اختارت إحدى شركات التكنولوجيا المالية الخاصة الأكثر قيمة في وادي السيليكون، دبي مركزاً لعملية توسّعها الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويأتي إعلان عملاق المدفوعات الرقمية «سترايب» فتح مكتب خاص له في الإمارات وفي دبي تحديداً بعد أسابيع فقط من جولة التمويل الأخيرة، والتي رفعت قيمة الشركة إلى 95 مليار دولار، مما جعلها واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا المالية الخاصة قيمة في العالم.
وقال مات هندرسون، مدير أعمال الشركة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مقابلة حصرية مع «سي إن بي سي»: «إن فرصة الشركات الناشئة في الإمارات هائلة، وهناك فرصة كبيرة جداً أمام «سترايب» للنجاح أيضاً».
تأسست «سترايب» في عام 2010 من قبل شقيقين من إيرلندا، هما باتريك وجون كوليسون، وتعتبر اليوم منافساً مباشراً لشركات ذات سمعة كبيرة في مجال المدفوعات الرقمية مثل «باي بال» و«أدين» و«سكوير». وتبلغ ثروتهما اليوم أكثر من 11 مليار دولار.
لماذا دبي؟
قال هندرسون: «من الواضح أن الإمارات تتمتع باقتصاد رقمي مزدهر. وباستطاعة الشركات العاملة داخلها الآن استخدام «سترايب» لقبول المدفوعات عبر الإنترنت».
من جانبه أشار برنامج إدارة الصالات الرياضية «Glofox»، وهو مستخدم عالمي بالفعل لـ «سترايب» في بيان، «إلى أن إطلاق المنصة الجديدة في الإمارات يُعد حافزاً مهماً للعلامات التجارية العالمية مثل علامتنا لتوسيع نشاطها وخدماتها في بلد رقمي بامتياز».
وأضاف هندرسون: «لطالما ساعدت دبي على جلب منصات التكنولوجيا إلى صميم عمل كثير من الشركات ودفعتها نحو العالمية، وستكون «سترايب» إحدى هذه الطرق نحو النمو والتفاعل مع المستثمرين، وفتح أسواق جديدة».
وفي مقابلة مع «سي إن بي سي» العالمية قال هندرسون: «لقد ساعدت إجراءات الإغلاق في جميع أنحاء العالم على تسريع التجارة الإلكترونية، والإمارات العربية المتحدة ليست استثناءً. ووفقاً لإدارة التجارة الدولية، من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق التجارة الرقمية في الإمارات 27.1 مليار دولار بحلول عام 2022.»
وتابع هندرسون حديثه قائلاً: «لقد رأينا خلال العام الماضي فقط أكثر من 600 مليون دولار من الاستثمار في الشركات الناشئة في الإمارات. ومن الواضح تماماً أن المكونات والعناصر الأساسية موجودة لتحقيق مسار أكبر بكثير». مشيراً إلى أن الإمارات تحتضن مزيجاً من المواهب والفرص الاستثمارية وريادة الأعمال أيضاً. لذلك يرى بأنه سيكون هناك الكثير من الأعمال التكنولوجية الناشئة والمثيرة للاهتمام داخل الإمارات».
التوسع في أسواق جديدة
وقد سجلت «سترايب» دخولها المنطقة من خلال إطلاق مكتبها في مدينة دبي للإنترنت والذي يعدّ أول مكتب للشركة في منطقة الشرق الأوسط. ويشكل افتتاح المكتب الجديد الحجر الأساسي لاستراتيجية التوسع التي بدأتها شركة سترايب في منطقة الشرق الأوسط.
ويمكن للشركات العاملة عبر الإنترنت في الإمارات استخدام منصة سترايب لقبول وإرسال المدفوعات عبر الإنترنت واستخدام أدوات مكافحة الاحتيال لمنع المعاملات الاحتيالية عبر الإنترنت بالإضافة إلى الاستفادة من فرص التوسع نحو أسواق جديدة واستقطاب عملاء جدد في جميع أنحاء العالم. ومن ناحية أخرى، فإن إعلان اليوم يمكن الشركات والعلامات التجارية العالمية الرائدة التي تستخدم تطبيق سترايب من الاستفادة من انطلاق أعمال الشركة في الإمارات العربية المتحدة لتتمكن من دخول الأسواق في المنطقة وتقديم منتجاتها وخدماتها إلى شريحة أوسع من العملاء.
كما ستساهم منصة سترايب السريعة والآمنة عبر الإنترنت في مساعدة الشركات الإماراتية في الوصول إلى هدفها في اقتصاد الإنترنت وتشغيل أعمالها بشكل مبسّط وفعّال. وزادت القيمة الإجمالية لمعاملات الدفع الرقمي في الإمارات إلى أكثر من الضعف في العامين الماضيين، حيث بلغت قيمة المعاملات 18.5مليار دولار في عام 2021، إذ ساهمت تدابير الإغلاق في تسريع وتيرة التجارة الإلكترونية. ومن المتوقع أيضاً أن يستمر نمو التجارة الإلكترونية في الإمارات، حيث من المرتقب أن يضيف القطاع ما يقارب 10 مليارات دولار أخرى على مدى العامين المقبلين.
عمار المالك: تشكل إضافة نوعية وتعزز مكانة دبي
في إطار تعليقه على إطلاق سترايب في الإمارات، قال عمار المالك، المدير العام لمدينة دبي للإنترنت: «يسعدنا الترحيب بشركة سترايب ودخولها إلى المنطقة عبر مدينة دبي للإنترنت، ونحن على ثقة بأنها ستشكل إضافة نوعية وتعزز مكانة دبي كمركز عالمي للتكنولوجيا والمواهــــب، لا سيمــــــا وأن قطـاع التكنولوجيا المالية أصبح فــــي قلب التحول الرقـمي، ومحركاً للنمو فـــي كثير مـن القطاعات القائمة على المعرفة. كمــا أن انطــلاق أعمــــال الشركة محلياً سيسهم في تعزيز النمو الاقتصاد الرقمي وتسارعه، إضافة إلى أنها ستستفيد من الفرص الموجودة في منطقتنا. وبصفتنا مركزاً رائداً في مجال التكنولوجيا، نتطلع إلى مواصلة العمل مع العلامات التجارية العالمية لدعم بيئة الأعمال التكنولوجية، وهو ما قمنا به طوال السنوات العشرين الماضية».
