عادي
العامري يهدي نعومكين مسرحيات سلطان المترجمة للروسية

«الشارقة للكتاب» تطور شراكات جديدة مع الحراك الثقافي الروسي

23:50 مساء
قراءة 4 دقائق
خلال اجتماع وفد الهيئة مع مكتبة روسيا الوطنية
خلال الجلسة الثانية بمشاركة الفنانة الإماراتية علياء البادي
الجلسة الأولى خليفة
جولة وفد الهيئة في مكتبة روسيا الوطنية
العامري يهدي رئيس معهد الاستشراق مؤلفات حاكم الشارقة المسرحية المترجمة للروسية

موسكو: «الخليج»

فتحت هيئة الشارقة للكتاب أبواباً جديدة لتعزيز العلاقات الثقافية التي تجمع إمارة الشارقة مع المدن الروسية، حيث شاركت في المؤتمر العالمي السابع والثلاثين للمجلس الدولي لكتب اليافعين، الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو، ونظمت جلستين حواريتين بين الكتّاب والفنانين الإماراتيين والروس، وبحثت خلال مشاركتها في المؤتمر سبل التعاون والعمل المشترك مع كبريات المؤسسات الثقافية الروسية.

وجاءت هذه الجهود في إطار استراتيجية الهيئة لتعميق علاقتها مع المؤسسات الثقافية الكبرى في العالم، وتعزيز الروابط التي تجمع مشروع الشارقة الحضاري والثقافي مع غيره من ثقافات العالم، بالاستناد إلى قوة الكتاب وتأثير الأدب والفن في فهم المجتمعات والكشف عن المشترك بينها.

قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «تمضي هيئة الشارقة للكتاب في كافة الجهود التي تبذلها على المستوى المحلي والدولي، انطلاقاً من رؤية مركزية وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، كشف خلالها قيمة الكتاب في تحقيق نهضة المجتمعات، وتأثيره في تمتين العلاقات وفتح قنوات الحوار مع ثقافات العالم، وهذا ما نعمل عليه من خلال مشاركتنا في حدث بحجم المؤتمر العالمي للمجلس الدولي لكتب اليافعين، أو في لقاءاتنا مع مؤسسات ثقافية روسية كبيرة لها تاريخها الطويل».

وأضاف العامري: «إن المشاريع الحضارية الناجحة المدركة لخصوصيتها والمتمسكة بملامح هويتها الأصيلة، لا يمكن أن تحقق نقلات نوعية في تجربتها من دون التواصل الواعي مع المشاريع المقابلة والتجارب الحضارية الكبرى، لهذا تأتي هذه المشاركة واللقاءات استكمالاً لجهود متواصلة نقودها لخدمة المشروع الحضاري للشارقة، خاصة أن العلاقات الثقافية العربية الروسية متجذرة وعميقة، وكان لها انعكاس واضح على الأدب والفن والفكر لدى الجانبين».

فرص مشتركة

والتقى وفد هيئة الشارقة للكتاب، برئاسة أحمد العامري، وحضور خولة المجيني، مديرة المعارض والمهرجانات في «الشارقة للكتاب»، بالبروفيسور فيتالي نعومكين، رئيس معهد الاستشراق التابع للأكاديمية الروسية، واستعرض الجانبان الفرص الممكنة لتنظيم عدد من الفعاليات الثقافية المشتركة، وتوسيع مجالات التعاون لتقديم المشروع الثقافي الإماراتي والعربي إلى المشهد الثقافي الروسي، والتعرف إلى الجهود الروسية المعاصرة من المستعربين الذين يبحثون في التراث الأدبي والمعرفي العربي، ويحققون مقاربات بينه وبين نظيره العالمي.

وأشاد البروفيسور نعومكين بالجهود الثقافية التي يقودها صاحب السمو، حاكم الشارقة، على مستوى المنطقة العربية والعالم، مشيراً إلى معهد الدراسات العربية والإسلامية التابع لجامعة إكستر البريطانية الذي كان قد تكفل سموه، بإنشائه بشكل كامل عام 2001، وتكرّمه بدعم برامج الدراسات العربية والإسلامية فيه، وقال: «نحن نتابع الجهود الكبيرة لحاكم الشارقة، وندرك حجم اهتمام الشارقة بالكتاب والاستناد إليه في توسيع أفق الحوار مع حضارات وثقافات العالم».

وأهدى أحمد العامري في ختام اللقاء البروفيسور فيتالي نعومكين، المؤلفات المسرحية المترجمة للروسية لصاحب السمو حاكم الشارقة.

