فكروا وأنصفوا

23:34 مساء
قراءة دقيقتين

عصام هجو*

* تعاقد قبل فترة، أحد أندية الدولة مع لاعب عاطل عن العمل، ولم يكن يلعب في مباريات ناديه الأوروبي الذي كان مدربه غير مقتنع به نهائياً، والمفارقة أنه تم ضم اللاعب ليلعب في دوريِّنا براتب يصل إلى 750 ألف درهم شهرياً، ليدخل حسابه أكثر من ألف درهم في كل ساعة، و25 ألف درهم في اليوم، سواء لعب مباراة أو تجول في «مول». هذا بغض النظر عن المخصصات الأخرى وأبرزها السكن الفاخر وتذاكر السفر التي تتجاوز ربع مليون درهم، وعجبي من الجمهور الذي يضغط ويرغب في البقاء والتجديد للاعب انتظر حتى نهاية الموسم ليتألق.

* سؤال للمتمسكين ببقاء هذا اللاعب: هل يستطيع النادي التجديد مع اللاعب بنفس القيمة المالية السابقة؟ وهل اللاعب سيوافق على التنازل عن راتبه السابق؟ وإذا وافق فهل سيتعامل مع الأمر بواقعية أم سيعمل في الملعب بنظرية بعطيكم «حسب بيزاتكم»؟ 

الشيء غير المقبول من الجمهور هو الانتقاد والتمسك ببقاء لاعب دون الاستماع إلى المبرر المالي لعدم التجديد.

* للأسف الشديد يحدث ذلك في زمن جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على أندية عملاقة وكبيرة في السوق الأوروبي والعالمي في شراء وبيع اللاعبين، أمثال برشلونة وريال مدريد والإنتر واليوفي واليونايتد وأرسنال، فإذا كان هؤلاء «الهوامير» اضطروا إلى تقليص حوافز اللاعبين في البطولات وتقليص الرواتب، ورحل عن بعض الأندية نجومها، ويفكر البعض الآخر في الرحيل مثل ميسي عن برشلونة، فكيف حال أنديتنا؟ حكموا عقولكم يا جماعة الخير و«خلكم» واقعيين ومنطقيين.

* هدر الأموال مرفوض سواء بتعاقدات مع لاعبين لايشاركون في المباريات ولا يتم إشراكهم، أو بلغة النقاد والمدربين والمحللين «تدويرهم» في التشكيلة، كما ينبغي، خصوصاً في ظل تعدد المنافسات والبطولات، ومرفوض أيضاً التعاقد مع لاعب بمخصصات خيالية تفوق مستواه وتأثيره في حسم المباريات وحصد البطولات، فالمسألة أخذ وعطاء وعندما يكون العطاء لايوازي وليس قريباً منه، تدخل المسألة في بند هدر الأموال.

* هناك أمور قدرية في كرة القدم مثل إصابة لاعب أو مرضه أو عدم توفيقه وإهدار فرصة أو ركلة جزاء، فهذه لا خلاف ولا جدال عليها. 

* فكروا قبل أن تغرِّدوا وتنتقدوا، كي تُنصفوا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"