«بريكست» بحاجة إلى اتفاق

22:29 مساء
قراءة دقيقتين
brxt

* عن «اللوموند»

 قالها بوريس جونسون مراراً وتكراراً: إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في المجلس الأوروبي في 15 أكتوبر /تشرين الأول، فسوف يغلق الباب أمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
بعد أشهر من المماطلة، يبدو أن الحوار يتقدم مع اقتراب الموعد النهائي، وإذا لم يكن هناك اتفاق، فمن شأن ذلك أن يمثل كارثة حيث سيتم إعادة فرض الرسوم الجمركية وضوابط الحدود على السلع. وفي الأسبوع الماضي، قال المفاوض البريطاني ديفيد فروست إنه مستعد لتليين موقفه بشأن مساعدة الدولة للشركات التي تريد لندن منها أن تكون قادرة على العمل بحرية، حتى لا تخاطر بالتنافس مع الاتحاد الأوروبي بطريقة غير عادلة. ورداً على ذلك، دعا ميشيل بارنييه، الذي يقود المفاوضات من أجل الاتحاد الأوروبي، القادة الأوروبيين المعنيين - بمن فيهم إيمانويل ماكرون - إلى تعديل مطالبهم بحقوق الصيد.
 ويطالب البريطانيون بإعادة إنشاء حق حصري للصيد في مياههم الوطنية، الذي استفاد منه جيرانهم كثيرًا حتى الآن. هذه هي المسألة الرئيسية في المفاوضات، وهي أيضًا واحدة من أكثر الأمور التي وعد بها جونسون ناخبيه وضوحاً لأنها ستدر حسب رأيه أرباحاً على بريطانيا عند الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبينما يريد الأوروبيون الاحتفاظ بجميع حقوق الصيد الخاصة بهم في المياه البريطانية، تريد لندن أن تجعل وصولهم مشروطًا بمفاوضات سنوية. حالة من عدم اليقين ترفضها الدول المعنية - فرنسا وإسبانيا والدنمارك وبلجيكا، إلخ - التي تعرف أن بريطانيا تصدر 70٪ من صيدها إلى الاتحاد الأوروبي وتحتاج إلى صفقة تجارية شاملة لمواصلة ذلك.
 وبالنسبة إلى السبعة والعشرين، فإن الالتزام العام باحترام قواعد المنافسة العادلة هو القضية المركزية. فجونسون، مهما كان شديد الليبرالية، يريد أن تكون الدولة البريطانية قادرة على مساعدة الشركات بسخاء أكبر من الاتحاد الأوروبي. ويطالب أعضاء الاتحاد الأوروبي، القلقون بشأن مخاطر إغراق السوق، بمواءمة اجتماعية وبيئية.
 لقد تلطخت ثقة الأوروبيين بجونسون بسبب مشروع قانونه الذي ينتهك بعض بنود اتفاقية الانسحاب التي وقعها بنفسه العام الماضي. ولكن هل يمكن لرئيس وزراء اهتزت صورته بالفعل عند الرأي العام البريطاني بسبب إدارته الكارثية لكورونا وأدائه السيئ وهو يصارع تمرد نواب من أغلبيته، أن يزج ببلده في أزمة بلا صفقة؟
لقد حان الوقت لإنهاء المسلسل التلفزيوني السيئ عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فالتسوية ممكنة والاتفاق مرغوب فيه للغاية، شريطة أن يحافظ على وحدة السوق الأوروبية الفريدة والتوظيف على مستوى القارة. وهذا يفترض مسبقًا دراما نفسية نهائية، تصور عزم كل طرف وهو يريد الدفاع عن مصالحه وتقديم تنازلات متبادلة حتمية بشكل مقبول. ولكن مع انتشار تهديد كورونا مرة أخرى وبعد أكثر من أربع سنوات من التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيكون من غير المسؤول الاستمرار في اللعب على أعصاب الأوروبيين. فالجغرافيا والتاريخ على حد سواء يدينان البريطانيين و«سكان البر الرئيسي» للتوافق. ففي عالم غير مستقر بشكل متزايد، لا تستطيع أوروبا تحمل إطالة أمد أزمة بريكست.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"