فكر بالمستقبل

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

البعض احترف سلوك التهويل وممارسة فعل مؤذٍ يتعلق بتضخيم الأمور والأحداث، وإعطائها أكبر من حجمها الحقيقي، وفسح المجال لها لتأخذ من وقته وجهده أكثر مما تستحق فعلاً. تجد البعض يغضبون على مواضيع متواضعة ولا تستحق كل هذا الغضب، وهناك من يصاب بالتوتر والقلق بشأن مهمة ما أو عمل ما، والحقيقة أنه لا هذا العمل ولا سواه يستحق كل هذا التعب النفسي والإرهاق الذهني، وهناك من تجده في حيرة وذهول ويسأل هنا وهناك، لأنه يجهل معرفة موضوع ما، بينما هو أسهل وأبسط ولا يستحق كل هذه الحيرة والتقصي والسؤال، خاصة أن المعلومة ستصل بعد قليل.
 الذي أريد الوصول له أنّ في حياتنا اليومية، ومن خلال تعاملاتنا، ومن خلال ما يعرض لنا، الكثير من الأحداث والمواقف التي ستعبر وستمر، ولن تصبح إلا ذكرى تنطمس وتنسى مع الأيام، ومع هذا تجد البعض يمنحونها أكبر مما تستحق من الاهتمام والتفكير والقلق والتوتر والهم والغم. يقال عندما تهب الرياح والعواصف، انحنِ قليلاً لتمرّ، لا تواجهها ولا تعترض طريقها. وكما قال الروائي والكاتب باولو كويلو: «الحياة مستمرة، سواء ضحكت أم بكيت، فلا تحمّل نفسك هموماً لن تستفيد منها». 
بطبيعة الحال هذا لا ينفي الاهتمام والانشغال بالمهام الحياتية ومنحها ما تستحق من الرعاية والجدية، ولكن الذي أنبّه له وأحذر منه، هو الاهتمام المرضي المصحوب بالقلق والتوتر والتعب، فهذا النوع من الاهتمام يستدعي الأمراض، وهو الذي يجب التحذير والتنبيه منه. بل يجب أن يكون وعينا بطبيعة الحياة وطريقة العمل الفعال الذي يثمر عنه إنتاج وتميز وابتكار، هو ما نركز عليه، فالمهارة والتخطيط هي التي تؤدي إلى النجاح وليس القلق والتوتر والتعب النفسي.
 ويبقى الاهتمام بالمستقبل ووضع الخطط، وأن يكون لدينا تطلع للغد، وأن نعمل في إطاره، وبعقلية منفتحة متقبلة للتنوع والاختلاف بعفوية وبساطة، من الجوانب التي في غاية الأهمية. رجل الأعمال الأمريكي تد تيرنر، قال: «الحياة والعمل مثل لعبة الشطرنج تماماً، يجب أن تنظر فيها إلى المستقبل دائماً وتتوقع ماذا سيحدث لخطوات عديدة قادمة، وللأسف قليلون من يفعلون ذلك، هم يفكرون في خطواتهم الحالية ولذلك كثيراً ما ينهزمون».
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"