لتستعد للمستقبل.. تغير

21:57 مساء
قراءة دقيقتين


شيماء المرزوقي

الكثير من الصفات التي تطلق على الأفراد مثل النضج، والابتكار، ونحوهما يصح إطلاقها على المجتمعات، فيمكن أن تجد مجتمعاً له خبراته الحياتية وتراكم لديه الكثير من المعارف والعلوم. وهناك مجتمعات ناشئة وحديثة، وإن كانت تاريخياً ضاربة العمق في الزمن، وهناك مجتمعات خرجت من مسار طويل غلبت فيه قيم ومبادئ عن العمل والإنتاج لتختار وتتوجه لسن قوانين وأنظمة حديثة تتواكب مع التطورات والقفزات البشرية التي تعيشها البشرية بأسرها.
هذه عملية كبيرة تتعلق بالتغير، وعمليات التغير والتحول التي تحدث على نطاق فردي في العادة مهمة لكنها لا تتجاوز الشخص المعني بها، لكن عندما تكون عامة وشاملة لمختلف أرجاء المجتمع وأجزائه، فإنه يكون أكثر أهمية وفائدة. في العادة الدعوات للتغير تأتي في قوالب إيجابية، وهذا المفترض من عملية التغير وهذا أساسها، فكيف يمكن أن يتكبد الفرد أو حتى المجتمع بأسره عملية تغيير مضنية وصعبة وهو لا ينشد بديلاً أفضل يدفع به نحو التميز والمزيد من الإبداع والابتكار والمخترعات المفيدة التي تزيد في الفاعلية والنمو؟ ولأن التغير عملية منشودة ويتطلع لها الجميع دون استثناء فإن له أسساً وقواعد ومبادئ، ودون هذه الأسس ودون معرفة حجم التغير ونطاقه ومجالاته، فإنه يكون فوضى وقد لا يحقق النتائج المرجوة منه. لذا عندما تقرر أن تتغير على المستوى الفردي، فعليك أن تدرك أبعاده وأين يمكن أن يصل بك؟، وما الفوائد التي يمكن أن تتحقق والنتائج التي تترتب عليه؟.
في العموم يجب ألا نخشى من عمليات التغير، لأنها حتمية في حياة لا تعرف التوقف. في نطاق المجتمعات، التغير حتمي للنمو الصحي، لكن أيضاً بالطرق والأدوات الصحيحة، وهذه الأدوات هي التي تحدث عنها الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت، عندما قال: «لكي تغيروا المجتمع ينبغي أولاً أن تغيروا العقليات السائدة فيه عن طريق التعليم والتثقيف والتهذيب». المجتمعات عبارة عن أفراد، وهؤلاء هم النواة الحقيقية للمجتمع، كلما كانوا على درجة عالية من التعليم والمعرفة والثقافة، فإنهم سيتغيرون وهذا التغير هو الذي في نهاية المطاف سيقود المجتمع برمته نحو عمليات تغير إيجابية تدفع به نحو الحياة العملية والمهارية وإلى تحقيق المزيد من المنجزات والمبتكرات.
يجب أن نجعل من التغير خياراً حيوياً مرافقاً لنا، لأننا بتعديل خططنا وتقويمها لتناسب الوقت الذي نعيشه ومتطلباته، فإننا نكون على استعداد للمستقبل بمهارة وحيوية.

[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"