السياحة المجمدة

كلمات
04:03 صباحا
قراءة دقيقتين

من أجمل المعالم السياحية في الشارقة السوق المركزي، أو كما يسميه البعض السوق الأزرق أو السوق الإسلامي، ويتميز بجمالية العمارة الإسلامية، وتاريخ عمارته يعود إلى الثمانينات، حتى أصبح من أشهر المعالم السياحية بالشارقة، خاصة إطلالته الجميلة على بحيرة خالد.

رؤية هذا المعلم السياحي الجميل أصبح بصمة لإمارة الشارقة، ولو مررت في كل وقت لوجدت حافلات شركات السياحة من مختلف إمارات الدولة تنزل السياح أفواجا أفواجاً، وهذا يؤكد المكانة السياحية للسوق، كما تلاحظ انشغال الضيوف بالتصوير مع المكان من عدة زوايا.

لسبب غير منطقي تم عرقلة الدور العلوي لهذا المعلم السياحي الرائع وتجميده، بسبب حادث كان المتسبب فيه المجني عليه وليس السوق، ولا أدري هل تم تجميد هذا السوق بسبب محاولات إرضاء الأجانب في الدولة. أو لإرضاء بعض التجار حيث الدور العلوي أكثر جاذبية في بضاعته بسبب محلات السجاد. خاصة أنه سبق وتم التنبيه على أصحاب المحلات منع عرض قطع السجاد على شرفات الدور العلوي التي كانت قطع السجاد تكون لوحات تشكيلية جميلة تغني المكان.

قصة حادثة السوق المركزي ملخصها أن رجلاً استرالياً كان يدفع عربة طفله الصغير وينزل من السلم الكهربائي، ومن إهمال الأب لم يربط حزام العربة مما تسبب بسقوط ابنه من السلم، الكل يشهد بما حدث، فحكمت البلدية على السوق المركزي بإيقاف جميع السلالم الكهربائية فيه من دون حتى أن يستجوبوا السلم الكهربائي عن جرمه الشنيع، وعليه توقف الجميع عن الصعود إلى الأعلى، وتوقفت أرزاق التجار والملاك الذي يقطنون الدور العلوي.

كل محاولات الاتصال بالجهة المسؤولة باءت بالفشل، سبب إيقاف السلالم غير منطقي، ومجحف حتى في حق مرتادي السوق، واستصعب الجميع الصعود إلى الأعلى عن طريق السلالم العادية، ولو وضعت لافتة تقول إن إدارة السوق المركزي غير مسؤولة عن إهمال الآباء حال تعرض أبنائهم لحوادث داخل السوق، لما وقعت هذه الحوادث، كلنا يعرف كيف يطلق الآباء أبناءهم في السوق من دون رقابة، وكم صادفني استخدام الأطفال لهذه السلالم بعكس اتجاهها.

يبدو أن الجهة المسؤولة تناست نهائياً أن هذه السلالم الكهربائية دفعت فيها الملايين لتركيبها وتسهيل حركة مرتادي السوق، والنداء الأخير لمن هم يتولون مسؤولية السوق، لحل هذه المشكلة بشكل سريع وإعادة تسيير السلالم كما كان الوضع، العالم يهرول في بناء أسواق مماثلة ونحن نغلق السوق القائم أمام مرتاديه، ولمصلحة من؟ الله أعلم.

Maysoon [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"