عادي

الفيروسات.. كائنات تخــترق خــلايا الجســم

21:46 مساء
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق: راندا جرجس

تتغلف الفيروسات بغشاء بروتيني أو دهني، وهي كائنات شبه حية، وحجمها لا يزيد على 0.2 مايكرومتر، ويمكن رؤيتها فقط بالمجهر، ولا تسطيع أن تتكاثر أو تنمو خارج الجسم البشري؛ لأنها تحتاج أن تعيش وتتحد مع الخلايا؛ لتستطيع القيام بالعمليات الحيوية والتطور والنمو، وتم اكتشاف حتى قرابة 4.000 نوع، تتسبب معظمها في أمراض متفاوتة الخطورة، ومن الفيروسات المنتشرة الإنفلونزا، الزكام، شلل الأطفال، الجدري، الهربس، الإيدز، الالتهابات الكبدية، ومؤخراً فيروس «كوفيد ـ 19 المستجد».

يقول الدكتور سامح صيام استشاري الحالات الحرجة: إن الفيروسات تنتشر بالعدوى بين الأشخاص؛ لكنها تستهدف على الأكثر الأشخاص الذين لا يتبعون إرشادات الوقاية كالتباعد الاجتماعي، أو نتيجة عدم غسل اليدين باستمرار، ومن يتشاركون الأدوات الشخصية مع غيرهم، وكبار السن والأطفال والحوامل، وكذلك من يعانون نقص المناعة، ومرضى السرطان، والحالات الحرجة، وتراوح أعراض الالتهابات الفيروسية بحسب النوع ومكان الإصابة، فإذا كانت في الجهاز التنفسي فيرافقها حدوث رشح، وزكام، وسعال، وارتفاع درجة الحرارة، أما عندما تصيب الكبد كالالتهاب (A)، فربما تحدث نفس العلامات إضافة إلى القيء والإسهال وزيادة نسبة الصفراء بالجسم.

أسباب الإصابة

يوضح د.سامح أن الفيروسات يمكن أن تنتقل بعدة طرق، فهي تنتشر عن طريق اللمس أو اللعاب أو استنشاق الهواء، أو من خلال تبادل الحقن الملوثة بالدم المصاب بالعدوى، أو الاتصال الجنسي، أو بعض الحشرات وخاصة القراد والبعوض، ويسهم الماء والغذاء الملوثان بنقل العدوى؛ إذ إنهما يعدان مصادر أخرى محتملة للعدوى الفيروسية. ويضيف: يتم تشخيص العدوى باستخدام تقنية الـ (بي سي آر)، أو ما يطلق عليه التحليل الكمي للكشف عن الفيروسات؛ لأنه من أكثر التقنيات الدقيقة في هذا المجال، كما يمكن أن يتم الكشف عنها عن طريق تقييم تأثير الفيروس على وظائف الجسم الحيوية.

طرق علاجية

يذكر د.سامح أن علاج الفيروسات يتم من خلال مجموعة من العقاقير التي تعمل على تثبيط الفيروس وتحد من انتشاره، وتقلل أعداده داخل الجسم، كأدوية الالتهابات الكبدية (ب،ج)، كما ظهرت في السنة الأخيرة بروتوكولات لعلاج فيروس «كوفيد ـ 19 المستجد»؛ ولكنها ما تزال تخضع للتقييم والبحث المستمر، وتجدر الإشارة إلى أن الإصابة بأنواع الفيروسات المعدية، يمكن أن تعود مرة أخرى لنفس الشخص، وخاصة مع وجود ضعف المناعة؛ حيث يقوم الفيروس بالتغيير من نفسه باستمرار واستنساخ نسخ جديدة، لا يستطيع أن يميزها الجسم.

اللقاحات المضادة

يؤكد د.سامح أن اللقاحات المضادة تلعب دوراً مهماً في الوقاية، وتقلل من خطر الإصابة بالفيروسات المعدية، وتتوفر أنواع عديدة من التطعيمات للمساعدة في الحماية، ونذكر منها على سبيل المثال: التهاب الكبد الوبائي بأنواعه، الحصبة، النكاف، الجدري المائي، الهربس النطاقي (القوباء المنطقية)، وكذلك السلالات المسببة لسرطان عنق الرحم الناجم عن فيروس الورم الحليمي البشري، شلل الأطفال، داء الكلب وفيروس الروتا، وتختلف اللقاحات في فاعليتها وفي عدد الجرعات اللازمة لمنح الوقاية اللازمة، فربما تتطلب بعض الفيروسات تطعيمات معززة كل فترة للمحافظة على المناعة مثل لقاح الإنفلونزا الموسمي.

كوفيد ـ 19 المستجد

يذكر الدكتور أحمد عبد الحميد أخصائي الأمراض الباطنية، أن فيروس «كوفيد ـ 19 المستجد» هو أحدث سلالات الفيروسات التاجية، التي تم اكتشافها بعد تفشي أعراضها بشكل كبير في نهاية عام 2019، وتنتقل العدوى بشكل مباشر عن طريق رذاذ إفرازات الجهاز التنفسي من المصاب أثناء العطس أو السعال، أو بشكل غير مباشر من خلال ملامسة أسطح ملوثة بهذا الرذاذ، ثم لمس الوجه، وأشارت بعض الدراسات إلى قدرة الفيروس على التواجد في الهواء لبضعة ساعات، وما تزال الأبحاث مستمرة عن حقيقة انتقال فيروس «كورونا» المستجد عن طريق الهواء.

