الرعاية الصحية النفسية للجميع

رفعت منظمة الصحة العالمية في العاشر من أكتوبر الجاري شعار «الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعاً» وذلك بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، حيث رصدت من خلال حملتها نماذج من أفضل الممارسات التي طبقتها الدول المتضررة من جائحة كورونا، على خلفية الآثار النفسية الكبيرة التي طالت العاملين الصحيين وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية، والطلبة، والأشخاص دون معيل، والمصابين بحالات صحية نفسية. وفي الوقت ذاته، أظهر المسح الذي أجرته منظمة الصحة العالمية في أواسط عام 2020 أن خدمات الصحة النفسية والعصبية وخدمات اضطرابات تعاطي مواد الإدمان قد تعطلت بشدة أثناء الجائحة.
أولى الخطوات هي معرفة إشكالية هذا التحدي، وما يدعو للتفاؤل هو أن كثيراً من الدول اعترفت بوجود فجوة في الخدمات الصحية النفسية على جميع المستويات، كما أنها صادقت على خطة العمل الشاملة للمنظمة بشأن الصحة النفسية حتى عام 2030، وما تشمله من تحديث لخيارات تنفيذ الخطة ومؤشرات قياس التقدم المحرز في تنفيذها. إحدى المبادرات التي أطلقتها المنظمة، مشروع إصدار «أطلس الصحة النفسية» الذي يقدم صورة واضحة عن الموارد المتاحة للصحة النفسية، سواء في البلدان أو على الصعيد العالمي.
على الصعيد المحلي تم إطلاق مبادرة بالشراكة مع مجلس جودة الحياة الرقمية في دولة الإمارات وتطبيق «سناب شات» تحمل عنوان «هنا لأجلك» وتساهم في تحقيق مجتمع رقمي آمن من خلال توفير دعم استباقي لمستخدمي التطبيق الذين قد يعانون من الأزمات النفسية أو العاطفية، ويرغبون في معرفة المزيد عن هذه المشاكل، أو يرغبون في مساعدة الآخرين، من خلال نقل المعرفة والمعلومات حول المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالصحة النفسية، بالإضافة إلى ميزة تحميل محتوى يتناول مواضيع مثل طرق التعامل مع التنمر الإلكتروني، ميثاق وبنود المواطنة الرقمية الصالحة والخصوصية الرقمية.
دعم الصحة النفسية وتحسين جودة الحياة والمجتمع واجب على الجميع، وهما لا يرتبطان بالتنويه ونشر المعرفة وحسب، ولكن إتاحة قنوات للتواصل مع المختصين في كل أماكن العمل.. المؤسسات التعليمية، شركات القطاع الخاص، وحتى المشاريع الصغيرة والمتوسطة. كما أن استحداث استراتيجيات الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية، والمناهج المعنية بالتوعية في مدارسنا وجامعاتنا ضرورة قصوى لم يعد بالإمكان تجاهلها في زمن باتت فيه المؤثرات والمشتتات وعوامل الضغط النفسي على الصغار والكبار، جزءاً من نمط حياة الفرد اليومية.
[email protected]