تعزيز العلاقات الثقافية

من جانب آخر اجتمع وفد الهيئة بفاديم دادا، مدير عام مكتبة روسيا الوطنية، بحضور مصلح عايض الأحبابي القائم بأعمال سفارة الدولة في جمهورية روسيا الاتحادية، ونعيمة سهيل المشرخ، رئيسة قسم الشؤون الإعلامية والثقافية في سفارة دولة الإمارات بموسكو، وناتالي سامويلينكا، نائب مدير عام مكتبة روسيا الوطنية المكلف بالعلاقات الخارجية والمعارض.

وبحث الجانبان الجهود الثقافية المشتركة التي يشكل التعاون فيها فرصة لتعزيز العلاقات الثقافية بين المكتبات الروسية ونظيرتها في الشارقة، خاصة على مستوى تسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة لكافة الأفراد في المجتمعات، وتوسيع حجم قواعد البيانات لدى الجانبين لدعم مسيرة العمل البحثي والإنتاج العلمي.

وناقش الجانبان حجم مشاركة المكتبات الروسية في مؤتمر المكتبات الدولي الذي تنظمه الشارقة خلال نوفمبر المقبل، وبحثا المجالات الممكنة لتنسيق الجهود المشتركة التي تدعم تبادل الإصدارات العربية والإماراتية من جهة، والمؤلفات والإصدارات الروسية من جهة أخرى، كما استعرضا آليات إنشاء ركن خاص في مكتبات الشارقة العامة للكتب الروسية، باللغتين العربية والروسية والعكس في مكتبات موسكو العامة.

جولة في المكتبة الوطنية

وشهد اللقاء تنظيم جولة لوفد هيئة الشارقة للكتاب في أروقة المكتبة، حيث اطلع على مجموعة من المخطوطات والكتب القديمة والنادرة باللغة العربية يعود تاريخ بعضها إلى عام 1100 ميلادية، واختتمت الجولة بإهداء أحمد العامري المؤلفات المسرحية المترجمة للروسية لصاحب السمو، حاكم الشارقة، للمكتبة الروسية الوطنية لتضاف إلى مصادرها ومراجعها، إلى جانب أمهات الكتب العربية التي تجمعها المكتبة.

وقال مدير عام مكتبة روسيا الوطنية خلال اللقاء: «الكتاب والثقافة هو الجامع الحقيقي بين الثقافات والشعوب، وإمارة الشارقة لها جهد ملموس في هذا المجال، ودائماً تثير انتباهنا وانتباه العالم بحجم مبادراتها، سواء التي تقودها على المستوى العربي أو على المستوى العالمي، ونأمل مزيداً من العمل المشترك مع الشارقة ودولة الإمارات».

كتاب الطفل.. رؤية جديدة

وعلى مستوى المشاركة في المؤتمر العالمي للمجلس الدولي لكتب اليافعين، حققت الشارقة حضوراً لافتاً ضمن فعالياته، فشهدت الجلسات الحوارية التي نظمتها الهيئة حضوراً كبيراً من المهتمين بأدب الطفل في روسيا؛ إذ جمعت كتاباً وفنانين إماراتيين مع نظرائهم الروس، لاستعراض الأساليب الأدبية للكتابة والفنية لتنفيذ رسوم كتب الأطفال واليافعين.وجاءت الجلسة الأولى بمشاركة الكاتبة الإماراتية اليازية خليفة، والروسية مارينا موسكفينا، بعنوان عنوان «الفكرة من وراء كتابي»، كشفت خلالها اليازية جوانب من تجربتها في التأليف واستعرضت معايير القصة الجيدة للأطفال، وآليات تحويل الحياة اليومية والعابرة إلى منجم من الأفكار المبتكرة والجديدة، وقالت: «القصة الناجحة هي التي يتفاعل معها الأطفال، وأفكار القصص الاستثنائية تعتمد على عين الكاتب وقدرته على متابعة تفاصيل الأحداث من حوله، فقد يجدها في مراكز التسوق، أو أثناء قيادة المركبة، أو قبل النوم، أو أثناء القراءة».

وجاءت الجلسة الثانية بعنوان «الرسوم التوضيحية وحدها كافية»، وجمعت الفنانة الإماراتية علياء البادي، والروسية أناستازيا أرخيبوفا، وقدمت خلالها البادي ملامح من خصوصية الرسم لكتب الأطفال عموماً، وللأطفال العرب خصوصاً، مشيرة إلى العلاقة التي يبنيها القراء الصغار مع الشكل واللون وتأثير ذلك في خيالهم، مؤكدة أن الأطفال يرون الرسوم ويفسرونها بطريقة ووعي مختلفين عن الكبار، وغير متوقعة في بعض الأحيان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"