لماذا على العرب أن يقرأوا ثيرفانتيس؟

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

بيننا وبين الدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل نحو المئة يوم، وهي فترة مريحة تماماً لقراءة الأدب الأسباني؛ حيث، إسبانيا ضيف شرف دورة معرض 2021، وأشرت إلى ذلك في مقالة أمس، لكن اليوم أعود وأضع ما يشبه تكملة للمقالة بعد قراءة مادة موسعة أقرب إلى الملف أو شبه الملف في عدد يوليو/ تموز الحالي من مجلة «الناشر الأسبوعي» الصادرة بانتظام للسنة الثالثة على التوالي عن هيئة الشارقة للكتاب؛ لتشكل فعلاً جسراً ثقافياً من الشارقة إلى القارّات.
خصصت «الناشر الأسبوعي» في هذا العدد مساحة نموذجية لميغيل دي ثيرفانتيس بقلم د. عبير عبد الحافظ لنعرف ما كنّا لا نعرفه عن صاحب «دون كيخوته» رواية القرن السادس عشر؛ بل، ورواية القرون التالية للسردية الدون كيخوتيه إن جازت العبارة، لا بل أصبحت «دون كيخوته» مدرسة روائية في حدّ ذاتها إذا لم يكن روائي أوروبي وعربي قرأها فهو مشكوك في أهليته لكتابة الرواية، أما قارئ الرواية المحترف أوروبياً وعربياً أيضاً وفي القارّات إن لم يكن قرأ «دون كيخوته»، فكل قراءاته ناقصة.
يتحدث الكثيرون ممن يقرأون «ثيرفانتيس» عن ريادته القطعية للرواية الإسبانية، ولكن د. عبير عبد الحافظ لها رأي آخر.. هناك سابقون على «مخترع» دون كيخوته، وتابعه سانتشو بانثا منهم: خوان دي تيمونيدا، وخوان مانويل، وأيّاً كان السبق، أو أيّاً كانت له الريادة الغربية في الرواية، فإن ثيرفانتيس يُقرأ على مدى أكثر من 500 عام بشغف متجدد، وأكثر من ذلك، هناك دافع فضولي كبير اليوم لقراءة مؤسس الرواية الإسبانية من جديد، ويتمثل هذا الفضول في زمن الرواية الغربي والعربي، فالرواية اليوم هي سيدة سوق النشر، وسيدة سوق القراءة إن صحّت العبارة، والرواية أيضاً هي الجنس الأدبي الذي أوجد جوائز أدبية ذات قيمة اعتبارية ثقافية كبرى في العالم مثل البوكر الأجنبية والبوكر العربية، فضلاً عن جوائز عربية وعالمية أخرى محترمة مادياً ومعنوياً وإعلامياً من شأن الفائز بها أن تكون له مكانة ثقافية وإعلامية لمجرد كتابته رواية ناجحة.
يعود القارئ والروائي في مثل هذه الحالات الروائية المعاصرة إلى رموز الكتابة السردية الأوائل: ثيرفانتيس في المقعد الأول من الصف الأول، ونعرف من مادة «الناشر الأسبوعي» أنه رائد في تأصيل فن الرواية القصيرة، أما المحاولات الأولى في الرواية بحسب الملف فقد كانت أقرب إلى الخيال والتراث الشعبي، خرافات، وحكايات.
سنعرف أيضاً أن ثيرفانتيس بقي في الجزائر أسيراً مدة خمس سنوات من 1575 وحتى 1580، وتشكلت عنده روافد ثقافية من منابع الحضارة العربية الإسلامية.
قراءة «دون كيخوته» وقراءة رواياته القصيرة من جديد لها ما يبررها على المستوى العربي، فنحن نحتفي بالثقافة الإسبانية والتقاءاتها الحميمة بثقافتنا العربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ونحن أيضاً، وأقصد الأفق العربي الثقافي نحتفي بفن الرواية، ونكرّم مبدعيها من الكتّاب العرب، حتى لو أصبحت الرواية ديواناً آخر قريباً في اعتباريته الأدبية من ديوان العرب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"