عادي
تصرفات فردية غير مسؤولة وعدم التزام بالإجراءات

مفاهيم خطأ متداولة بعد الحصول على اللقاح

01:02 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

مفاهيم خطأ يتداولها البعض بعد حصولهم على لقاح «كوفيد 19»، إذ يظنون أنهم محصنون 100%، ولن يصابوا بالعدوى، فلا يلتزمون بالإجراءات الاحترازية. فما السبب الذي يجعل هؤلاء يخمّنون ذلك؟ وما الحقيقة العلمية فيما يخص الحاصلين على اللقاح؟ وهل هم معرضون للعدوى؟ وكيف نرفع وعي المجتمع بأهمية الاستمرار باتباع الإجراءات الاحترازية؟ وما الإجراءات الصحيحة الواجب اتباعها بعد الحصول على اللقاح؟ وما أبرز السلوكات الخطأ التي يمارسها بعضهم، بعد الحصول على اللقاح؟

أوصت منظمة الصحة العالمية، بالاستمرار في تطبيق التدابير الاحتياطية، وخاصةً ارتداء الكمامات، والتباعد، وغسل اليدين، وعدم التجمع في مجموعات كبيرة، بالنسبة للذين تلقوا اللقاح، خاصة في ظل عدم توافر معلومات كافية عن مدة استمرار المناعة الناتجة عن اللقاحات.

وقالت: ليس من المعروف حتى الآن ما إذا كانت اللقاحات تحمي الأشخاص أيضاً من الإصابة بالعدوى، أو تحمي من نقل العدوى إلى شخص آخر، لذلك لا بدّ من الالتزام بالتدابير الوقائية.

ضرورة توخّي الحذر

قالت الدكتورة إيمان العبار، اختصاصية الطب الباطني في المستشفى السعودي الألماني عجمان: نحن في هذا الوقت نواجه وباء كورونا بتداعياته كافة، واللقاحات التي باتت متوافرة، هي الأمل الواعد بالخلاص منه بأقرب وقت، لأن هذه المسألة تحتاج بالضرورة إلى مدة من الزمن حتى نحقق الغاية المرجوة، فإن سلوكنا في هذه المرحلة الحرجة، قد يدفع البشرية قدماً أو يجعلها تتقهقر إلى نقطة الصفر أو ربما دون ذلك. ومن جملة تلك الأفعال، أولاً اعتقادنا بأن اللقاح يعطي مناعة فورية وهذا خطأ، فإن الجسم يحتاج إلى بضعة أسابيع، حتى تكتمل ردة فعله بتشكيل الأجسام المضادة، وتكوين ذاكرة عند الخلايا المناعية تجاه هذا الفيروس، ليكون مستعداً للقضاء عليه في حال التعرض له.

ثانياً: الاعتقاد بأن اللقاح حماية للمتلقي وللمخالطين، على السواء خطأ أيضاً، إذ إنه وبعد تشكل المناعة، فإنها تحمي متلقي اللقاح، ولكنه يبقى معدياً وناقلاً في حال أصيب، بدون ظهور أعراض.

ثالثاً: الاعتقاد بأن اللقاح يعطي حماية دائمة وكاملة، خطأ أيضاً، لأن الغرض من أي لقاح لأي مرض، هو بالدرجة الأولى لمنع حدوثه نهائياً، أو على الأقل تخفيف حدته، ومنع حدوث مضاعفات أو وفيات.

رابعاً: الاعتقاد بأن اللقاح نفسه يسبب المرض، ما يجعل الكثير يحجمون عن أخذه مؤخّرين بذلك العجلة عن بلوغ غايتها؛ وهذا اعتقاد خطأ، فإن جملة الأعراض التي تحدث بعد تلقي جرعة اللقاح، ما هي إلا دليل على حدوث ردة الفعل المناعية للجسم وقد تكون مؤشراً إيجابياً لفاعلية اللقاح. وكل حالة إيجابية كشفت بعد تلقي اللقاح، ما هي إلا نتيجة لتعرض الشخص قبل اللقاح مباشرة أو بعده.

