عادي
مجلس إدارة جديد لـ 3 سنوات مقبلة

اتحاد كتّاب الإمارات.. التاريخ والذاكرة

23:58 مساء
قراءة 5 دقائق

الشارقة: يوسف أبولوز

في جوّ انتخابي موضوعي وشفّاف اختارت الجمعية العمومية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات أعضاء مجلس إدارة جديد للاتحاد، وبلغ عدد المترشحين للمجلس 23 من الكتّاب الإماراتيين العاملين في الاتحاد، ونودّ الإشارة هنا، ونحن نقترح هذه القراءة لهذه المرحلة في تاريخ الاتحاد إلى أن عدد الأعضاء العاملين في الاتحاد، وبحسب لائحة حصلت عليها قبل نحو ثلاثة أشهر 195 عضواً وعضوة لهم نتاجات أدبية في الرواية، والقصة القصيرة والشعر، والنثر، والدراسات، والنقد الأدبي، فيما بلغ عدد الأعضاء المنتسبين من العرب المقيمين في الدولة حوالي 155 بين شاعر، وروائي، وقاص، وناقد أدبي من مختلف أقطار الوطن العربي.

الجمعية العمومية لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات انتخبت الخميس الماضي أعضاء المجلس الجديد على النحو التالي: سلطان بن بخيت العميمي 31 صوتاً، شيخة المطيري 29 صوتاً، وحصلت شيخة الجابري أيضاً على 29 صوتاً، وحصل ناصر الظاهري على 26 صوتاً، وحصلت لولوة المنصوري على 22 صوتاً وعائشة سلطان على 18 صوتاً، وفي الوقت نفسه حصل حارب الظاهري على 18 صوتاً، كما انتخبت الجمعية العمومية للاتحاد عضوي احتياط الأول: عبدالرحمن البستكي «17 صوتاً»، والثاني محمد شعيب الحمادي «16 صوتاً»، ومعنى ذلك أن هناك حوالي 20 صوتاً مترشحاً ومترشحة لم يحالفهم الحظ في الحصول على مقاعد في مجلس إدارة الاتحاد، هذا من زاوية، ومن زاوية ثانية، تؤشر هذه الانتخابات على حيوية الترشح والانتخاب بين أعضاء الاتحاد، فضلاً، عن دخول أسماء جديدة شابة إلى مجلس إدارة الاتحاد.

في هذه القراءة للانتخابات تجدر الإشارة إلى الشخصيات الفائزة في الحصول على مقاعد في مجلس الإدارة، فقد حصد سلطان العميمي أعلى الأصوات، وهو شاعر وباحث في التراث الشعري الإماراتي الشعبي والنبطي، وهو روائي، وله دور إداري ومهني وثقافي محترم في أكاديمية الشعر في أبوظبي.

شيخة المطيري شاعرة حاضرة الصوت التقليدي والتفعيلي في الشعرية الإماراتية وتمتلك ثقافة شعرية رفيعة، أما شيخة الجابري فهي إلى جانب شخصيتها الشعرية الريادية في الإمارات هي أيضاً، باحثة في الثقافة المحلية الشعبية والتراثية، وهي إعلامية وكاتبة صحفية لها حضور مميز في الساحة الثقافية المحلية.

ناصر الظاهري من أبرز كتّاب القصة القصيرة في الإمارات منذ أواسط ثمانينات القرن العشرين، كاتب صحفي يومي مرموق ومقروء على نطاق إماراتي وخليجي واسع، أما لولوة المنصوري فهي قاصّة مميّزة في لغتها وفي موضوعاتها وتتألق هذه الكاتبة المثقفة حين تكتب في جماليات وثقافة الأمكنة في الإمارات وحين تقرأ بعين جمالية فكرية بعض الظواهر التي طرأت بعد التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الإمارات.

الكاتبة عائشة سلطان شخصية أدبية معروفة ومحترمة في الوسط الثقافي الإماراتي والعربي، قاصّة وكاتبة عمود يومي مثقّف، ولها دور حيوي في قطاع النشر في الإمارات، وهي عضوة في لجان تحكيم ثقافية عربية نظراً لثقة لجان هذه الجوائز بثقافة هذه الكاتبة الإماراتية التي تمثّل جيلاً نوعياً من كاتبات الإمارات.

حارب الظاهري قاص وشاعر ظهر اسمه منذ أواخر ثمانينات القرن العشرين، وهو حاضر في الساحة الثقافية المحلية منذ ذلك الوقت وحتى اليوم بلغته الهادئة، وشعريته الصافية، ونشير أيضاً إلى عضوي الاحتياط اللذين نالا ثقة أعضاء الجمعية العمومية استناداً إلى الحضور الثقافي والأدبي الذي حقّقاه في الساحة الثقافية المحلية.

لكل عضو من هذه التركيبة الإدارية الجديدة تاريخه الأدبي، وذاكرته الثقافية، وإيقاع اسمه محلياً وعربياً، ولكل عضو أيضاً وطنيته النظيفة وهو يتولى منصباً ثقافياً في مؤسسة أدبية، فكرية، نشرية أيضاً بخاصة إذا قرأنا السيرة النشرية للاتحاد منذ أول إصدار عنه «قصائد من الإمارات» في العام 1986.

أرشيف

اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات من أوّل الكيانات الثقافية التي ظهرت في الدولة ضمن إطار جمعيات النفع العام، فقد تأسس بموجب القرار الوزاري رقم 137 لعام 1984، وصدر ذلك القرار آنذاك عن وزارة تنمية المجتمع التي تغيّرت أسماؤها بعد ذلك.

