عادي

د. أحمد حسن: أعواد الثقاب تظهر جمال المعالم

22:25 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
1

حوار: مها عادل

بعيون الطبيب الفاحصة، نجح الطبيب المصري د. أحمد حسن، في دراسة أبعاد وملامح مجموعة من أهم المعالم التاريخية والسياحية حول العالم، وإبداع مجسمات مصغرة منها باستخدام أعواد الثقاب، وحقق شهرة على مواقع التواصل مؤخراً، عبر المشاركة ب 30 قطعة فنية في معارض فردية وجماعية. كما نجح في حصد إعجاب الملايين من رواد مواقع إلكترونية عدة.

في السطور التالية نقترب منه أكثر لنتعرف إلى تجربته الثرية وهوايته الفريدة من نوعها وسر اهتمامه وإتقانه لهذا النوع من الفن وأحلامه وطموحه في هذا المجال.

عن بداية ارتباطه بهوايته وعلاقتها بتخصصه كطبيب يقول: هي مجرد هواية لا تمت لمهنة الطب بصلة، ولكنني أعتقد أن الهواية كلما كانت بعيدة عن مجال العمل الأصلي تحقق الاستمتاع بشكل أكبر، وعلاقتي بهوايتي بدأت في ثمانينات القرن الماضي، عندما قرأت خبراً عن شخص أجنبي يصنع مجسمات من أعواد الثقاب وأعجبتني الفكرة وبدأت أحاول تنفيذها، ووجدتها هواية جميلة وممتعة، فأعواد الثقاب خامة سهلة متوفرة واستخدامها يحتاج لأدوات بسيطة من أجل التقطيع واللصق، وكل الإبداع يأتي من الجهد والمهارة الشخصية في العمل ومراعاة النسب، ومع الممارسة اكتسبت مهارات في تطويع الثقاب بالشكل الذي أريد، فتحويل المعالم الأثرية لمجسمات من أعواد الثقاب يظهر جمالها.

حول معايير اختيار المعالم والمباني التي يحولها إلى مجسمات يوضح: معظم المعالم التي نفذتها بمصر كانت بناء على معاينة شخصية للمبنى؛ إذ أرصد خلال الزيارة مظهره المعماري وسماته وتصميمه وأبدأ في تنفيذه مثل، قصر البارون وقصر السكاكيني وقلعة قايتباي وجامع محمد علي وقصر المنتزة، فهذه المعالم زرتها وفحصتها وأعجبتني فقمت بصناعة نماذجها وهناك أعمال أخرى ارتبطت بمناسبة فمثلاً عندما أصبح قصر عزيزة فهمي بالإسكندرية مهدداً بالهدم صممت نموذجاً له وهناك نماذج أقوم بتصميمها عن طريق تصفح صور وكتب أو مراجع قديمة لأحيي ذكراها لأنها اندثرت بالفعل مثل مكتبة الإسكندرية القديمة وفنار الإسكندرية.

وعن أهم المعالم العالمية التي جذبته يقول: نفذت مجسمات لمعالم عالمية، وأسهم ذلك في زيادة التعريف بأعمالي في الخارج ونشرها، ومن لندن صممت مجسم «تاور بريدج»، إلى جانب معالم من فرنسا وروسيا والصين.

حول خطوات تنفيذ المجسمات يقول: أغلب التصميمات من خارج مصر، وتعرفت إليها من خلال الصور وبعض الرسومات الهندسية الخاصة، وبعد مرحلة جمع المعلومات أضع خطة عمل للتنفيذ، وإذا توفر الرسم الهندسي للمكان يسهل مهمتي في تحديد الأطوال والمقاسات. والخامات الأساسية المستخدمة بسيطة مثل أعواد الثقاب ومادة اللصق وآلة القطع، ثم يتم ترتيب وتركيب الأجزاء سوياً ولا أستخدم أي مادة أخرى غير الثقاب ثم تأتي مرحلة التغليف بطبقة من دهان البلاستيك لحفظ الخشب من الأتربة وليسهل الحفاظ عليه وتنظيفه، وإذا احتاج المجسم إضاءة داخلية استخدم الورق الشفاف الملون.

وعن خططه لتسويق المجسمات يقول حسن: هذه القطع الفنية ليست للبيع للأفراد، لأن الملكية الفردية تحجبها عن كل هواة الفنون والمهتمين بهذا المجال وقد تضيع للأبد، ولكنني أهتم بفكرة بيعها لأماكن عرض دائم مثل المتاحف حتى تتوفر أمام هواة الفنون طوال الوقت. ويضيف: نظمت معرضاً لأعمالي عام 2017 في دار الأوبرا المصرية، وساعدتني زوجتي في التنظيم، وهذه الخطوة نقلت هوايتي إلى المجال العام فتوالت بعدها العروض لمشاركتي في أنشطة فنية عدة، مثل معرض أقيم بمناسبة مرور 150 سنة على افتتاح قناة السويس وشاركت فيه بقطعتين هما يخت المحروسة ومجسم المبنى التاريخي لهيئة قناة السويس، وأهديت القطعتين لمتحف قناة السويس بعد انتهاء فعاليات المعرض، كما شاركت مجموعة من الفنانين المصريين في معرض خاص يقدمون فيه مجسمات مصغرة لمعالم مختلفة. والحقيقة كلما شعرت بردود الفعل الجيدة حول أعمالي يزداد طموحي بإقامة معرض دائم لهذا النوع من القطع الفنية بمصر، وحالياً أمتلك أكثر من 30 قطعة ومجسماً بأحجام مختلفة تجسد نماذج مختلفة ومتنوعة عن الفنون المعمارية وملامح عن التراث والفلكلور المصري.

حول دعم أسرته يقول: أفراد أسرتي شركاء في كل خطوة من العمل بداية من اختيار الفكرة وحتى انتهاء المشروع، وابنتي الكبرى مهندسة ولذلك فهي مسؤولة عن جمع المعلومات والتصميمات الهندسية، وزوجتي هي أكبر الداعمين لي والمسؤولة عن تنظيم المعارض والقيام بالدعاية، وتدير مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرض هذه الأعمال، وحصدت الكثير من الأعمال والمجسمات ردود فعل وتعليقات فاقت توقعاتي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"