الشمس المتوهجة

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

تلك الأم تستقبل الصباح بابتسامة، تحتضن فيها أبناءها، لتهيئهم لما هو قادم، وتهمس في آذانهم عن أهمية العلم في بناء مستقبل لكل ناجح، أراد حصد المعرفة، وتطوير ما أمكن من مهارات..
من بداية شروق الشمس وحتى نهاية اليوم.. يزداد الضغط على تلك التي تعمل عن بعد، وتشرف على أبنائها وهم خلف شاشات الحواسيب، والمدرِّسة التي تعمل إلى أوقات متأخرة من الليل، بالإضافة إلى أعمال أبنائها..
تتكاتف الأيدي، وتتعاضد النفوس، للإتيان بأفضل النتائج وأقلها خسارة، فنرى التعاون بين المدرسين وأولياء الأمور والطالب نفسه.. للنهوض بجيل واعٍ، والإحاطة تماماً بالمنهج والتأكد من عدم فقده لأساسيات العلم أو تفويت معلومة مهمة عليه..
تفرغت تماماً للأعمال المدرسية..
وقد احتسبت جل وقتها للوقوف خلف أبنائها سنداً لهم وعوناً لهم وقت حاجتهم..
جهد متواصل، مثابرة بناءة، في الوقت التي تعتقد أنها استنزفت، تعلم تماماً أنها قادرة على العطاء أكثر، فالخيل تزيد من سرعتها قبل وصولها إلى خط النهاية، وذلك لاعتقادها بأنه هذا هو استثمارها..
المسؤولية الكاملة هي التي تقع على عاتق هذه الأم، من توفير بيئة مناسبة، وتخصيص زاوية لكل ابن طالب علم، والبقاء على أهبة الاستعداد دوماً، فليس هناك مجال لتفويت أو تأجيل عمل ما..
ضغط نفسي صاحبه توتر من تحدٍّ وقع بين المتطلبات الإلزامية وبين الإلمام بالثقافة الإلكترونية المطلوبة بالإضافة إلى كثرة البرامج المستخدمة..
تحدٍّ اتخذته بينها وبين نفسها، ونجحت فيه، لأن ما تحدته لقرة عينها، لن يستحيل عليها الوصول إليه..
فهذا الوضع لأول مرة تعيشه، فكانت نعم من اعتمد عليه، أثبتت أنها الأكفأ في تحمله..
هي لا تقوم بذلك لأنه واجب، فقط حب لأبنائها حتى تجدهم في الصفوف الأولى، لا ينقصهم شيء ولا تعضلهم مسألة ما،
أعطت فأغدقت العطاء..
ألغت وأنهت أموراً، لتعطي الأولوية للأهم في حياتها..
فتحية لكل أمٍّ أشعلت ذلك الوهج في داخلها وأنارت به دروب الآخرين..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"