آهٍ.. لو يعلم العرب

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

عبد اللطيف الزبيدي

بماذا سيختلف المستقبل عن الماضي؟ سؤال متأخر، فالحاضر صار منذ عقود متبايناً عن الماضي. يبقى أن السؤال في محلّه. صحيح أن العلم غيّر مجرى الحياة ومفهومها، وكل المفاهيم من الذرة إلى الكون، لكن العقود الأخيرة حققت فيها العلوم قفزات لم تكن لتخطر على بال أي عفريت. آه.. لو يعلم العرب.

لقد حدث شيء أهم من تقدم العلوم. لم يعد ثمة شيء قابل للفهم والتطبيق من دون الفيزياء. أينشتاين صاحب المقولة: «ثمة علم واحد هو الفيزياء، الباقي كله تفاصيل»، ولكن ألم يكن يكتشف ألف بُعد جديد لمقولته، لو كان اليوم موجوداً؟ لقد كانت الفيزياء تشق عشرات المسالك للعلماء والمهندسين، منذ عقود، ولكنها اليوم ضرورة لا غنى عنها في جميع ميادين الحياة اليومية، والتخصصات العلمية، أما علوم الكون فلا تقدم فيها ذرة من دون فيزياء. التاريخ، الأنثروبولوجيا، الاقتصاد، التحليل النفسي، فلسفة العلوم، علم الآثار والمخطوطات، الفنون، الآداب (الحاسوب العملاق يحدد الأصيل والمنحول في أساليب النصوص الشعرية والنثرية).

أطلق العنان لخيالك العلمي: هل ستشهد المناهج ثورة في النصف الثاني من هذا القرن؟ بعد ثلاثين سنة ستغدو حواسيب الكوانتوم مثلما هي الهواتف الجوالة اليوم، وسيكون الحاسوب العملاق آنذاك معادلاً لقدرات تريليونات الحواسيب اليوم. لا ننس أن مسبار «فويجر1» الذي أطلق سنة 1977 لا يزال يرسل الإشارات، وطاقة حاسوبه أقل من الهاتف النقال اليوم، وهو على مسافة 17 سنة ضوئية خارج المنظومة الشمسية. هذه «فركة كعب» كونية، مجرد 170 ألف مليار كيلومتر.

دع خيالك يشطح، إن طالب الأدب سنة 2060 سيدرس الفيزياء أولاً، منذ الابتدائية، ولن تكون من دون الرياضيات، ثم يختار مثلاً الآداب، علم النفس، الاجتماع. اسألوا «جوجل» عن كتب الفيزياء والكيمياء والأحياء لأطفال سن الخامسة. سيصبح عادياً أن ترى دكتور فيزياء في الخامسة عشرة. الفيلسوف البريطاني برتراند راسل لا يمزح حين قال: «لغة المستقبل ستكون معادلات». 

قد تكون عبارته بعيدة نوعاً ما، أقرب منها مقولة ستيفن هوكينج: «إن فيزياء المستقبل هي الميتافيزيقا» (الماورائيات). لكن لا حرج على التفكير في أسلحة سنة 2050. أمامكم ثلاثون عاماً. وإلا فنوماً لذيذاً.

لزوم ما يلزم: النتيجة المنهجية: لتيسير الفيزياء، تبرع القلم بنظمها على طريقة ألفية مالك، من ذلك: في الذرة بروتونٌ ونيوترونْ.. وحولها دارَ الإلكترونْ... ثلاثةٌ كواركاتُ بروتونها.. طاقاتها تكمن في أتونها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"