أعراض وعلامات

يوضح د.أحمد أن أعراض الإصابة بفــــيروس «كوفـــــــــيد ـ 19 المــــســتجد» تتفـــــاوت بحسب شدة العدوى، وتصنف من بسيطة إلى متوسطة؛ حيث يعاني 80% ارتفاعاً في درجة الحرارة، إلى جانب حدوث الإجـــــهاد، وآلام في الجسم، والسعال، واحتقان الحلق والأنف، وفقدان حاسة الشم والتذوق، وربما يرافقها حدوث إسهال وقيء، وعندما تشتد علامات المرض تكون هناك صعوبة في التنفس، واضطراب في درجة الوعي، أما الحالات الحرجة فتستدعي وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي.

فحوص واختبارات

يبين د.أحمد أن تشـــــخيص فيروس «كوفيد ـ 19 المستجد» يتم من خلال تحليل تفاعـــــــــل (البلومــــــيراز المتسلسلسل) لاكتشاف الحمض النووي الموجـــــــود في إفرازات الجهاز التنفســــــي، ويعــــــد هـــــــــذا الاخــــتبار التشخيصي الأدق حتى الآن، ويمكن عمل فحص تحديد الأجسام المناعية ضد الفيروس في الدم، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه في المراحل المبكرة للإصابة، ويمكن استخدامه فقط في حالات استثنائية.

خطة علاجية

يلفت د.أحمد إلى أنه لا يوجد علاج مؤكد لفيروس «كوفيد ـ 19 المستجد» حتى الآن، ولكن أكثر من 80% من الحالات لا تحتاج إلا الراحة، ووصف بعض الأدوية لعلاج عوارض المرض، إلى حين حدوث الشفاء.

وهـــناك بعــــــض النصــــــائح الطــــــــبية، التـــــي تسهــــم في تنشيط الجهاز المناعـــــــي، والوقــــــاية من الإصابة، كشرب السوائل بكــــــثرة، تنظيم وقــــــــت وعـــــدد ساعات النـــــــوم، تنـــــاول الغــــــــــذاء بشكل مـــتوازن وصحي، ممــــــــارسة الرياضة بانتظـــــام، تجـــــنب الإرهاق الشــــديد فــــــي العمل، والابتعـــــاد عن الضغوط العصبية، والإقلاع عن التدخين.

فئة مستهدفة

تشير الدكتورة نور هشام طبيبة الصحة العامة إلى أن هناك العديد من أنواع الفيروسات التي يمكن أن تهاجم جسم الإنسان، وتراوح شدة الفيروسات ودرجة خطورتها بحسب نوع الإصابة، ويعد كبار السن ومرضى نقص المناعة، الضغط، وداء السكري، والمشكلات القلبية وآفات الجهاز التنفسي، والسمنة، والمدخنين هم الأكثر عرضة للإصابة.

أنواع شائعة

توضح د.نور أن عدوى البرد تعد من الفيروسات الأكثر انتشاراً، وتستمر دورة حياته من 7 إلى 14 يوماً، وينجم عنه احتقان الحلق، وعطس، ورشح الأنف، واحمرار أو حرقة في العين، ويصيب فيروس الجهاز الهضمي منطقة البطن والأمعاء الغليظة، ويرافقه حدوث آلام شديدة، وتقلصات، وإسهال، ورغبة في القيء وغثيان، أما فيروس الإنفلونزا فيتسبب في الشعور بالإرهاق والتعب العام، وارتفاع درجة حرارة الجسم، الصداع، احتقان أو جفاف في الحلق، والسعال، ويظهر في درجات، وهي:

- النوع A,B، يحدثان بسبب تغير الفصول واختلاف درجات الحرارة.

- النوع C الذي يصيب الأشخاص بنسبة أقل وتكون الأعراض أقل حدة من النوعين السابقين.

عادات خاطئة

تنوه د.نور إلى أن هناك مجموعة من العادات اليومية غير الصحيحة التي يمكن أن يمارسها الأشخاص، وتعرضهم للإصابة بعدوى الفيروسات وانتقال الجراثيم، مثل:-

- فرك العين باليد من دون غسلها جيداً، من أبرز الطرق التي تنقل العدوى بسهولة، واستعمال المنديل الواحد أكثر من مرة.

- مشاركة استخدام الأدوات الشخصية، وملامسة مقابض الأبواب من دون تعقيم، وخاصة دورات المياه.

- عدم ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، والسلام عند اللقاء بالأحضان والتلامس المباشر.

نصائح وقائية

توصي د.نور ببعض النصائح الوقائية والإرشادات العامة؛ للحماية من عدوى انتقال الفيروسات بين الأشخاص، وتتمثل في الاهتمام بنظافة اليدين، وعدم ملامسة العين، وإلقاء التحية من دون الحاجة للتلامس المباشر، واستخدام المناديل المعقمة عند ملامسة مقابض الأبواب وإلقائها في سلة المهملات، وعدم تبادل ومشاركة الأدوات الشخصية، وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة.

الالتهاب الكبدي 

يعد الالتهاب الكبدي من الفيروسات الخطرة التي تهدد حياة العديد من الأشخاص على مستوى العالم، وهناك ثلاثة أنواع هي الأكثر انتشاراً عن غيرها، وهي:-

- التهاب الكبد A فيروس خفيف يصيب الشخص نتيجة الماء أو الغذاء الملوث، ويمكن علاجه في فترة قصيرة.

- التهاب الكبد B الذي ينتقل عن طريق الدم أو الحقن الملوثة بالفيروس، والعلاقات الجنسية، ويمكن أن ينتقل أيضاً من الأم إلى الجنين أثناء الحمل.

- التهاب الكبد C الذي يصيب الأشخاص نتيجة نقل الدم الملوث، وكذلك من الأم إلى الجنين، وفي السنوات الأخيرة زادت نسبة الشفاء منه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"