عادي

«أمسية اللازورد» لعفاف مطر تستلهم رموز الشعر

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين
1

الشارقة: «الخليج»

تقترب رواية «أمسية اللازورد» للكاتبة العراقية عفاف مطر من الرواية الشعرية، التي تتميز بمزج الشعر بالنثر، وبناء عليه، فهي رواية فيها قدر كبير من التخيل، حيث تلعب الشعرية بما فيها من دلالات عميقة، وبما فيها من رموز، ومعان مضمرة، وإيحاءات غير مباشرة، دوراً بارزاً في هذا السياق.

ومن طبيعة الرواية الشعرية، أن تلعب تقنية السرد فيها دوراً واضحاً، من هنا، يمكن فهم أنها رواية لا تركز على تعدد الشخصيات، بقدر اهتمامها بطرح رؤية فكرية أو ثقافية، كما تشكل الضمائر، أو ما يعرف بتعدد الأصوات، رافعة للنص السردي أو الروائي، وهو ما بدا جلياً على لسان شخصيات الرواية الثلاث (أنا ودرويش ونزار)، ومن جهة أخرى، فإن المكان في الرواية، هو مكان مضمر، كما هو حال الزمان، الذي يبدو مفتوحاً على إحالات وأزمنة عدة غير معرفة، أو ملتزمة بجغرافيا أحداث أو وقائع ثابتة، كما أن الخط السردي الناظم لجميع أصوات الرواية، غالباً ما يكون محكوماً، بفضاء وعوالم ذهنية وذاتية، تفتح على قدر كبير من البوح والشفافية.

ومهدت عفاف مطرلروايتها بقولها: «روايتي لا تتعلق، ولا ترتبط، ولا تتقيد بالزمان ولا المكان، ولا تعترف بهما، لا تعبر حدود الواقع فحسب.. بل تعبر حدود الخيال أيضاً، وتصل منهكة إلى حدود الحب،.. وتكتفي بالنظر إليه من خارج بلورة سحرية مرمية ومنسية على شاطئ، تحتضن أمواجه إحدى الجزر الخرافية، وتكاد تبتلعها جزيرة ليس لها علم على الأرض، ولا رسم على الخريطة.. بوصلة القلب دليلي إليها».

والروائية عفاف مطر بدأت مشوارها الأدبي في الكتابة في مرحلة الدراسة الجامعية، وكتبت أول عمل روائي في ذات المرحلة.

وفي الرواية تستذكر الروائية الشاعر العربي محمود درويش، بل هو يشكل حاملاً رئيسياً لفضاء السرد، في اتصاله بشخصية (أنا) وهو أي درويش) موجود في الرواية كشخصية تحمل نفس الاسم، وفي هذا الصدد تؤكد عفاف مطر أن إعجابها، بل حبها للشاعر محمود درويش دفعها إلى أن تسأل: (لماذا لا أكتب عن هذا الشاعر؟)، وقد ظل هذا السؤال يلحُّ عليها، كما بدأت تستحضر شاعراً آخر لم يقابله درويش، فكان نزار قباني، فقامت هي بجمعهما معا في أمسية لازوردية وقامت باستنطاق هاتين الشخصيتين المؤثرتين لتسمع لهما.

والمؤلفة تؤمن كثيراً بهذا النوع من الكتابة وتعتبره من أوثق العلاقات التي يمكن أن توطدها مع القارئ، حيث يشكل استحضار مشاهير ورموز الأدب من عالم الأموات، واحدة من الركائز التي تستند عليها حبكة الرواية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"