عادي

النجومية المتأخرة.. تقدير لا يرتبط بالسن

23:34 مساء
قراءة 4 دقائق
شريف الدسوقي و محمد محمود

القاهرة: محمد فتحي

كثير من الفنانين بدأوا مشوارهم الفني منذ سنوات طويلة، وظلوا يكافحون في هذا المجال دون أن يشعر بهم أحد، ولكن لحقوا بقطار النجومية والشهرة في وقت متأخر من عمرهم، وظلوا يعملون منذ سنوات في الفن بدون أن يعرفهم الجمهور أو يهتم بما يقدمونه، ولم يحققوا النجاح والنجومية والشهرة الواسعة سوى مع تقدمهم في العمر، ليؤكدوا أن النجاح لا يرتبط بالسن، ولكن يرتبط بالموهبة الحقيقية والكفاح والإرادة.

من هؤلاء النجوم الفنان سيد رجب الذي يؤكد أنه عمل مهندساً لمدة 20 عاما، قبل أن يتفرغ للتمثيل، ويضيف: لم أكن أتخيل أن أكون ممثلاً، رغم أني كنت طوال حياتي أمثل وكنت أتمنى النجاح، ثم عملت لسنوات بالمسرح، والذي أعتبره أفضل مكان لولادة أي فنان، فلولا مواجهة الجمهور بشكل مباشر ما كانت الثقة أمام الكاميرا، فالمسرح بالنسبة لي كان بمثابة مركز تدريبي، وأول عمل قدمته كان مسرحية «حكاية بلاد نمنم»، وكنت أقول كلمة واحدة «حاضر»، وقدمت دوراً صغيراً في فيلم «أحلام صغيرة» مع صلاح السعدني وميرفت أمين، ولا أركز مع فكرة النجومية المتأخرة، وأراها بسبب الجماهير التي أصبحت تشاهدني، وليس هناك تأخير في النجومية، ولكن كل ذلك توفيق من ربنا، ودائما أقول الحمد لله على هذا النجاح.

أما الفنان شريف الدسوقي فيقول: أنا أمثل منذ أن كان عمري 6 سنوات، لكني أخذت قراراً بأن أبدأ السلم من أوله، رغم أن والدي كان صديقاً لمعظم نجوم مصر، لأنه كان مدير مسرح إسماعيل ياسين منذ عام 1952 وحتى هدم المسرح، ومع ذلك لم أطرق أبداً باب فنان أطلب منه عملاً، وعملت بنصيحة أحد أساتذتي عندما قال لي: إن الممثل سلعة لابد أن تعلن عن نفسها طول الوقت، ومن يومها أعلن عن نفسي بموهبتي، وبالتالي مررت بكل المحطات التي يمر بها أي هاو من فرق قصور الثقافة، للفرق المستقلة والمهرجانات الخارجية والداخلية وأفلام السينما القصيرة حتى وصلت لسقف طموح أي هاوٍ، وفي سنة 2013 مررت بحالة اكتئاب حادة جداً لدرجة أني أخذت قراراً بعدم الخروج من بيتي نهائياً، وابتعدت عن كل الناس، وبعد 11 شهراً فوجئت بالمخرج شريف البنداري يريد مقابلتي وجاء لزيارتي، وقال لي إنه سيجعل كل الناس تعرفني، وأسند لي دوراً في فيلم«حار جاف صيفاً»، ورغم صغر حجم الدور إلا أنه كان محركاً في الأحداث، وهذا الدور كان السبب في أن كل الوسط الفني يسأل عني.

وفي 2018 عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي، وفي أول ليلة عرض فوجئت بأكبر نجوم في الوسط يصفقون لي إلى أن جاءت ليلة الختام واتصل بي أحمد عبد الله لأحضر، وأعلن عن حصولي على جائزة الهرم الذهبي لأحسن ممثل، ولحظتها رأيت مشوار حياتي كله وأنا في الطريق من مكاني للمسرح، ثم سافرت لعرض الفيلم في مهرجان مراكش، وبعد عودتي اتصل بي المخرج حسين المنباوي للمشاركة في مسلسل «لمس أكتاف» مع ياسر جلال، وبعد 5 حلقات قال لي المخرج أنت أصبحت البطل الثاني في العمل، ولقبني فتحي عبد الوهاب بالجواهرجي، ثم جاءني اتصال من كاملة أبو ذكري للمشاركة في مسلسل«ب 100 وش» والذي كان وش السعد عليّ، والحمد لله على ما وصلت إليه.

أمر غير محبب

يقول الفنان بيومي فؤاد: عملت في المسرح لمدة 20 عاماً ولم أحقق أي شهرة، فالنجومية المتأخرة أمر غير محبب، لكن في نفس الوقت غير نادم على تأخرها، لأنها في النهاية إرادة الله، ولكن المسرح أثقلني إلى حد كبير، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة وبعد التخرج عملت كثيراً في الكلية ممثلاً أو مساعد مخرج، وبعد ذلك دخلت مركز الإبداع الفني، ثم عاودت العمل في المسرح إلى أن بدأت أتجه للمسلسلات، وفي بداية انتشاري كان شغفي بتجربة التمثيل هو الذي يدفعني للموافقة على أكثر من عمل في موسم، وأرى مدى تقبل الجمهور لكل ما أقدمه، ولم يكن هذا بسبب المال، كما ردد البعض، فأنا لا أهتم بالمقابل المادي، هذا بجانب أني أريد أن أقدم كل الأدوار بمختلف الطرق، وفي نفس الوقت لا أهتم بفكرة النجومية والبطولة، لأن أهم شيء بالنسبة لي جودة العمل والدور الناجح، فوجودي في العديد من الأعمال يرجع إلى إعجابي بالورق الذي يُعرض عليّ، وفي نفس الوقت أحرص على التنوع في اختيار الأدوار الأكثر أهمية.

ويقول الممثل محمد محمود، والذي تألق مؤخراً في مسلسل«نجيب زاهي شركس»،: أرى أن كل شيء يأتي في موعده، فأنا أمثل منذ 30 عاماً، والحمد لله متصالح مع نفسي جداً، ولم أقل أبداً إني مظلوم، ولم أشعر بأني لم آخذ حقي أو أن نجوميتي وشهرتي تأخرت، وقدمت في الفترة الماضية أدواراً مهمة كانت نقطة تحول في مشواري منها مسلسلات:«رمضان كريم» و«أرض النفاق» وأخيراً «نجيب زاهي شركس».

الناقد الفني محمود قاسم يؤكد أن: تأخر النجومية يرجع إلى العديد من الأسباب، فقد يعتمد الأمر على ذكاء الممثل، وقدرته على الظهور في أدوار تلفت إليه الأنظار، وقد يرجع السبب إلى انحصار تمثيله في المسرح، فعندما يبدأ الممثل في تقديم العديد من الأدوار في السينما والتلفزيون تبدأ شهرته، وإذا قدم أداءً مميزاً يبدأ المنتجون في إسناد أدوار مهمة له، ويبدأ مشوار النجومية، والفنان يزداد توهجاً بعد مرور 10 سنوات على الأقل من دخوله الوسط الفني، ويحصل بعدها على الشهرة، كما أن النجومية تعتمد أيضاً على مدى قبول الجمهور للفنان، و«الكاريزما» الخاصة به، بجانب اجتهاده وموهبته بالتأكيد وقدرته على الحفاظ على مستواه وتطويره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"