عادي
22 عاماً على تأسيس «المدينة»

المالك لـ«الخليج»: «دبي للإنترنت» ركيزة في دعم اقتصاد دبي الإبداعي

22:42 مساء
قراءة 5 دقائق
1
دبي: حمدي سعد

في عام 1999، تأسست مدينة دبي للإنترنت بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في منطقة صحراوية بين دبي وأبوظبي لتكون منطقة اقتصادية حرة وقاعدة استراتيجية لشركات التكنولوجيا.
وكلّف سموّه، محمد القرقاوي بتأسيس المدينة خلال 365 يوماً، واستقطاب الشركات التكنولوجية لإطلاق مقراتها الإقليمية فيها. ولم يكن هناك أي دعم مالي حكومي للمشروع، وبُنيت المدينة بقرض قيمته 200 مليون دولار من بنك «إتش إس بي سي». 
تمثل مدينة دبي للإنترنت نسخة دبي من «وادي السيليكون»، وفي مصادفة لافتة، كانت بداية الإنترنت في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1969، عندما نجح إرسال أول رسالة من مضيف إلى مضيف بين مختبرين أمريكيين، وفي 29 أكتوبر عام 1999 أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد المدينة لمواكبة ثورة الإنترنت.
فقد عُثر في موقع المدينة على آثار لتواجد بشري يرجع ل 3500 عام، ولعراقة المكان، اختير الموقع لبناء مدينة الإنترنت وصناعة تاريخ جديد. 
تحتضن «دبي للإنترنت» اليوم، المقرات الإقليمية للشركات التقنية العملاقة مثل «جوجل»، و«مايكروسوفت»، و«فيسبوك»، و«سيسكو»، و«آي بي إم»، وغيرها.
شهدت مدينة دبي للإنترنت سلسلة من الصفقات المليارية مثل استحواذ «أوبر» العالمية على شركة «كريم» التي انطلقت من المدينة بـ11 مليار درهم، وكذلك، استحواذ «أمازون» على «سوق. كوم» بما يقارب 3 مليارات درهم.
وتطورت المدينة من 100 شركة إلى أكثر من 1600 شركة ومن 25 موظفاً لأكثر من 24 ألف متخصص ورائد أعمال ومن عدة آلاف من الأقدام المربعة لستة ملايين قدم مربعة.
خلال حفل افتتاح مدينة دبي للإنترنت عام 2000، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد مقولته الشهيرة: «أكبر مخاطرة ألا تخاطر».

الصورة
مدينة دبي للإنترنت


قال عمار المالك، مدير عام مدينة دبي للإنترنت بمناسبة إتمام المدينة عامها الـ22 لـ«الخليج»: «تستمر دبي في تسجيل نمو قوي في مختلف قطاعات التكنولوجيا وترسيخ مكانتها وجهة بارزة للمواهب والمتخصصين ورواد الأعمال، ونكمل عامنا ال22 بإنجازات جديدة بفضل بيئة أعمال تنافسية وبنية تحتية عالمية تتكيف بشكل مستمر مع المتغيرات العالمية وآخر التوجهات». 
وعن الخطط الحالية والمستقبلية قال المالك: «تحتاج الشركات إلى مساحات عمل مبتكرة ومجتمع حيوي من المواهب والكفاءات بما يتيح التفاعل وتبادل الخبرات، ونواصل تطوير وتعزيز بنيتنا التحتية ومرافقنا لنوفر خيارات عمل مرنة لأماكن العمل المستقبلية، كما ندعم نمو وتطور مجتمع المواهب من خلال مبادرات عدة منها باقة «جوفريلانس» للمواهب المستقلة وحاضنة الأعمال «in5» وغيرها».
أكد المالك: «مستمرون في مدينة دبي للإنترنت بالمساهمة بدور محوري في التحول الرقمي محلياً وإقليمياً، وتمكين الشركات الكبرى والناشئة والمواهب على حد سواء من تطوير وتصدير الحلول التقنية من دبي، وبدعم من رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة نحن في نمو مستمر، وندعم الشركات العالمية للتأقلم مع متطلبات العمل المتغيرة وتوسيع حضورها إقليمياً واستقطاب شركات عالمية جديدة».

الاقتصاد الإبداعي

بدأت دبي مسيرة الاقتصاد الإبداعي منذ عقود طويلة، عبر تأسيس مجمعات تقنية وإعلامية وإبداعية متطورة بمختلف القطاعات ومن أهمها: «مدينة دبي للإنترنت، ومدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للإنتاج، ومدينة دبي للاستوديوهات، وحي دبي للتصميم»؛ حيث ساعدت هذه المجمعات على رفع مساهمة الاقتصاد الإبداعي في الناتج الإجمالي لمدينة دبي إلى نحو 2.6 % عام 2020.

