراف ألفناها، وأصبحنا نمارسها من دون تفكير، والفارق الثقافي سيبقى أكبر حاجز بيننا وبين الصورة المثالية التي نتمناها في كل مجالات الرياضة بوجه عام، وكرة القدم بوجه خاص، فالأفكار والمبادرات والخطط والبرامج والمشروعات، وكل ما من شأنه أن يحدث التطوير المنشود موجود ومتوفر، وإن لم يكن بين أيدينا سنستورده، لكن المشكلة ستبدأ ولن تنتهي بمجرد أن تتدخل الثقافة التي تحكمنا في التعامل مع الفكرة والمبادرة، أو الخطة والبرنامج، وقس على ذلك في كل ما انبهرنا به واعتبرناه كفيلاً بتحويل الدفة وتغيير المسار بالنسبة إلى سفينة الرياضة الإماراتية، باختصار..نحن لا نفعل ما يجب أن نفعله وإنما ما تعودنا عليه، في كل شيء.
** الصديق العزيز عبد الرحمن لوتاه الذي ارتبط برياضة الإمارات لأكثر من 30 عاماً، والذي كانت آخر مناصبه رئاسة لجنة الاستئناف في اتحاد الكرة، بعد اعتزاله وابتعاده لعامين تقريبا، جدد وصاله مع الحركة الرياضية، من خلال لقاءات مصورة عبر السوشيال ميديا يسجل فيها آراءه وانطباعاته، بخصوص بعض مستجدات الساحة وهمومها ومشكلاتها، وكعادته.. مذ كان يطل عبر زاوية «بعد المداولة» في الخليج الرياضي، هادئ ورزين ومباشر وصريح، ولا يخشى في الحق لومة لائم، كما يقال، وفي أحدث فيديو توقف عند واحدة من صور ثقافتنا المغلوطة في التعامل مع الأفكار المستحدثة، واستشهد بتعامل المسؤولين في أنديتنا مع قرار اللاعب الآسيوي في العقد الماضي، وأخيراً مع قرار السماح بمشاركة اللاعب المقيم، وفي الوقت الذي أحيي فيه قالبه النقدي الجديد، أقول له بأسى «كان غيرك أشطر».
** أدعي، والبينة حاضرة من خلال هذه الزاوية، أن كل التجاوزات التي شابت تنفيذ هذه المبادرات، وسواها من الأفكار الجديدة، توقفت عندها في حينها، حتى يتم تداركها، ولكن لا حياة لمن تنادي، فهناك، ثقافة مضادة مختلفة، تتمتع بقوة أكبر وسطوة أعلى بحكم العادة وبدافع المصلحة، تجعل كل وأي مبادرة جديدة للتغيير، تفرغ من مضمونها لنظل ندور في دائرتنا المغلقة، لذلك ما عدت أحفل كثيراً بكل أطروحات الندوات والمؤتمرات ومختبرات العصف الذهني، فكلها جاءت وذهبت لحال سبيلها، وبقينا في أماكننا، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"