هل اقتربنا من نهاية الكابوس؟

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

هل باتت البشرية قريبة من إيجاد علاج لوباء «كورونا»، الذي أوقف العالم على قدميه، ودفع بملايين البشر إلى تغيير أنماط حياتهم، خاصة في ظل الأنباء القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا عن التوصل إلى لقاح بفاعلية تتجاوز ال90% في التجارب السريرية التي تمت لاختباره.

تقدم الشركتان الأمريكية «فايزر»، والألمانية «بيونتك» أملاً لملايين الناس، الذين يطحنهم الوباء، ولكثير من الدول التي تنهار اقتصادياً؛ من جرّاء تداعياته، بعدما شل قدرتها على مواجهة هذه الكارثة الإنسانية، خاصة وأن ما يزيد على مليون و200 ألف شخص ذهبوا ضحية للفيروس الذي اجتاح مختلف دول العالم، الذي لم يفرق بين فقيرة وأخرى غنية؛ بل إن الأعداد في بعض الدول الغنية كانت أكبر، على الرغم من الإمكانات الضخمة التي تمتلكها.

وفي حين ركزت كثير من وسائل الإعلام على اللقاح ومدى تأثيره على مستقبل البشرية، ذهب البعض الآخر إلى تسليط الضوء على الأبطال الذين يقفون وراء هذا الإنجاز الكبير، من بينهم الزوجان أوجور شاهين، وأوزلام توريجي، وهما ألمانيان من أصل تركي، ويعملان في «بيونتك» الألمانية، الشريكة مع نظيرتها الأمريكية «فايزر» في اكتشاف اللقاح، الذي من المقرر أن يبدأ توزيعه مع بداية العام المقبل على أبعد تقدير.

يتوقع شاهين أن تعود الحياة إلى طبيعتها في منتصف العام المقبل في بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة وبقية دول العالم؛ لكنه لا يفرط في التفاؤل، فبرأيه لا يزال العالم بحاجة إلى مزيد من توخي الحذر، ويقول إن تغييراً جذرياً لن يحدث بسرعة؛ بل إنه حذر من «شتاء قارس»، خاصة في أوروبا قبل أن تعود الحياة إلى طبيعتها، ويرى أن أفضل شيء يمكن أن يفعله المرء هو ارتداء قناع الوجه، والمحافظة على التباعد الاجتماعي، كما تنصح الدول والجهات الصحية المعنية فيها.

يشرح شاهين في مقابلة أجرتها معه شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل اللقاح، الذي بدأ العمل على إنجازه منذ بدء انتشار الوباء في ووهان الصينية نهاية العام الماضي، وببساطة يلخص السباق من أجل إنتاجه من قبل شركات ومراكز طبية في مختلف دول العالم بالقول إنه «لم يكن سباقاً ضد بعضنا؛ بل هو سباق من أجل الوقت»، فهو يدرك أن العمل كان تكاملياً، والهدف بالطبع إنقاذ البشرية من كارثة يتسبب بها الإنسان نفسه.

وبعيداً عن النجاح الطبي الذي حققه مع زوجته، فإن العالم الألماني يعيش حياة بسيطة، فالرجل لا يملك حتى جهاز تلفزيون في منزله، ويذهب إلى العمل بدراجة هوائية، على الرغم من أن قيمة شركته السوقية وصلت إلى 21 مليار دولار، لكن سيسجل له التاريخ أنه مع شركاء آخرين، أهدى العالم أملاً في التخلص من كابوس الوباء قريباً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"