دردشة في الهالووين الكوروني

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

عبد اللطيف الزبيدي

هل يمكن بناء التحليلات العقلانية الرصينة، على أسئلة ساذجة بلهاء؟ جائز، أينشتاين قال إن كل بحوثه ونظرياته في الفيزياء، قامت على الأسئلة الطفولية التي كانت تراوده حين كان مراهقاً في الخامسة عشرة.

اليوم، مهما تكن مجالات اهتماماتك ومستوى ثقافتك، معذرة، ومستوى قدراتك الذهنية ومداركك واتساع زاوية رؤيتك، فإنك لا تستطيع أن تظفر من يومك بدقائق تنعتق فيها من قيود كورونا. صارت الحياة مشاهد هالووين واقعية. غدت أخبار الحروب والقتل والدمار نثريات ثانوية لا تثير الانتباه، فما كل البلدان ولا كل المدن تعيش جحيم الوغى الكريهة الهيجاء، في حين أنك في كل لحظة تصاب بالرعب وتكاد تطلق رجليك للريح، إذا صادفت آدمياً: «عوى الذئب فاستأنست بالذئب؛ إذ عوى..وشاهدت إنساناً فكدت أطيرُ». 

أضحيت تخاف أمك وأباك وزوجتك وأخاك، تكاد تردد: «اللهم اكفني شر أهلي وأصدقائي وزملائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم». خلاصة كل ذلك في سؤال: هل لهذه الحرب الواقعية علاقة بتجارة الخوف؟ كن حليماً وتقبّل هذه السذاجة، أعطها فرصة يانصيبيّة، لا أكثر، فالتحليلات أحياناً أبعدها من الذهن أصدقها.

 سؤال أشد بلاهة: خسائر الاقتصاد العالمي جراء جائحة «كوفيد- 19»، لا تقل عن ثلاثين تريليون دولار، فهل يعقل أن تقيّد الكارثة ضد فيروس لا يُرى؟ من المستفيد إذا كانت مبيعات اللقاح لسبعة مليارات آدمي لا يمكن أن تساوي حتى جزءاً ضئيلاً من رقم الخسائر؟ هل يمكن أن تكون حسابات المخططين نطحت الصخر ولم تحقق «الآمال» الإجرامية؟ هل تستطيع أن تخطو خطوة أبعد على طريق السذاجة؟ إذا كان الأمن هو أهم شيء لدى القوى العالمية، وأن المعلومات هي في مقدمة ما يخدم الغرض ويوصل إلى الأهداف، فهل تكون القوى العظمى ذات مئات ملايين النفوس حققت مآرب شتى في هذا المجال، إضافة إلى الأهم، ربما، وهو جمع المعلومات عبر العنكبوتية وسائر الأجهزة؟ ليس هيناً أن تمسك بخناق المليارات إلكترونياً. ثم، تأمل إلى أين قفزت أرقام الشركات المتغولة التي تتاجر «أونلاين». حاول إعداد قائمة للأطراف التي تنطبق عليها المقولة: «مصائب قوم عند قوم فوائد».

لزوم ما يلزم: النتيجة الحذريّة: السذاجة التي يجب عدم نسيانها، هي أن التوزيع الأوركسترالي للخوف العالمي، قد يكون تمهيداً لمعزوفة أسوأ.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"