الخليج .. بيتنا الكبير

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين


راشد محمد النعيمي

حديث البدايات في «الخليج» التي تحتفي بعامها الخمسين جميل وعاطفي بكل تفاصيله ويقدم مثالاً في الارتباط الوثيق بهذه الدار التي أصبحت بيتنا الكبير، مرت بنا السنوات ونحن نتعلق بها أكثر وسط أحداث وتفاصيل كثيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أننا، وعلى الرغم من سنوات عملنا الطويلة، ما زلنا طلاباً في هذه المدرسة العريقة التي التزمت خطاً مميزاً، ومن يعمل فيها ويشارك في تحريرها يحس بفخر ويشعر بإنجاز كلما رأى نتاجه على صفحاتها.
في 1994 كنا طلاباً ندرس الإعلام في جامعة الإمارات وكانت «الخليج»، تحتضن تجاربنا وتفسح المجال لنا لإظهار قدراتنا في صفحات تحمل اسم «جامعيون» وكان الشعور بأن تجد عملك منشوراً فيها لا يعادله شعور، ناهيك عن وضعك المتميز كطالب في نظر أستاذك الذي شاهد عملك الصحفي منشوراً فيها. وهكذا مضت الأيام حتى انضم عدد منا للعمل فيها في مختلف الأقسام وكنت أنا أحدهم. بدأت أول يوم عمل في يونيو/حزيران 1997 وحظيت بالعمل مع أساتذة كبار يشار إليهم بالبنان في عالم الصحافة أسهموا مع أحداث كثيرة ومناسبات في صقل خبراتنا ومعارفنا وبناء رؤية رصينة لما يجري حولنا وتنمية الحس الصحفي.
كانت الاجتماعات التي حضرتها ضمن فريق التحرير مع المؤسسين الراحلين تريم عمران ود. عبد الله عمران كمحرر مبتدئ يومها محفزاً سحرياً للإبداع والانطلاق في ابتكار الفكرة الصحفية وبلورتها بسلاسة وموضوعية ومصداقية، فقد كانت الحوارات والأفكار والتجارب التي وفرتها لنا مناخ عمل حقيقي يدفع نحو الاستنفار من أجل خدمة المجتمع ونقل هموم المواطنين في مختلف المناطق وتسليط الضوء على المنجزات. كما تدخلت «الخليج» في حل الكثير من القضايا وهموم الناس كوسيط ناجح وموثوق ومؤثر حينما كنا نعرض القصص الإنسانية ونفيق صباحاً على عشرات الاتصالات الهاتفية التي تقدم الحلول وتنهي المعاناة مما كان يبهجنا ويمنحنا إحساساً بالفرحة والسعادة.
23 عاماً قضيتها في «الخليج» وهي كما دخلتها لأول مرة مدرسة صحفية رائدة وخلية عمل مبتكرة مبدعة احتضنت العديد من الأسماء الصحفية اللامعة في مختلف المجالات وطرقت بجرأة العديد من المجالات برسالة إعلامية رصينة وثابتة وخلال تلك السنوات كنا نرى تقدير القراء من مختلف الشرائح لنا كصحفيين نعمل في هذه الدار.
علاقتنا اليوم ارتباط مصيري بـ«الخليج» نافذتنا على العالم، وعلاقتنا بها معنوية لا وظيفية، وحبنا لها شلال متدفق بدأ منذ اللحظة الأولى التي توجهنا إليها طلاباً ففتحت يديها لنا وقدمت كل ما عندها من دعم كان مفترق الطرق الذي وجهنا إليها كطريق أوحد لم نرتض غيره.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"