بدأ عمل الاتحاد الثقافي فعلياً في العام 1985، ومن مبادراته الأولى الإماراتية والعربية صدور مجلة «شؤون أدبية» التي استقطبت أقلاماً إماراتية وعربية وخليجية التقت في فضاء المجلة آنذاك وحققت ظاهرة ثقافية معروفة بين الكتّاب العرب.

من الملاحظ أن الاتحاد قد اهتم بنشر الترجمات مبكراً في إطار خطّته النشرية منذ أوائل التسعينات، فعند العودة إلى أرشيف الاتحاد نطالع كتابين مترجمين إلى العربية صدرا ضمن نشر الاتحاد: «الفالس الأخير في سانتياجو» لأربيل دورفمان.. ترجمة: كامل وذلك في العام 1990، و«الشيطان وقصائد أخرى» للشاعر الروسي ليرمنتوف: ترجمة: الشاعر المصري رفعت سلّام، لا بل في العام 1994 أصدر الاتحاد المجموعة الكاملة للشاعر التشيلي بابلو نيرودا، ونقلها آنذاك إلى العربية كامل يوسف حسين. وسريعاً من حيث النشر، وبخاصة في حقل الترجمة قبل حوالي أكثر من ربع قرن من عمر الاتحاد، وإلى جانب هذه الحيوية النشرية يعقد الاتحاد الكثير من الاتفاقيات الثنائية مع اتحادات وروابط وكيانات ثقافية عربية جعلت منه اتحاداً حاضراً بقوّة في العواصم العربية منذ ذلك الوقت، وحتى اليوم.

قد تكون هذه المعلومات عتبة موضوعية للقول الآن أننا بصدد مرحلة جديدة من عمل الاتحاد الإداري والثقافي والإعلامي والنشري. مرحلة تفرضها الوقائع على الأرض، ومن ذلك النمو الملحوظ في قطاع النشر في الإمارات، وعودة الحياة الثقافية الاعتيادية إلى فضاءاتها المعتادة بعد التراجع التدريجي لتداعيات وباء كورونا.

ظهرت أسماء عديدة شابة في مجال كتابة الأدب: الشعر، والقصة، والرواية بشكل خاص في العقدين الماضيين، ويظل الاتحاد مظلة هذا الجيل الأدبي الإماراتي الجديد، بمعنى، ضرورة توجه الاتحاد إلى هذا الجيل بشكل خاص، وتبنّي تجاربه الكتابية، ودعمها الثقافي بتوفير ورشة قراءات نقدية لهذا النتاج الإبداعي الإماراتي الجديد.

ملتقيات ثقافية

كان الاتحاد منذ أواسط ثمانينات القرن العشرين مُنَظِماً ومفعّلاً سنوياً لملتقيات وندوات ثقافية كبيرة يفعّلها مثقفون إماراتيون وخليجيون وعرب، واليوم يتطلع الكتّاب الإماراتيون إلى أن يعود الاتحاد إلى تنظيم مثل هذه التظاهرات التي نعود إليها عادة من وقت إلى آخر في أرشيف الاتحاد: الملتقى الأول للكتابات القصصية والروائية وقد نظمه الاتحاد من 27 فبراير، وإلى الأول من مارس عام 1985.

من 10 إلى 14 يناير 1988 نظم الاتحاد ندوة الأدب في الخليج العربي، وطبع دراساتها كلّها في أربعة أجزاء بالعنوان نفسه، وهي موجودة في أرشيف الاتحاد.

من 15 إلى 18 أكتوبر 1989 نظم الاتحاد الملتقى الثاني للكتابات القصصية والروائية في الإمارات وطبع أبحاث هذا الملتقى في كتابين (جزأين).

من 2 إلى 4 فبراير 1993 نظم الاتحاد بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة الملتقى الثالث للكتابات القصصية والروائية في الإمارات، وطبع أبحاث ذلك الملتقى في ثلاثة كتب (ثلاثة أجزاء).

كان ذلك جزءاً من حيوية الاتحاد في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، والاتحاد قادر على العودة إلى تلك الحيوية الثقافية اليوم ونحن في العام 2021.. عام الخمسين الوطنية الذهبية للدولة.

بدايات

اتحاد كتاب وأدباء الإمارات جمعية أهلية، تأسس في 28/ 5/ 1984 في مدينة الشارقة، وكان عدد المؤسسين 30 عضواً عاملاً.

تشير الوثائق المحفوظة لدى سكرتارية الاتحاد إلى أنه قبل الإشهار وانعقاد الجمعية العمومية التأسيسية الأولى، انعقدت عدة اجتماعات تأسيسية غير رسمية، توضح نقاشات الأعضاء واهتماماتهم ورغبتهم في إنشاء كيان اتحادي لجميع الكتاب والأدباء من المواطنين والعرب؛ بهدف الارتقاء بالأدب والثقافة والاتصال بالكتاب العرب فيما يخص الهموم والتطلعات الوطنية والقومية.

استضافت اجتماعات الجمعيات العمومية التأسيسية قبل الإشهار كلاًّ من جمعية الاجتماعيين والحقوقيين بالشارقة، وكان يصل إلى الاجتماع الكتاب والأدباء المواطنون من مختلف الإمارات من أبوظبي جنوباً إلى رأس الخيمة شمالاً، ويبلغ عدد أعضاء الاتحاد من العاملين نحو 200 عضو من مواطني دولة الإمارات، ومن المنتسبين أكثر من 150 عضواً، وأبرز المنتسبين هم من الوافدين العرب، خاصة الجنسيات: سوريا، لبنان، مصر، الأردن، البحرين، الكويت، العراق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"