وأضافت: لذلك فإن على الجميع الاستمرار بالالتزام بالإجراءات الاحترازية في كل وقت وكل تجمع، ويجب أن يزداد الحرص عند وجود أي فرد غير معلومة حالة اللقاح عنده أو أي فرد من الفئات العالية الخطورة، لتطوير مرض شديد في حال إصاباته بفيروس «كورونا»، ليستمر بأخذ الاحتياطات كافة.

يخفف ولا يمنع

وأكد د. محمد زيدان، طبيب عام في مستشفى «إن إم سي رويال» الشارقة، أن لدى الكثير من الأشخاص اعتقاداً خطأ، بسبب المفاهيم الطبية المنتشرة، بأن التطعيم ضد مرض ما، يعني بالضرورة الحصانة التامة منه، فالتطعيم يعني تقليل الأعراض وتقليل المضاعفات، ولا يمنع المرض.

وقال: متلقو التطعيم يحتاجون إلى مدة تصل إلى أربعة أسابيع، لتتكون لديهم مناعة مقبولة من المرض، وهذا بعد الجرعة الثانية. ولا بدّ من الحذر بعد ذلك، حيث إن هناك احتمال 15% بأن يصابوا بالمرض وينقلوه، بدون ظهور الأعراض عليهم، ولا بدّ من نشر الحقيقة العلمية، أن التطعيم لا يمنع الإصابة ونقل العدوى، ولكن سيقلل من احتياجهم للعلاج بالمستشفيات فقط. ولكن ليس مضموناً عدم حدوث وفيات 100%، حتى بعد التطعيم، تبعاً لمناعة الأشخاص والمدة التي فصلت بين التطعيم والإصابة. لافتاً إلى أنه بعد التطعيم يفضل أن الالتزام بالتباعد أكثر من قبل، لتكون هناك فرصة جيدة للتطعيم أن يولد الأجسام المناعية بكمية كافية لمنع المرض.

وأضاف: أكثر ما يفعله المطعمون خطأ، أن تراهم يتركون ارتداء الكمامة ويبدأون بالتزاور والاقتراب من الآخرين، بشكل خطر على صحتهم ولذلك أصيب منهم الكثير بالمرض بعد التطعيم.

التثقيف الصحي

وأكد د. ديباك دوبي، اختصاصي الطب الباطني أن لقاح «كوفيد 19» يطور أجساماً مضادة للفيروس، لكنها ليست محمية بنسبة 100%. على سبيل المثال، في حالة اللقاحات لأمراض مثل الحماق، تحدث العدوى، ولكنها أقل خطورة، ويمكن زيادة وعي المجتمع بالتثقيف الصحي.

وقال: في حالة لقاح «كوفيد 19»، لا تزال البيانات طويلة المدى غير متوافرة، ومن السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاج. لذلك، يُنصح بالاستمرار في استخدام جميع المقاييس الاحترازية.

وأكدت الدكتورة سارلا كوماري، أخصائية في مرض السكري في المستشفى الكندي التخصصي، أن احتمال الإصابة بفيروس «كوفيد 19»، بعد أخذ التطعيم قائم، إذ لا يوجد لقاح يوفر حماية بنسبة 100 %. لكن جميع اللقاحات تحمي من العدوى الشديدة. ومن ثم يمكن الإصابة بالفيروس بعد حصولك على اللقاح، ولكن تكون حدة الإصابة متوسطة أو خفيفة. لذلك يتعين علينا جميعاً تشجيع الآخرين على أخذ اللقاح، ومسؤولية الفرد حماية صحته وصحة من حوله من أفراد المجتمع. هناك حاجة لاعتماد استراتيجيات تواصل معينة تستجيب للمخاوف المحددة لكل فئة من فئات المجتمع لحملهم على تقبل اللقاح، مع ضرورة تعريفهم بالفوائد التي يوفرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"