«رواد مواقع» عرب

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين

أصبحت متابعة مواقع التواصل، عادة يومية لدى أغلبية الناس، سواء في أوقات الفراغ أو حتى في زحمة الحياة، لكن معظمنا قد يسعدون بمتابعة من يُعرفون بـ«المؤثرين» الذين لديهم محتوى جيد، فيه المعلومة والتحليل أو التسلية، ولكن للأسف، فإن كثيراً من هؤلاء المؤثرين «فعلاً» من الأجانب، ولم نلحظ وجود منتج محتوى عربي يشار إليه بالبنان، أو يكون معروفاً خارج بلده الأصلي.
ولا نتكلم هنا عن «رواد التواصل» الذين يقدمون محتوى سياسياً، ولكل منهم أغراضه ومموّله؛ بل نتكلم عن المحتوى المعرفي أو الترويجي أو السياحي أو الشعبي؛ لأن الباحثين عنه أصبحوا كُثراً أيضاً، ومن ثم فهو مفيد للعامة وللمختصين في مجالاته.
وفي الحديث عن صناعة المحتوى الرقمي، فإنه يكتنفها الكثير من التحديات؛ لأن جذب الناس للمتابعة أصبح من الصعوبة بمكان، وسط هذه الأمواج من الناشطين، وكذلك فإن الاستمرار في الاحتفاظ بالمتابعين فيه صعوبة كبيرة أيضاً؛ لأن هذا الناشط على بُعد كبسة زر واحده لإلغاء متابعته، إذا لم يعد «محترفاً» ومقنعاً.
للأسف، لدينا ناشطون كُثر، لكنهم محليون، كل واحد منهم معروف في بلاده، وليس لدينا ناشط عربي يعرف في أكثر من مكان، أو لدى الغرب، إلا الناشطات اللواتي يعرفهن الجميع، وليس لديهن محتوى غير الغناء والرقص.
مجال «السوشيال ميديا» خصب وكبير، وقد يصنع نجوماً بين عشية وضحاها، والكل بفضل هذه التقنيات وسرعة انتشارها أمامهم الفرصة نفسها للإبداع وتقديم المحتوى الجميل واللائق بالناس جميعاً، على اختلاف أذواقهم واهتماماتهم.
هذه المواقع، على علّاتها، أجمل ما فيها أنها ألغت الحدود، وأتاحت الفرص ـ بالتساوي ـ للجميع للنجاح والإبداع، وهذه الميزة متاحة أمام الشباب لإنتاج محتوى لائق، ومضمونه مفيد، حتى لو كان ترويجياً أو سياحياً، فالحديث عن مكان جميل أو بلد يمتاز بمقومات لا نعرفها، له زبائنه أيضاً وقد نقصد هذا المكان بسببه، حتى وإن كان منتجه معداً مقابل أجر.
للأسف وحتى الآن، إذا قصدت دولة عربية الترويج لمنتجاتها السياحية، فإنها تبحث عن رواد تواصل أجانب يتابعهم الملايين، حتى تضمن وصول صوتها أو صورتها إلى أوسع شريحة ممكنة، فضلاً عن مقدار الصدقية التي يتحلى بها هؤلاء، ولم نشاهد حتى اليوم أي عربي يقدم محتوى مقبولاً لدى الجميع مثل الأجانب.
بعض «المؤثرين» العالميين لهم من يُدير أمورهم في مواقع التواصل، لكن المؤكد أنهم أساس البذرة الناجحة، ولا يمنع أي مؤثر عربي أن يستخدم كل الوسائل لينجح، ولا ننسى أن لدينا جانباً أكاديمياً مهماً عبر «نادي رواد التواصل العربي» التابع لنادي دبي للصحافة، الذي يقدم «دبلوم المؤثرين»، فلماذا لا نستفيد منه أو من أي مجال آخر لنرى مؤثراً عربياً حقيقياً؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"