عادي

أسطورة أرسنال ميرسون يعود إلى الحياة بعدما فقد كل ما يملك

19:00 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: ضمياء فالح

تحدث أسطورة نادي أرسنال الإنجليزي بول ميرسون عن النزق الذي رافقه في سنين صباه وقال:«الناس الطبيعيون يراهنون مرة ولا يفرغون رصيدهم في البنك لكن أنا لست طبيعياً. راهنت لأول مرة في سن ال16 وخسرت راتب شهر كامل في أرسنال ب10دقائق في «ويليام هل»، ولم أتوقف عن المراهنات على سباقات الخيل حتى خسرت كل رصيدي في البنك، قرابة 7 ملايين إسترليني من ضمنها منازل وسيارات وكل راتبي التقاعدي وكل احترامي لنفسي».

وتابع ميرسون:«ربما عرفتموني لاعباً في أرسنال وميدلزبرة وأستون فيلا وبورتسموث ومن تنفيذ ركلة جزاء للمنتخب في المونديال وما كان ليخطر ببالكم أنني أخاف من شيء، في الملعب كنت شجاعاً لكن خارجه كنت متوتراً وخائفاً وحساساً منذ الطفولة. كنت أبول في فراشي حتى أخذتني والدتي لطبيب نفسي بسن ال6 ولكم أن تتخيلوا كم عانيت في المدرسة. كان شرب الكحول بالنسبة لي تذكرة لعالم مختلف، أتحول لشخص فكاهي وأطرد القلق. تفاقمت المشكلة وأصبحت أدمن الكحول بسن ال18 عندما لعبت بعقد إعارة في برنتفورد، الشرب عالج خجلي أمام اللاعبين المحترفين، وكنت أفخر بشرب 12 كأساً مرة واحدة، لكنه حولني لوحش للمقربين مني. لم أدرك حجم مشكلتي إلا حين سحبوا مني رخصة القيادة بعد صدم سيارتي بعمود إنارة وأنا عائد من الحانة للمنزل. كنت أصمد بلا كحول 48 ساعة بعد المباراة ولم يكن عندنا مباريات منتصف الأسبوع، لكن الإدمان وصل حده عندما فاز أرسنال بلقب البريميرليج عام 1989، أتذكر إقامة حفل شواء مساء السبت، وجولة بالحافلة المفتوحة في الشوارع يوم الأحد وعودتي للمنزل يوم الثلاثاء لكن كل شيء آخر مشوش. تصدرت الصحف 3 مرات في الأشهر القليلة التالية، بسبب شجار في الحانة على هامش احتفال بفوز أرسنال».

ويكمل ميرسون:«تزوجت خطيبتي لورين في صيف 1990، لكنني أمضيت ليلة الزفاف بمزاج متعكر، لأنني خسرت الكثير من المال على رهان لفوز إسكتلندا على كوستاريكا في كأس العالم، كوستاريكا فازت 1-صفر وشربت الكحول كي أنسى. بعد ذلك تحول الوضع لكرة ثلج تكبر يوماً بعد يوم، صارت الرهانات على كل شيء، في التسعينات كرة قدم ورجبي وكريكيت وتنس وخيول وكلاب ثم المراهنات على الرياضات في أمريكا. عندما أفوز أوسع رهاني التالي وعندما أخسر أراهن لتعويض خسارتي وتسديد الديون. في صيف 1991 استدعيت للمنتخب وكان لدي عقد رعاية حذاء جيد لأننا فزنا باللقب الثاني ومع قرب ولادة طفلنا الأول اشتريت منزلاً أكبر وعانيت من المصاريف وكنت أستلف المال من أمي وأبي. في يوم ولادة ابننا شارلي تركت زوجتي في المخاض لأراهن على لون الحافلة التي تقل الفريق وهذا جنون مطبق. كانت الساعة الثالثة ظهر السبت، موعد المباراة، هو الوقت الوحيد الذي أنعم فيه بالسلام ثم تطور الإدمان ليشمل الكوكايين، في نوفمبر 1994 اتصلت زوجتي لورين بالمدرب جورج جراهام وطلبت منه إنقاذي وغضبت عليها وخرجت للسهر وعندما عدت وجدت المنزل فارغاً، جلست في زاوية وبكيت وأدركت أنني بحاجة إلى مساعدة، فأنا لا أريد العيش هكذا ولا الموت في زاوية من الشارع. اتفق النادي مع رابطة اللاعبين المحترفين على إيداعي مركز تأهيل واشترطوا فحصاً دورياً لمعرفة نسبة الكحول والمخدرات إذا كنت أريد مواصلة اللعب. في مركز التأهيل توقفت عن الرهان لأول مرة منذ 10 سنوات، بقيت نظيفاً 3 سنوات بعد خروجي، لكن عدت للإدمان بعد انتقالي لميدلزبرة، كان الأجر مضاعفاً هناك، لكن لورين رفضت الانتقال معي للشمال وأنا توقفت عن حضور جلسات العلاج وتوطدت صداقتي بجاسكوين عندما استدعينا للمنتخب في مونديال 1998. انهار زواجي الأول والثاني وراهنت ب15 ألف إسترليني على فوز فيدرر ثم 10 آلاف إسترليني على هوية أول لاعب يطرد في مباراة كريكيت، كنت مجنوناً. في فبراير 2003 عرض علي مركز تأهيل في أريزونا التعافي، لكنني لم أتعاف تماماً من إدمان المراهنات إلا في 2016، تركت المخدرات منذ 27 عاماً والكحول منذ عامين ووصلت لمرحلة أنني لا ألمس الكحول إطلاقاً. سعيد بشفائي وبعملي مع سكاي سبورت وبعائلتي وانقشع أخيراً الضباب عن عقلي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"