استراتيجية 2025

وتهدف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي بحلول عام 2025 إلى: تحويل المدينة إلى وجهة مفضلة للمبدعين من كل أنحاء العالم، وعاصمة للاقتصاد الإبداعي ومضاعفة مساهمة القطاع الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي ل دبي، من 2.6 % عام 2020، إلى 5 % بحلول عام 2025 ومضاعفة عدد الشركات الإبداعية في مجالات المحتوى والتصميم والثقافة، من 8300 شركة إلى 15000 شركة، إضافة إلى مضاعفة عدد المبدعين من70000 حالياً إلى 140000 في الفترة المقبلة.

 أكثر من 1600 شركة 

وتعد مدينة دبي للإنترنت أكبر بيئة أعمال لشركات التكنولوجيا الكبرى والناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث تضم أكثر من 1600 شركة يعمل فيها أكثر من 25 ألف متخصص ورائد أعمال وتسهم في توفير عشرات الآلاف من فرص العمل الجديدة وسط بيئة مثالية داعمة لنمو قطاع المعلومات والتقنيات. وساعدت المدينة على ترسيخ الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار في دولة الإمارات بما يعزز مكانتها كمركز رائد للتكنولوجيا والمواهب في الشرق الأوسط.
وتحولت دبي إلى محرك قوي لوتيرة التحول الرقمي وعبر قطاعات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والصحة الرقمية وغيرها من مجالات الابتكارات وتعتبر مدينة دبي للإنترنت المركز التكنولوجي المتخصص الوحيد في المنطقة الذي يستضيف شركات عالمية وناشئة بهذه المجالات وغيرها من القطاعات، فيما اتخذت هذه الشركات من دبي نقطة للانطلاق والتوسع في المنطقة وإفريقيا.

شركاء في النجاح

وتعتبر مدينة دبي للإنترنت الشركات والجهات التي تستضيفها شركاء استراتيجيين لها في النجاح، لاسيما في قطاعات البرمجة والتطبيقات والذكاء الاصطناعي وشبكات وتقنيات الجيل الخامس وحلول الحوسبة السحابية المتطورة والطباعة وقطاعات الأتمتة وغيرها من التخصصات بما يعكس مكانتها المحورية في تحفيز قطاع التكنولوجيا، ودورها في إشراك قادة التكنولوجيا العالميين واحتضان رواد الابتكار في المنطقة. وتشمل مدينة دبي للإنترنت، حاضنة «in5» المنصة المعنية بتمكين مجتمع رواد الأعمال والشركات الناشئة، وقد حققت «in5» إنجازاً بتجاوز إجمالي التمويلات التي جمعتها الشركات الناشئة ضمن الحاضنة 1.4 مليار درهم. 
وانضمت أكثر من 150 شركة ناشئة جديدة إلى «in5» منذ بداية 2020، ما رفع العدد الإجمالي للشركات فيها إلى 500 شركة، ربعها تقودها وتديرها رائدات أعمال، وهو ما يقرب من ضعف المعدل الإقليمي للشركات الصغيرة والمتوسطة، المملوكة لرائدات أعمال، وتماشياً مع المعدل في دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.

شركات عملاقة

وتستضيف مدينة دبي للإنترنت عشرات الشركات العالمية العملاقة مثل «جوجل» و«مايكروسوفت» و«أوراكل» و«ماستر كارد» و«كانونط» و«ديل» و«هيوليت باكارد» و«فيسبوك» و«آي بي أم» و«سامسونج» و«اكسنتشر» و«هواويط»، وغيرها الكثير من الشركات العاملة في مجالات المواصلات الحديثة والدرونز والطباعة ثلاثية الأبعاد والتجارة الإلكترونية والروبوتات وأمن المعلومات وغيرها من المجالات التقنية وقطاع الاتصالات. وأسهمت دبي للإنترنت على مدار 22 عاماً في وبشكل رئيسي في تسهيل دخول الشركات التي تتبنى نماذج الأعمال الجديدة في مجال البرمجيات وخدمات الاتصالات والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات.
وتعد مدينة دبي للإنترنت منطقة حرة لا تخضع إلى القوانين الجمركية كما تتيح للشركاء والشركات العاملة في المدينة إنهاء كافة الإجراءات الحكومية عن طريق الإنترنت، بدءاً من التراخيص والإقامات، وصولاً إلى الإجراءات الحكومية الأخرى، ما يتيح للشركات التركيز على أعمالها وتوفير الوقت والجهد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"