العالم يقرأ من الشارقة

22:56 مساء
قراءة دقيقتين

فاطمة ماجد السري

ما أجمل شعار المعرض لهذه الدورة، والذي يجعلنا نقف احتراماً للإمارة الباسمة. وكما كنا نقول «ابتسم أنت في الشارقة»، نستطيع الآن أن نردد «العالم يقرأ من الشارقة»، وهو ليس دلالة على المعرض وحسب، ولكن بإمكاننا أن نجعله عنواناً للشارقة ولإنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة؛ سلطان المعرفة، الذي قال يوماً مقولته الشهيرة: «لا كونكريت بعد اليوم»، فكان أن انطلق المعرض في يناير 1982 في خيمة صغيرة في إكسبو.

بدأ المعرض في الشتاء فأخذنا نتذوق الأمطار عندما هطلت على الكتب، وعلى الرغم من قطرات الماء على أغلفتها، أخذنا نشتريها وتهافتنا عليها دون النظر إلى ما فعله الماء، وكنت قد ابتعت من دار «عويدات» من لبنان، كتاب «أسباب الثورة الفرنسية»، وقالت لي المرحومة والدتي: ما هذه العناوين التي تُقبلين عليها؟.

لا أنسى تلك الأيام. ثم بعد أن تزوجت ورزقت ببناتي أخذت أبث فيهن حب القراءة وشراء الكتب، فضلاً عن زيارة المعرض والتجول اليومي في أروقته وردهاته، ومن أهم ذكرياتي أنني كنت أشاهد صاحب السمو، حاكم الشارقة، يزور المعرض ليلة الافتتاح ليطمئن على الاستعدادات، وفي الصباح يأتي إلى المعرض ليجتمع بكل عشاق الكلمة، كما لا أنسى أنني قدمت إليه ابنتي نورة، وكانت في السادسة، وقدمت لسموه لوحة فنية فأخذ يسألها عن اسمها وعمرها. 

يجب أن نبث في نفوس الصغار حب الكتاب سواء أكان ورقياً أم إلكترونياً، وفي حقول المعرفة المختلفة، هذا ما فعله الأهل ووجدناه في المدرسة إلى أن أصبحنا أصدقاء للمكتبات. ومع اقتراب موعد المعرض كل عام يأخذني الحنين وتزداد دقات قلبي ويقشعّر بدني، وهي المشاعر التي لم تتغير على مدار أربعة عقود، فزيارة المعرض أصبحت عادة برغم أنف «كورونا»، مع الأخذ في الاعتبار الإجراءات الاحترازية، فالكتاب يستحق ذلك وأكثر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"