أرض الأمان

01:17 صباحا
قراءة دقيقتين

من جبال الخوف والمجهول إلى أرض الاستقرار والأمان والحلم. الهاربون من أفغانستان، يمرون بأكثر من مرحلة في رحلة بحثهم عن مكان يستقرون فيه بأمان بعيداً عن الخوف، منهم من يرحل مباشرة إلى دولة فتحت أبوابها لاستضافة اللاجئين إليها، ومنهم من تتم استضافته بشكل مؤقت في بلد مثل الإمارات ولدواع إنسانية ثم يكملون طريقهم نحو البلد الذي ستكون إقامتهم فيه طويلة.
ليس جديداً على الإمارات أن تكون من أوائل المساهمين في التدخل السريع لإنقاذ شعوب وإجلاء أفراد واستضافتهم وتأمين كل دعم ممكن لهم سواء بالمساعدة الطبية والرعاية الصحية أو الاجتماعية. وهي اليوم تعتبر المحطة الأولى الآمنة التي تحط فيها بعض العائلات أو المجموعات للحصول على المساعدة الطبية والإنسانية قبل استكمال رحلتهم إلى الوجهة الأخيرة أي الدولة التي تتم استضافتهم فيها بشكل نهائي.
41 أفغانياً تم إجلاؤهم من أفغانستان إلى الإمارات قبل استكمال رحلة هجرتهم إلى كندا. من بين هؤلاء أعضاء من فريقي الفتيات الأفغانيات لركوب الدراجات وتطوير الروبوتات ونشطاء في مجال حقوق الإنسان وأسرهم. محزن أن يهجر العلماء والمبتكرون والمتعلمون والرياضيون والنشطاء في المجتمع وفي العمل الإنساني بلدهم هرباً من الخوف !.
كل النساء والفتيات والعائلات القادمة من أفغانستان والمحملة بكوابيس الرعب تستريح في مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، وهدفها الأمان الذي يطمئن الأرواح المذعورة ويشفي النفوس المنكسرة. تشبعهم الابتسامة على وجه كل طفل وكل فتاة وامرأة يعيشون الآن بلا خوف، ينامون ملء الجفون على أرض ترعى السلام وتقدر معنى الإنسانية والاستقرار وحقوق الإنسان.
لا تتردد الإمارات أمام أي عمل إنساني، تبادر وتمد يد العون في أي وقت ولأي شعب وهي ملتزمة دائماً بقيم ومبادئ الأخوّة والإنسانية وتحرص على تطبيقها دائماً ولتكون خير نموذج للتعاون والتضامن ونشر السلام في العالم؛ وهكذا فعلت بمشاركتها في مساعدة الشعب الأفغاني وهي تحرص على رعاية واحتضان العائلات والنساء والفتيات.
سيبقى اسمها «أرض زايد الخير»، الأرض التي يفيض منها الخير، الوفية لمؤسسها ولا تحيد عن نهجه، المضيافة والمقبلة على المساعدة بلا تردد، تلبي النداء الإنساني ولعل من أجمل عطاياها أنها تمنح الأمان لكل من يقصدها أو يحتاج إليها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"